ولايهمك حبيبتي مافي مشكلة. أنت عندي في الدنيا..هذا ماكان يقصده الزوج بعد أن إنهارت زوجته وأخذت تبكي وتصرخ وتولول في الكواليس.
البرنامج التفاعلي الذي عرضته محطة تلفزيونية أمريكية جمع زوجين، وكان لهما ثلاثة من الأولاد، وكان الزوج والزوجة من البيض، وبشعر أشقر، بينما كان الصغار الثلاثة من الملونين، وكان من فقرات البرنامج أن يتم فحص الحامض النووي لمعرفة إن كان الأولاد من الأب، أم إنهما نتاج علاقة غير شريفة. وتم الفحص، وظهرت النتائج، وكان الزوجان يجلسان قبالة بعضهما، فقالوا للزوجة: أما الولد الأكبر فليس من زوجك هذا بل من رجل آخر، وأما الأوسط فهو من رجل آخر أيضا، وأما الأصغر فهو من ذات الآخر.
هنا تنهار الزوجة وتبكي، وتترك الأستوديو، وتذهب الى الكواليس وهي دامعة عاتبة لائمة منزعجة، ولاترغب بالحديث الى بشر، وقد إنعزلت لوحدها، بينما كانت الصدمة الكبرى حين إندفع الزوج نحوها لا ليعنفها، ولا ليضربها، ولا ليقتلها بالمسدس، ولا ليقول لها: إعترفي يابنت الوسخة مع من كنت تنامين كل هذه السنين وأنا المسطول الأحمق كانت نايمة على عنية ومادريانش بحاجة، ولم يقل لها: إذهبي الى بيت الي خلفوك ومش عايز أشوفك تاني، بل يضع يده على كتفها مهدئا وملاطفا.. أعتقد إن السبب ليس لأنه يأكل لحم الخنزير، بل لنوع الثقافة السائدة
في العالم العربي تذهب عشرات الفتيات والنساء البالغات والمتزوجات حديثا ضحية لجرائم الشرف، ويتم في العادة قتل المرأة المتهمة بالزنا، لكن هناك جرائم ترتكب خلافا للمنطق، فإذا كانت التقاليد والأعراف البدوية هي الحاكمة في عالمنا العربي خاصة مع تأكيد حقيقة إن التعاليم الإسلامية إندثرت في وقت مبكر، وحلت محلها التقاليد القبلية المريعة التي تقضي بقتل المرأة المشكوك بها، أو التي ثبت ممارستها الجنس بطريقة مخالفة للشريعة، أو تلك التي تمنع من الزواج بغريب، وينهى الأهل وأهل الخاطب عن إتمام العرس، فإننا أمام تحد مثير للشفقة يهدد مستقبل عالمنا المتخلف الهمجي الوضيع.
قبل مدة أرجع الزوج زوجته في بلد عربي الى ذويها بحجة إنه إكتشف إن غشاء بكارتها مفضوض، وإن الدم لم يجري منها حين إفتضها، فما كان من أهلها إلا أن قاموا بقتلها، وحدثت مشكلة، وفضيحة مدوية، لكن الفحوصات المختبرية، وتدخل البوليس أدى الى ظهور نتائج مخالفة لو أنها عرفت مسبقا لمنعت حدوث جريمة قتل العروس، ولمنعت زوجها من إتهامها.