التأريخ السياسي المعاصر في العراق ليس ببعيد عنا، فما زال مَنْ بقي من العراقيون يتذكر، كيف إنتفضت الجماهير ضد سياسة نوري السعيد، حيث لم يأبه لمصير الشعب آنذاك، وهذه صورة لما قد سيحدث في وقتنا اليوم، إذا لم تتدارك الأحزاب والقوى السياسية الأمر، فالمشهد السياسي ما عاد يحتمل وسيكون لها وجه آخر، وتقوم الجماهير بسحق هذه القوى وكنسها خارجاً.
أيها الساسة لا تأخذكم العزة بالإثم، وتنحوا جانباً وأفسحوا الطريق لمَنْ يستطيع أن يقدم الخدمات للمواطن، ويستطيع التواصل مع التحديات الراهنة، التي سببتها السياسة الرعناء لشيوخ السلطة الهرمة، حتى وإن كانوا شباباً فهم لم يقدموا شيئاً سوى الخراب والدمار في بلد الخيرات.
أحزابكم ليست عقيمة عن إنجاب فرسان جدد، ودماء جديدة، وجيل جديد من القيادات والكفاءات، لا تأخذهم في الحق لومة لائم، ليكّونوا مع باقي إخوتهم فريقاً قوياً منسجماً، ويرسموا لوحة بيضاء عن أحزابكم التي سودها فساد الساسة السابقون.
نذكركم بأن خطبة المرجعية الدينية الرشيدة، لا يمكن أن تُجير بإسم السراق، وتُفصل على مقاس الفاشلين منهم، فهل ستجلبون لنا قادة من كوكب آخر، أم أنكم ستبحثون عن وجوه جديدة، تتصدر المشهد السياسي العراقي؟! وإذا عجزتم عن ذلك فتنحوا، أنتم وأحزابكم عن عراقنا، لقد جثمتم سنيناً طويلة على صدورنا، غير آبهين بالمواطن والوطن.
كل شيء أصبح واضحاً للناس وكذلك للمرجعية، التي ذكرت في خطبتها عن لسان حال الناس، بعدم تجربة مَنْ فشل في تقديم الخدمات لوطنه وشعبه، فلا تفريط بحقوق الوطن والمواطن، كما أن الوطن ليس حقل تجارب، فإذا أخفق أحدهم فعليه أن يفسح المجال لغيره في الخدمة، وهنا يتجلى الوفاء للشعب.
ختاماً: تذكروا أن الشعوب الأصيلة لا تُكسَر، ولا تُرهَب ولا تقُهَر، وانتبهوا أن العراق ليس عقيم عن إنجاب الأفضل، فنحن ولدنا من رحم التضحيات، ثم أن زمن المغامرات قد إنتهى، ولنكن على قدر النداء ونسجل موقفاً يخلده التأريخ.