17 نوفمبر، 2024 8:40 م
Search
Close this search box.

من يخاطبون؟

على الرغم من إستمرار الاحتجاجات الشعبية في المدن العراقية ذات الاغلبية‌ الشيعية وتحولها من التظاهرات الى الاعتصامات، فإن هناك عدد لايستهان به من شخصيات سياسية عراقية محسوبة على الاحزاب السائرة في فلك النظام الايراني، تسعى للتشبث بنظرية المٶامرة والسعي لإلصاق تهمة العمالة بالمتظاهرين وإنسياقهم خلف مٶامرة خارجية، وقد دأب على هذا النمط من الاتهام بشکل خاص شخصيات من حزب الدعوة ومن ضمنهم على سبيل المثال، علي الاديب.
السٶال الذي لايسعى أي من هٶلاء المحسوبين على السياسة والسياسة منهم براء، لتوجيهه لأنفسهم هو: لماذا إندلعت هذه التظاهرات؟ قطعا هناك آلاف الاسباب وکلها تتعلق بقصور واضح وکبير جدا من جانب الحکومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003 ولحد الان، وليس بوسع أي واحد منهم إنکار الفساد الکبير المستشري بينهم وکيف إن الشغل الشاغل لهم هو سرقة ونهب المال العام تحت مسميات ومعاذير شتى.
إتهام بلدان خارجية بإثارة هذه الاحتجاجات، سعي خائب ومثير للسخرية والقرف والاشمئزاز خصوصا وإن العديد من هذه الاحزاب والفصائل کان ولايزال لها يد في تهديد أمن الدول المجاورة والاهم من هذا کله، هو إنه إذا کان هناك من دولة بإمکانها أن تثير الاضطرابات والفوضى وتختلق المشاکل والازمات في العراق فإنها إيران على وجه التحديد، وليس هناك من دولة تجاريها، ولکن الذي يلقم هٶلاء حجرا ويخزيهم هو إن المحتجين معظمهم من الشيعة ومن السخرية البالغة إتهام السعودية مثلا بذلك بل وحتى إن أمريکا ليس بإمکانها ذلك، ولکن هذه الاسطوانة المشروخة التي يسعى هٶلاء لترديدها بصورة مستمرة، هي من أجل زروع حالة ونوع من الخوف والتوجس والشکوك بين المحتجين، لکن الذي فاتهم إن الشعب العراقي يسخر من هذه التهم تماما ويرفضها جملة وتفصيلا ويصر على مطالبه.
اسلوب الاتهامات الجاهزة لأي تحرك سياسي مضاد، هو من صفات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي طالما سعى لإتهام مناوئيه بشتى التهم جزافا وحتى إنه أحيانا ومن کثرة تسرعه وعجلته المفرطة يرتکب أخطائا تجعله موضع السخرية کما في تفجير المسجد الرضوي في مدينة مشهد حيث إتهم منظمة مجاهدي خلق بها ثم تبين فيما بعد بأن النظام نفسه قد قام بذلك بحسب ماإعترف أحد قادة الحرس الثوري المنشقين عن النظام، وکما إن المتظاهرين والمحتجين في إيران لن يتخلون عن مطالبهم مهما وجهت لهم من تهمات کاذبة وواهية، فإن المحتجين في العراق يسيرون أيضا على نفس النهج والاولى بهذه الثلة أن تبحث عن مخرج للأزمة وليس التحايل والقفز عليها أو الهروب للأمام.

أحدث المقالات