قالت صحيفة (الغارديان) اللندنية اليوم الثلاثاء، إن محتجزين عراقيين اعتقلتهم وحدات من القوات الخاصة البريطانية تعرّضوا لانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان داخل سجن سري في بغداد، مشيرة الى أن هذه الانتهاكات كانت تتم بوجود جنود بريطانيين.
وقالت الصحيفة إن جنوداً بريطانيين من سلاح الجو الملكي وسلاح المشاة ساعدوا في إدارة مركز اعتقال أميركي سري في بغداد، اعترفوا بأنه كان مسرحاً لأشد انتهاكات حقوق الإنسان خطورة في العراق في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، بعد تكيلفهم بمسؤولية الحراسة ونقل المحتجزين في سجن “كامب ناما” السري بمطار بغداد الدولي.
وأضافت أن قوة مشتركة من القوات الخاصة البريطانية والأميركية أُطلق عليها اسم “القوة 121” تم تكليفها في البداية بمسؤولية احتجاز الأفراد الذين يملكون معلومات عن أسلحة الدمار الشامل لدى نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ثم أُعيد تكليفها لاحقاً بمهمة تعقّب الأشخاص الذين يملكون معلومات عن مكان اختباء الرئيس العراقي السابق والموالين له بعد أن تبيّن أن نظامه تخلى عن برنامج أسلحة الدمار الشامل، وبمهمة اصطياد قادة تنظيم القاعدة الذين انتشروا في العراق بعد سقوط النظام.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعتقلين العراقيين المشتبه فيهم نُقلوا إلى سجن “كامب ناما” السري في مطار بغداد، حيث جرى استجوابهم من قبل محققين عسكريين ومدنيين أميركيين باستخدام طرق وحشية أدانتها هيئة أميركية مدافعة عن حقوق الإنسان ومحقق خاص بوزارة يعمل لصالح وزارة الدفاع الأميركية.
ونسبت إلى جندي بريطاني خدم في سجن “كامب ناما” قوله إنه رأى “المحققين ينتزعون الرجل الاصطناعية لمحتجز عراقي ويضربونه بها على رأسه قبل أن يقوموا بإلقائه في شاحنة”.
وذكرت الغارديان أن جنوداً بريطانيين خدموا في “القوة 121″ والوحدة التي خلفتها والمعروفة باسم ”تي إف ـ 26” تحدثوا للمرة الأولى عن الانتهاكات التي شهدوها والتي شملت احتجاز سجناء عراقيين لفترات طويلة في زنزانات شبيهة ببيوت الكلاب الكبيرة، وإخضاع السجناء للصدمات الكهربائية، وتغطية رؤوس السجناء بأقنعة بشكل روتيني، واستجواب السجناء في حاوية شحن عازلة للصوت.
وقالت إن ظهور هذه الأدلة على تورط بريطانيا في إدارة مثل هذا السجن السيء السمعة سيثير تساؤلات جديدة بشأن ما إذا كانت هناك موافقة وزارية من حكومتها على القيام بمثل هذه العمليات، التي أدّت إلى وقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
وأضافت أن وزير الدفاع البريطاني وقتها، جيفري هون، أصر على أن لا علم له بسجن “كامب ناما” بعد إبلاغه بأن الجيش البريطاني قدّم خدمات النقل والحراسة وساعد على احتجاز السجناء.
لكن الصحيفة نسبت إلى جندي بريطاني خدم في سجن “كامب ناما” قوله إن “الأميركيين كانوا ينقلون محتجزين عراقيين إلى السجن كل ليلة، وكانت القوات الخاصة البريطانية تنفذ عمليات مرة أو مرّتين في الأسبوع لاعتقال مشتبهين ومعها مرافق أميركي بشكل دائم”.