26 نوفمبر، 2024 3:37 م
Search
Close this search box.

عين على الاربعين (2) روح الاصلاح والاحتجاج

عين على الاربعين (2) روح الاصلاح والاحتجاج

يبدو ان الصدر قد عمل، منذ 2003،على مضادة الواقع الذي فرضه الخارج، بالاحتلال وبالقوة على شعبنا الاعزل… كيف؟
اولا: اعتقد ان الصدر، عمل على تغيير معادلات الواقع السياسي، اقصد ان العامل الاساس في منح السلطة، كان هو الخارج والسفارات، كما قال الكثير، ان رئاسة الوزراء هي نتيجة اتفاق “الجارة و السفارة”…!…
ماذا يعني هذا..؟
وهذا يعني ان الطبقة السياسية سوف تكون خاضعة للاجنبي في أداءها، وليس للشعب… يعني السلطة لم تكن تؤمن ان وجودها بالمناصب، كان بفضل الشعب، لذلك لم تفكر في كسب رضاه، بل كرست جهدها لإرضاء الخارج…!
ويبدو ان هذه هي الحقيقة الحاكمة في واقعنا، لاننا نجد، وبوضوح، ان السلطة في العراق تتملق للاجنبي، وتتكبر على الشعب العراقي.. لكن كيف استطاع الصدر تغيير المعادلات الحاكمة في واقعنا..؟
بمكن القول، ان الصدر قد فتح عيون الشعب، وانطق الافواه، بمقاومته ومعارضته، وخطاباته وتظاهراته…. ونجح في أحياء روح الاصلاح والاحتجاج…
وللتوضيح نشير إلى ماورد في وثيقته التي نشرها قبل ايام، وافتتحها باسم الشعب، مؤسسا لقدسية الشعب وسلطته المقدسة، وجاء فيها:
“وخصوصاً بعد ان قطعنا شوطاً مهماً في عملية الاصلاح السياسي والاجتماعي الذي كنا ولا زلنا نتبناه وفق ضوابط وطنية واجتماعية، ولن نتنازل عنه مهما كانت النتائج. ولقد بانت بعض بوادره ولله الحمد، كتغيير اغلب الوجوه السياسية والحكومية القديمة، وابعاد الكثير من الفاسدين، والبدء بمحاكمة بعضهم ولو تدريجياً، مضافاً الى تفعيل الروح الاصلاحية والاحتجاجية عند اغلب الشعب العراقي، واكبر دليل على ذلك تظاهراتهم الاحتجاجية الحالية، ولذا صار لزاماً علينا الحفاظ على تلك المعطيات، والسير قدماً نحو تحصيل الهدف الاكبر، وضمن الاسس العقلية والوطنية والموافِقة لتطلعات الشعب… ”
ثانيا: يبدو ان الصدر، وبناءا على كلامه، اعلاه، قد خطط لاصلاح اجتماعي، يكون ممهدا للتغيير السياسي..
ويمكن القول، ان الضخ الخطابي، فضلا عن الخطوات المتتالية في الشارع، قد انتجت تغييرا في الذوق الشعبي، فضلا عن الراي العام، المحلي والخارجي..
ان عشرات او مئات من التظاهرات، قد حركت الماء الراكد…
ويضاف إلى ذلك، ان سلسلة من الفعاليات والنشاطات الخاصة والعامة، انتجت تراكما، وتحشيدا نحو المشروع الوطني والاصلاحي…
ولا يخفى على القارئ اللبيب، ان هذه الخطوات، انتجت تغييرا نسبيا في الطبقة السياسية، اضطرارا منها، لتتماشى مع الواقع الشعبي الجديد…
وللحديث بقية.

أحدث المقالات