مع تصاعد حدة الخطاب الطائفي الساعي الى تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي ومع الاستهدافات الاخيرة والتفجيرات التي تهدف الى اثارة نعرات الحرب الاهلية ومع تصاعد الشحن الطائفي من هنا وهناك علينا ان نستذكر منهج من اراد ان يشعل الحرب الاهلية وحقق بعض النجاح مع الاسف الشديد ايام الطائفية كما يسميها العراقيون علية لابد من تناول رسالة ابومصعب الزرقاوي الى اسامة بن لادن وايمن الظواهري ليعلم العراقين مهما اختلفت اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم كيف ينظر اليهم الزرقاوي وكيف يصنفهم من يحمل فكرآ طائفيآ شوفينيآ يحض على الكراهية والعنف والقتل سأناقش ليفهم العراقين والمسلمين بعربهم واكرادهم وتركمانهم بشيعتهم وسنتهم ومسيحيهم و صابئتهم ليفهم جميع سنة العالم الاسلامي وشيعية العالم الاسلامي كيف يصنفهم منهج الكراهية الذي يحاول ان يحي فعلة اليوم ..
في البداية يبداء الزرقاوي بمقدمة يتضمنها بيت شعر يتغزل فية بشجاعة اسامة بن لادن والظواهري حيث قال .
من …………. إلى الشـم العرانـين والصنـاديد في زمن العبـيد ……. إلى الرجـال في قلل الجـبال إلى صـقور العز ولـيوث الشرى إلى الأخـوين الكريمـين.
ثم يقول. فإن تكن الأجساد منا تباعدت فإن المدى بين القلوب قريب.ثم يختم مقدمتة التحليلية بالقول (
فبدأت عمليات الاخوة المجاهدين من اللحظة الإولى مما جعل الأمور مختلطة نوعا ما ثم تعالت وتيرة العمليات وكان ذلك في المثلث السني إن صحت التسمية مما جعل الاميركان يضطرون إلى عقد صفقه مع
الرافضة شر الورى وقد تمت الصفقة على إن يحوز الرافضة ثلثي الغنيمة في سبيل الوقوف في صف الصليبين في وجهه المجاهدين.) من التحليل الاول يلاحظ بوضوح قوة المنهج الطائفي في تناول الامور ثم يتناول موضوعة التركيبة السكانية العراقية بالقول (العراق بالجملة فسيفساء عرقية ودينية ولايقاد الامن سلطان قاهر مثل زياد بن ابية او صدام حسين )
ثم ينتقل الى وصف التركيبة السكانية فيقول ان البرزاني والطلباني هما حصان طروادة وقاعدة يتسلل منها الامريكان وهم قاعدة اقتصادي امنية للأمريكان ثم يصف الشعب الكردي بالقول
الأكراد – قد خبا صوت الإسلام عـندهم وخفت بريق الدين في ديارهم أسكرتهم الدعوة العراقية وأهل الخير فيهـم على قلتهم مستـضعفون يخافون أن تتخطفهم الطير.
ثم يناقش الشيعة ويصفة بالرافضة ولايصفهم بالشيعة ويقول (العقبة الكؤود والافعى المتربصة وعقرب المكر والخبث والعدو المترصد والسم الناقع ونحن هنا نخوض معركة على مستويين ظاهر مكشوف مع عدو صائل وكفر بين ومعركة صعبة ضروس مع عدو ماكر يتـزيا بزي الصديق ويظهر الموافقة ويدعو إلى التآلف ولكنه يضمر الشر ويفتل في الذروة والغارب وقد صار إليه ميراث الفرق الباطنية التي مرت في تاريخ الإسلام وتركت في وجهه ندوبا لا تمحوها الأيام . إن الناظر المتئد والمبصر المتفحص ليدرك أن التشيـع هو الخطر الداهم والتحدي الحقيقي (( هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون)) إن رسالة التاريخ تصدقها شهـادة الواقع لتشي بأوضح بيان أن التشيع دين لا يلتقي مع الإسلام إلا كما يلتقي اليهـود مع النصـاري .) بكل يسر وسهولة يخرج طائفة كاملة من الاسلام ويصفها بأنهى خارج اطار الدين وانة يخوض معركة على مستوين الاولى مع عدو صائل يقصد بذالك قوات التحالف ومع معركة صعبة ضروس مع العدو الداعي الى التألف ويقصد الشيعة ثم يحاول في موضع اخر من الرسالة ان يستشهد بأراء الفقهاء على كفر الشيعة وهنا ينهل من تراث التكارة فيقول ( هذا الإمام احمد يقول- وسئل عن من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم – فقال(( ما اراه على الاسلام )) . وهذا الإمام مالك يقول (( الذي يشتم أصحاب النـبي صلى الله عليه وسلم ليس له سهم أو نصيب في الإسلام )) كتاب السنة للخلال رقم 779.)ثم ينقل قول الفرياني (ماارى الرافضة الا زنادقة ) ثم يختم بقول ابن حزم وابن تيمية في الشيعةو
يقول
أقام ابن حزم الحجة والبراهين على اليهود والنصارى في تحريف التوراة والانجيل لم يجدوا معتصما إلا إن يقولوا أن الشيعة عندكم يقولون بتحريف القرآن فقال رحمة الله فأما قولهم في دعوى الروافض بتبديل فان الرافضة ليسوا من المسلمين وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر ))
قال ابن تيميه ((وبهذا يتبين أنهم شر من عامة أهل الأهواء أحق بالقتال من الخوارج وهذا هو السبب فيما شاع العرف العام إن أهل البدع هم الرافضة فالعامة شاع عندهم أن ضد السني هو الرافضي لانهم اظهر معاندة لسنة رسول الله عليه وسلم وشرائع الإسلام من سائر أهل الأهواء )) . ماحوج السنة والشيعية اليوم الى استذكار تراث الشافعي وابي حنيفة حيث دعم ابي حنيفة ثورة الشهيد زيد وافتى بأعطاء الاموال لة وما احوجنا الى فكر الديمقراطية المتسامح الذي يعامل الانسان بأنسانيتة بغض النظر عن الجنس او المعتقد او القومية او المنشاء الاجتماعي ان المنهج الاحادي لم يدخر ابناء السنة ايضآ فهو يصف عامة اهل السنة بأنهم (همج رعاع لم يستضيئو بنور العلم ) ويصف مشايخ السنة بأنهم اغلبهم صوفية هلكى حظهم من الدين مولد ينشدون ويرقصون فية مع وليمة دسمة ويصف الاخوان المسلمين بأنهم يمتهنون التجارة بدم الشهداء .
استراتيجية الزرقاوي كانت استهداف رموز الاكراد وقوات الجيش والشرطة واستهداف الشيعة بغية جرهم الى حرب طائفية يظهرون فيها حقدهم كما يقول وذالك لغرض حدوث ردة فعل
عند السنة وعندها سيتكتل السنة خلف القاعدة وعندها سيتوفر مبرر قوي جدآ لدخول عدة دول بدعوى حماية مصالح اهل السنة على الخط وستستنفر الماكنة في العالم الاسلامي ويحتدم الصراع وبذالك يمزق العراق وتعاد رسم الخرائط السياسية في الشرق الاوسط من جديد على اسس قومية وطائفية هذة الاستراتيجية تلتقي مع مشروع بايدن تلتقي مع الشرق الاوسط الجديد الذي نتمنا ان يكون شرق اوسط قائم على اساس اسلام مدني ديمقراطي منفتح يدعوا الى العدل الاجتماعي وكرامة وحرية الانسان ويتبنى حقوق الانسان والحداثة والتنمية والتقدم العلمي منهجآ ويدعوا الى التطوير الاجتماعي بعيدآ عن الدكتاتورية والتمايز الطبقي والرجعية والتخلف والفكر القبلي الاقطاعي هنا المنهج الذي نريد علية فأن جر العراقين للحتراب الطائفي سوف يخدم المشروع المناقض للمدنية والانسانية والاسلام المدني وسيتضرر الشيعي والسني العربي والكردي والتركي الايراني والسعودي والقطري من هذا المشروع لأن تركيا ايضآ مؤهلة لتعاظم المشكلة الكردية وايران مؤلهة لبروز مسألة السنة وسوف لن تستثنى والباكستان وافغان ستان ولبنان والسعودية من بروزمشكلة الشيعة فيها وهم يسكنون الاحساء والقطيف والدمام ويتظاهرون
منذ مدة طويلة لنيل حقوقهم في ظل نظام يقمع ومجتمع يكفرهم على رأي ابن تيمية ان قيم المدنية وحقوق الانسان هي الملح المعدني و الثلج الذي يطفئ دعوى التكارة والانتقام وتأجيج الصراعات .ان التفجيرات التي تستهدف مدن وتجمعات الشيعة هي جزء من استراتيجية اعمق واشمل للحرب الاهلية وجلب التدخل الاقليمي والدولي وهي تهدف لقتل قيم المدنية عبر دعم النزعة الطائفية والقبلية والمناطقية من هنا فأن الاخوة المحتجين سواء في الموصل او الانبار او غيرها من المناطق السنية عليهم ان يحذرو من تصاعد لهجة الخطاب الطائفي عندهم لأنها ان تزامنت مع تفجيرات مع ردود افعال اخرى فأنها ستخلق رد فعل عكسي وقد خلقت هذا الرد للفعل الان حيث حرمت المتظاهرين من اي تعاطف معهم من قبل الشارع الشيعي والاماذا نفسر امتناع الشيعة عن التظاهر في مناطقهم للتظامن مع اهل السنة هنا لعبت عوامل الانقسام لدى الشارع السني والشيعي دورها في توجية الرأي العام كما لعبت نفس العوامل ولاكن بشكل معاكس في العام 1991 بعد حرب الخليج حيث لم تشترك المدن السنية في الانتفاض ضد صدام .
عينا ان نعرف ان الزرقاوي وبن لادن ماتا جسد ولاكن تراث التكارة والتكفير والاحتراب الطائفي القومي لم يمت وكم اتمنى ان تنتصر قيم الحرية وحقوق الانسان وان نهدم التراث الرجعي القبلي الطائفي القومي والدكتاتور والعنصري لنحترم انسانية الانسان وكرامتة واخيرآ استشهد بأبيات للشاعرالعراقي السني معروف عبد الغني الرصافي حيث يقول .
حال جدارمن تقاليدنا دون الذي بة نعتلي
فنحن نحتاج الى هدمة والهدم يحتاج الى المعول
نعم نحن نحتاج الى قيم التسامح في الاسلام والى ثقافة المدنية وحقوق الانسان والتقدم والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي ……