في سلسلة مقالات لماء الذهب ، ومقالات ساخرة طريفة :
انا اكتب ، إذن انا كلكامش( مقولة الشاهر) ()
من فضل ربي مااقولُ واكتبُ** وبفضل ربي بالعجائب اسهبُ!( بيت الشاهر)
مقالتي حمالة النثر القديم ورافعة النثر الجديد ( مقولة الشاهر)
اكثر الكلمات تداولا على الألسن ، في القنوات ، والكازونيهات ، وفي الصحف والمجلات وو00 الخ هي كلمة ( فساد)، او المفسد ، او المفسدون ، كثر تداولها حتى ظننتُ أنها ستكتسب جذرا صرفيا جديدا ، ومقلبا نحويا جديدا ، ومغزا بلاغيا مفيدا ، ومعمعة إملائية شنيعة، ولكن هذه اللفظة بدت تترهل ، وتغلظ وتنتفخ وتتسع ، فهي شبعت من الضرب بيد من حديد ، إشباعا إعلاميا لانظير له ، وشبعت ، من الحملة ضد الفاسدين ، وشبعت من الحرب ضد الفساد ، وأشبعت وأشبعت ، ( لكنك تسمع قرقعة ، ولا ترى طحنا)،لأن مكافحة الفساد الحقيقية تكمن في مكافحة استشراء مفهوم الفساد ، واسبابه ودواعيه ، وثقافته وأبجدياته ؛ لأن المفهوم هو الذي يلد الفاسدين وينميهم ، والمفهوم لكي يتم استئصاله يحتاج الى خبرة خبير حازم، وتبين لي ان كلمة فاسد ومفسد ،هي من أكثر الكلمات ترددا على الألسن في هذه المرحلة ، فقد أحصي لها أكثر من 13 ألف مرة خلال عام واحد ، وما تزال هذه اللفظة سيدة الكلام ، والمدللة على طرف اللسان!
ان نبوءة هذه اللفظة تشير إلى انها وجدت فرصتها في الظهور من محبس المعجم ، في هذه المرحلة ؛ لأنها وجدت من يمارسها ، ويهتم بها اشد الاهتمام ، بينما تراجعت لفظة إصلاح ، الى الوراء مسافات بعيدة ، فهل صار ضريبة علينا ان نربي هذه اللفظة ، ونكثر الاعتناء بها ، مقابل انها تسرقنا وتجلب لنا الويلات 0 ومما يثير الضحك والبكاء في آن معا ، انك بمجرد ان تفتح التلفاز ، فإن أول كلمة تكفهر بوجهك ، هي كلمة فساد ، وأول كلمة ينطق بها هي كلمة فساد ، مما يدل ان هنالك ماكنة إعلامية ضخمة تسببت في تحول هذه الكلمة الى دينصور لفظي معجمي كبير ، تسببت بذلك من حيث أرادت ردم مستنقعها !
وربما اصف هذه اللفظة، بأنها (قُذُعمِلة) ، (وجحمَرش) ، ليس بإمكانك ان تخرج من جدالها ، الا بكلام آثم ، وفعل آثم0
وهناك خبر عاجل يشير الى ان كلمات المعجم اجتمعت او اجتمعن ، لتدارس تنامي خطر هذه اللفظة ، ومحاولة الوقوف بوجهها ، ذلك انها قد تسببت في إفساد كثير من المعاني القديمة والطارئة ، وتسببها في تكون تجمعات فسادية هنا وهناك في صفحات المعجم ، كما انها أفسدت الجمل والفقرات والعبارات البريئة ، وربما راحت تطمح في إفساد المقالات والقصائد والكتب والمجلات ، لذلك اقترحت كلمات المعجم بعزلها ، وإنشاء منصة خاصة بها ، كتبت عليها : هنا تسكن لفظة فساد ، فهي في آخر المعجم ، لافي اوله