حين إنطلقت “عاصفة الحزم” كتبت مقالة خلاصتها أن العرب لا يحسمون ولا يحزمون بل يضرمون , ولا يمتلكون قدرات حل المشاكل , والقول بالحزم نوع من الهذيان أو الإنزلاق في متاهات الخسران.
فالعرب كافة وبلا إستثناء لا يعرفون مهارات حل المشكلات , وإنما يجيدون توليدها وتعقيدها والتحول إلى ضحايا ومظاليم في مسيرات الخسران الوخيم.
فانظروا أي مشكلة حلّ العرب!!
منذ قضية فلسطين وحتى اليوم لم ينجح العرب بحل مشكلة واحدة وإنما يعضّلونها , ولهذا وصلت قضيتهم الأولى إلى ما وصلت إليه , ولذلك دخلوا في حروب عبثية إستنزفتهم ودمرتهم , ودفعت بهم قرونا إلى الوراء البعيد.
فهل إستطاعت مصر أن تحل مشكلة من مشاكلها , أم أنها عقّدتها على مدى عقود حتى عهدها الجديد.
وهل حل العراق مشكلة واحدة , أم أن جميع مشاكله أصابها الإزمان والتضخيم المترافق مع الدمار والخراب والظلم والقهر والفساد والإمعان بالتهجير.
وهل حلت سوريا مشاكلها , أم صعدتها حتى ذهبت معها إلى ما آلت إليه أحوالها.
وهذه ليبيا أمامكم , والسودان , ودول عربية أخرى , وعلى رأسها اليوم دول الخليج التي سقطت في فخ اليمن الذي وقعت فيه من قبل مصر , وها هي السعودية تنزف المليارات في اليمن , ولا يمكنها مهما توهمت أن تحسم الموقف وتتقدم للأمام , لكنها منهمكة بتوريد الأسلحة للإنقضاض على اليمن , وقد صُوّر لها بأنها حرب بضعة أيام كما صُوّرت للعراق الحرب مع إيران على أنها لن تتجاوز بضعة أيام.
والسبب وراء هذا الفشل الذريع هو أن أمر العرب بأيدي غير العرب , مثلما هو النفط الذي تُسخر أمواله لتدمير العرب.
ويبدو أن السعودية ودول الخليج قد تم إسقاطها في الفخ كما سقط العراق من قبل في فخ تلو فخ , ولن تحصد الأطراف مما يدور في اليمن سوى الخسران والإرتهان.
وأن الأطراف المتعادية ستزداد عداءً , لأن في ذلك خدمة كبيرة للمصالح والمشاريع , وأنها لأسواق شرهة لشركات السلاح التي تنامت وأثرت بسبب الأموال المهدورة على الحرب العبثية الدائرة في اليمن المنكوب بأموال النفط المسلوبة من أهلها.
فهل سيتم الإعتراف بالوقوع في الفخ , وتتأكد شجاعة الإعتراف بالخطأ والعمل على إعادة بناء الرشد أم أن المزلقة وخيمة والوليمة سمينة؟!!