مشروع حمله السيد محمد باقر الصدر، وعكسه من خلال مؤلفات وكتب عديدة، هدفه بناء نظام إسلامي حقيقي في العراق، كلفه ذلك المشروع دمه، ودم شقيقته، بالإضافة الى دماء ألاف الشباب المؤمنين بمشروع السيد الصدر.
رسم الشعب من خلال هذه التضحية، صورة ملائكية عن هذا المشروع المسمى “حزب الدعوة”، فلم يكن يتصور ان يدخل الى هذا الحزب شخص فاسد، وأخذ الرفاق في ذلك الزمن، يتهمون أي شاب ملتزم او ملتحي بأنه منتمي الى حزب الدعوة.
قدسية جعلت شخوص ذلك الحزب منزهين ومرفعين عن أي رذيلة، لكن ما ان وضعوا على المحك، وأمسكوا بزمام الأمور، حتى بان فسادهم، وفاحت رائحته لتملئ ارجاء الوطن، فحيث تولي وجهك تجد فاسد منهم، ولو كان السيد الصدر موجود لتبرئ منهم، وأصدر فتوى بتحريم الانتماء إليهم.
ان مشكلة هذا الحزب، ليس مشكلة فساد مالي فحسب، انما الكثير منهم ضرب بإسلامه وعقيدته.
بعضهم ترك دينه، واعتنق دين اخر، واخر راح يشكك بالقرأن الكريم، وثالث راح يستهزئ بالشعائر الحسينية، ويسفه جمهورها.
هذا من يسمي نفسه كاتب ومفكر “غالب الشابندر” يغرد في تويتر، مخاطب صدام حسين ” ولك انطيهم زناجيل وتمن وقيمة، واطلع اضرب على صدرك بهدوء، وتصنع البكاء، راح يعبدوك عبادة”
أي ضحالة فكر يملك هذا الرجل؟! واي هشاشة عقل تعشعش تحت هذا الشعر الأبيض؟!
تمر علينا هذه الأيام، ذكرى تنفيذ حكم الإعدام برئيس النظام السابق صدام حسين، لذلك اردت ان اخاطبه وأقول له
” ولك لو مودي على الخط الأول مال حزب الدعوة، ومنطيهم كم منصب، حتى لو مدير تربية، حسب امنية امينهم عند عودته للعراق، لجعلت منهم عبيد عندك، وأخلصوا لك أكثر من أخلاص عبد حمود، ولكنت جنبت العراق الكثير من الدماء التي سالت بسببكم”
ان النرجسية والغطرسة، التي يعيش بها قادة الحزب الحالين، منذ توليهم أمور البلد، تعكس حقيقة فكرهم، قطعا ليس المقصود فكر الحزب المكتوب في الكراسات، فحتى حزب البعث كان حزبا مثالي ” على الورق طبعا” .
ثلاث زعامات من حزب الدعوة، تولت قيادة البلد، منذ تغير النظام لغاية الان، وجميعهم لم يتم ازاحته من كرسي الرئاسة، الا بالضغط وبصعوبه بالغه، ولو نظرت الان الى من يرشح للرئاسة تجد اغلبهم من حزب الدعوة، وكلا يتآمر على الاخر، مما يدل انهم حزب سلطة، وليس حزب فكر.
فهم كالبيضة الفاسدة، تراها من الخارج جميلة وسليمة، لكن ان كسرتها، ملئت المكان برائحتها الكريهة، وافسدت حتى الطعام الجيد الذي معها.