قال عالم الإقتصاد الأمريكي, ريتشارد نيلسون بولز”لا يمكن للتغيير أن ينجح, قبل ان تتوفر لنا, أرضية صلبة نقف عليها، وهكذا نتعامل بإيجابية مع اَلتغيير”.
زعزعت العملية السياسية, منذ سقوط نظام البعث, عام 2003إلى يومنا هذا, الذي تجاوز خمسة عشر عاماً, من الأزمات والصراعات السياسية, والحرب على الإرهاب العالمي, بشتى وسائله وتسمياته, التي أُضيفَ لها الفساد المالي والفشل, تخطيطا وإدارياً, فلم تتكون دولة بالمعنى الحقيقي, بل كان مجرد تشكيل حكومة, يغلب عليها طابع المحاصصة, والشراكة بين جميع المكونات, جعلت من المناصب هَدَفٌ أسمى, لفائدة من يشارك بها, وصمت عن كل ما يجري من فساد, وإن تم ذِكرهُ في الإعلام, فلا يعدو عن كونه دعاية انتخابية, وحرب سياسية لا يحصد منها المواطن, غير الصراعات بين أتباعِ هذا الحزب, وتلك الحركة او التيارات.
تراكمت السلبيات فثار المواطن, بعد أن عجز من المطالبات, ورأى أن أغلب الساسة, لا يعبؤون بنتائج ما يقومون به, من الفساد او التغطية عليه, لاستخفافهم بالشعب العراقي, ووصفه من قبل احد الأعضاء بالفوار, الذي يفقد فورته سريعاً, وما ظهور أحد النواب على التلفاز ليقول” كنا فرحين بالمناصب, حيث الامتيازات والعمولات, وهَلُمَ جَراً من تلك الكلمات المستهجنة, ليفقد بعضهم حيائه, فيطالب بالعفو عن سُراق المال العام, إن اعادوا ما سرقوه فقط! ليعودوا بعد هروبهم لأرض الوطن, وينعموا على أقل تقدير بتقاعدٍ, أو سَكنٍ فاخر دون حساب, بينما يُسجن طفل جائع لسرقته, لقمة لا تسد رمقه, بدل أن يقدموا له ما يجعله, يشعر انه مواطن له حقوق.
قال الفيزيائي الأمريكي جيمس جوردن ” الامر ليس أن بعض الناس يملكون الارادة؛ وغيرهم لا يملكونها ، بل ان البعض مستعدون للتغيير, وغيرهم لا”.