خاص : ترجمة – آية حسين علي :
بعد مرور سنوات عديدة كشف النقاب عن أحد الأجزاء الثلاث المفقودة من كتاب (مذكرات مالكوم إكس)، الذي شارك في كتابته المؤلف الأميركي، “أليكس هيلي”.
وكان قد تم حذف هذه الأجزاء من الكتاب خشية أن تسبب في إثارة الغضب، ومن وقتها أحيطت بهم الألغاز، واعتبرها الباحثون أسطورة.
وعاش “مالكوم إكس”، المعروف باسم “الحاج مالك شباز”، في الفترة من 1925 إلى 1965، وكان قد كتب معظم أجزاء الكتاب بمشاركة “هيلي”، الذي قام بدوره بإستكماله وإضافة الأجزاء الخاصة بطريقة وفاته عند سن 39 عامًا، كما أدرج عدة تفاصيل جمعها من حوارات صحافية أجريت مع “مالكوم إكس” في حياته.
واليوم ظهر الجزء المعنون بـ (الأسود)؛ إذ بيع في مزاد علني عُقد في “منهاتن” مقابل 7 آلاف دولار، ونشرت صحيفة (نيويورك تايمز) أجزاء منه، والذي جاء فيه “الغرب يعاني من المرض” و”المجتمع الأميركي يعيش في ظل المسيحية التي تمد الرجل الأبيض بالآمال في أن ما يفعله في السود صحيحًا”.
خدعة أميركا البيضاء وأوهام السود..
يبدو أن النصوص كتبت قبل انشقاق “الحاج مالك” عن حركة “أمة الإسلام” المسلحة، وبها عدة إشارات إلى تاريخه وحياته المثيرة للجدل، ويركز على التحليل الواسع والقاسي لما أسماه “خدعة أميركا البيضاء؛ وأوهام السود الإندماجيين”.
وكتب “مالكوم إكس” أيضًا: “إننا – السود – مثل صحاري غرب أميركا، نشبه نبات الساليكورنيا الذي ينمو بأي شكل وفي الأمكنة التي تهب فيها الرياح البيضاء، بينما يشبه الرجل الأبيض نبات الصبار الذي يتجذر بعمق ويتسلح بالشوك كي يبقينا بعيدين عنه”.
مفاوضات معقدة..
اشترت مكتبة “شومبرغ”، المهتمة بأبحاث ثقافة السود، الجزء الذي لم يُنشر من قبل، مقابل 7 آلاف دولار، كما حصلت على شيء آخر لم يحصل عليه أي من الباحثين حول شخصية “مالكوم إكس”؛ إذ استطاعت شراء النسخة الأصلية للكتاب مكتوبة على الآلة الكاتبة وعليها تعليق “مالكوم” بخط يده على بعض الجمل، إذ قام بشطب وتعديل عدة جمل ومعلومات، الأمر الذي يشير إلى التوترات والمفاوضات المعقدة التي تمت بين “هيلي” و”مالكون” حول النص النهائي.
وصرح مدير المكتبة لـ (نيويورك تايمز)، “كيفن يونغ”، بأن كتب السير الذاتية كانت تعد من أهم الأنواع في القرن العشرين، وأضاف أن الحصول على النسخة التي تحوي تعديلات “مالكوم إكس” يمنحنا الفرصة للتعرف على فكره، إنه كان قويًا بشكل لا يصدق.
الإفلاس..
بقيت هذه النسخة مع “أليكس هالي” حتى وفاته، لكنها بيعت بعد ذلك في مزاد علني واشتراها رجل الأعمال والمحامي الكبير، “جورجي ريد”، الذي يعاني في الفترة الحالية من الإفلاس ما دفعه إلى بيع بعضها.
وخلال هذه الفترة الطويلة كان “ريد” يستمتع بالكشف عن بعض التفاصيل الموجودة في الأجزاء الثلاث المفقودة؛ والتي تعنون بـ (الأسود) و(20 مليون مسلم) و(نهاية المسيحية).
حياة “مالكوم إكس”..
مر “مالكوم إكس”، خلال حياته، بالكثير من التقلبات والمراجعات الفكرية، لكن القضية الأساسية التي لم يتراجع أبدًا عن الدفاع عنها هي المطالبة بحقوق السود.
وكان والده زعيمًا مدافعًا عن حقوق أصحاب البشرة السمراء، لكنه قُتل على يد جماعة بيضاء ليترك وراءه أم شابة و8 أطفال تولد بداخلهم كرهًا كبيرًا للبيض ظل ينمو معهم، وفي غياب الأم التي أودعت مستشفى الأمراض العقلية ساءت أخلاق “مالكوم إكس” وإتجه إلى السرقة فأودع السجن؛ وهناك تعرف على جماعة “أمة الإسلام” واعتنق الإسلام بدلاً من المسيحية، وقضى حياته في استكمال مسيرة والده في النضال والدفاع عن حقوق السود، لكن الجماعة جعلت منه مناضلاً دمويًا بلا عواطف، وحرفت نصوص الإسلام المعتدل وبات يدفع السود إلى الدفاع عن حقوقهم بالقوة.
لكنه قرر قبل وفاته بعام واحد، في آذار/مارس 1964، العودة إلى الدعوة الحقيقية والإسلام الصحيح، فنشبت العداوة بينه وبين قائد الجماعة، “إليغا محمد”، وأمر بقتله، فأطلق شخصان من الجماعة النار عليه بينما كان يلقي خطبة في مدينة “نيويورك”.