إن لم أكن مُخطئاً فإنَّ الأنبار في الحكومة المنتهية يُمثلها نائب لرئيس الوزراء وثلاثة وزراء في مجلس الوزراء العراقي وهو أمر مؤثر جداً إذا ما قيس بعدم حصول عدد من المحافظات لأي ممثل لها في التشكيلة الوزارية ، الدكتور صالح المطلك نائب رئيس الوزراء والدكتور سلمان الجميلي وزير التخطيط والمهندس قاسم الفهداوي وزير الكهرباء والسيد ملاس محمد عبد الكريم وزير التجارة ، المطلك شخصية سياسية معروفة دخل إلى عالم السياسة في العراق عن طريق الصدفة ولقاءاته المتعددة في الفضائيات ، ومن ثم تشكيله لكتلة إنتخابية وفوزه للمرة الثالثة بالإنتخابات ويعدُّ من المنافسين المستمرين للكتل والأحزاب الأخرى وهو بالأصل أستاذ جامعي متخصص بالعلوم الزراعية ويشغل فضلاً على منصبه السيادي مسؤولية رئاسة لجنة المهجرين في العراق ( أو هكذا إسمها ) المطلك نائب رئيس الوزراء ورئيس اللجنة المتخصصة بالمهجرين والنازحين وما خُصص لهم من أموال وما تتلقاه الدولة من مساعدات من دول العالم هو المسؤول الأول عنها لكنه حائر إستسلم للحرب التي يشنها مرتزقة متخصصون ضد النازحين ومشغول بالرد والدفاع عن عشرات الإتهامات الموجهة له ولعمل لِجانه وأتباعه ، كيفَ يمكن للنازحين من الأنبار أن يُقيّموا عمل المطلك بعد فشله الذريع بالتصدي لما واجهه النازحون من عذاب ومنع أودى بحياة العديد منهم بلا ذنب .. ذنبهم فقط أنهم من الأنبار.. لماذا صمتَ المطلك وأين هو الآن وماذا سيفعل ، ه أما الجميلي فقد أختير عضواً في مجلس النواب للمرة الثالثة ، الأولى والثانية لا يفارق وجهه الفضائيات والصحف وإذاعات الأف أم ومواقع التواصل الإجتماعي ، ولا تجد مؤتمراً أو ندوةً أو لقاءً أو إحتفالاً أو مهرجاناً إلا ووجدت الاخ الزميل العزيز الجميلي متصدراً المقاعد ومندداً بالحكومة وبالمسؤولين ! في المرة الثالثة تسلَّق الجميلي منصباً آخر وهو وزير التخطيط وطريقة ترشيحه وتسنمه لمنصب وزير التخطيط , فحين تبوأ الجميلي وزارة التخطيط والتجارة والمالية و كالة .. إختفى هو وتنديداته وهتافاته ونشاطاته الحزبية وغير الحزبية وإختار زاويةً جميلة جداً في وزارته يُخطط فيها ستراتيجيات التمديد والإنسحاب التكتيكي ( كما يقول برواري وعمه وزير الدفاع ! ) من الساحة الإعلامية .. المهندس الفهداوي وزير الكهرباء هذه المرة الأولى التي يفوز فيها بعضوية المجلس ( النواب طبعاً ! ) فوزاً ساحقاً حصل فيه على أكبر عدد من أصوات الناخبين وتحديداً في مدينة الرُمادي ، وشغل الفهداوي منصب محافظ الأنبار لسنوات عدة وإنتقل للعمل وزيراً للكهرباء بعد فوزه بعضوية المجلس وترشيحه من قائمته الإنتخابية لكونه من المهندسين المعروفين الكفوئين الّذين عملوا في هيئة التصنيع العسكري قبل الإحتلال والفهداوي حائر بين ما يُريد أن يقدمه لوضع حد لكارثة الكهرباء وبين القيود المتعددة في الميزانية والصلاحيات والضغوطات السياسية والحزبية لذلك وكما كان متوقعاً فقد فشل أيضاً في إيجاد حل لمعضلة الكهرباء في العراق وكان الأجدر به أن يعود إلى عضوية المجلس أو الإستقالة من هذا المنصب الذي مسح إنجازاته في المحافظة ، الرابع السيد ملاس وزير التجارة لم يسمع به أحد أبداً من أهل الرُمادي وهو ليس من سكانها منذ أن وُلد وحتى ظهوره للعراقيين وزيراً للتجارة ، أهل الرُمادي يعرفون والد ملاس وهو السيد الشيخ محمد عبد الكريم الكسنزاني شيخ الطريقة الكسنزانية القادرية في العراق والمعروف جداً بين أوساط الزّهاد والمتصوفين من أبناء المدينة ( أقصد الأب وليس ملاس ! ) أهل الأنبار يوجهون سؤالاً واحداً للسادة الوزراء .. ماذا فعلتم لنا .. ماذا قدمتم ومع من تحدثتم كي تتعامل معنا السلطات بإعتبارنا عراقيين مثلهم ولسنا من دولة ٍ أخرى .. نضمُّ صوتنا لأصوات آلاف العوائل الفقيرة وهي تُواجه ألويةً من الجيش والشرطة والميليشيات كي يمنعوا أو يعرقلوا عبورها إلى بغداد أو كربلاء أو بابل أو أي محافظة عراقية آمنة .. لو كانَ وزراء الأنبار يستحقون تمثيل البسطاء من أغلبية أبناء المحافظة لما حدث ما حدث .. فتصوروا كم من الأمور والمساعدات التي يُقدمها جندي يؤشر لهذا النازح أو ذاك بالمرور أو موظف بسيط في منظمة إنسانية ، كي يقدمها وزير بحجم هؤلاء الوزراء ..ألم يكن بمقدور السادة النائب والوزراء أنْ يناشدو ، يندد، يستنكر ، يتوسط ؟ ألم يكن بمقدوره الظهور على الفضائيات أو إصدار بيان ضد ما يجري لأهلنا من الأنبار وهم يُقتلون في كل ساعة تحت أشعة الشمس ونِباح الكذابين ومطاردات المنافقين ..