17 نوفمبر، 2024 7:34 م
Search
Close this search box.

اطاعة ولي الامر، وحَب الرقي

اطاعة ولي الامر، وحَب الرقي

يقول بعضهم ان اطاعة ولي الامر واجب حتمي، كونه منصب بأوامر عليا، (لا اقصد هنا شرعيا) انما ولي الامر الماسك بالسلطة كما زعم العباسيين، وقبلهم الامويين، ومن لف لفهم، سأتماشى هذه المرة مع رأيهم، وأسلم امري الى أولياء امرنا في العراق، ممن امتهن مهنة السياسة بالصدفة وسبق الإصرار، الذين تسلطوا على رقابنا شئنا ام ابينا للأسف الشديد.
في بداية كل موسم صيف، يخرج لنا ولي من أولياء امرنا، الذي يجب علينا طاعتهم، والصلاة خلفهم ان كانوا بارين، او مفسدين، او فاجرين (تبعا للروايات الذي وضعها الامويين، والعباسيين، ليتستروا على عيوبهم، واخلاقهم غير الحميدة)، بفتوى رنانة يفند الخلل الواضح بوزارته.
في الصيف الماضي، صرح أبا سفيان، قاسم الفهداوي وزير الكهرباء، ردا على انقطاع الكهرباء في العراق” ان على المواطنين إطفاء الكيزرات الكهربائية (السخانات الكهربائية) في الصيف، كي يقننوا من صرف الكهرباء” متناسيا، او مستهزئا بعقول الشعب العراقي، كون الكيزر! لا وجود له في قاموس العراقيين في موسم الصيف.
ثلاثة عقود قاربت على الانتهاء، أي منذ بداية تسعينات القرن الماضي، ونحن نعاني انقطاع الكهرباء، لا طاغية العصر المباد استطاع، او تركنا نتنعم بها، ولا سياسيو الصدفة عملوا من اجل اصلاح المنظومة الكهربائية، كأنهم سلالة عفنة تلقن اختها النتنة.
في هذا الصيف خرج لنا وزير الموارد المائية (حسن الجنابي) بتصريح خطير، وكبير ومضحك في نفس الوقت، قد يكون حساس الى درجة ما، ليعالج، وينقذ العراق من شحة المياه الذي تعرض، ويتعرض له بلاد ما بين النهرين، هو على كل مواطن عراقي، او صاحب منزل شراء تانكي ماء (خزان ماء) إضافي، او حتى اثنين كي نتجاوز ازمة المياه المتفاقمة بالبلد، وترك لنا حرية اختيار مكان هذا الخزان، سواء فوق سطح المنزل، او على الأرض في ساحة المنزل.
سمعا، وطاعة قلت انا، اشتريت بدل الخزان خزانين، ووضعتهما فوق سطح منزلي، كوني مخير، لا مسير باختيار المكان، وحسب فتوى السيد الوزير المبجل وانا فرح، وكلي امل ان اتجاوز محنة شحة المياه لا في بيتي، او منطقتي، بل في العراق اجمع، ورأيت بأحلام اليقظة ان العراق عاد ارضاً للسواد، وما بين النهرين، كوني اطعت كلام ولي الامر المكلف بشؤون الموارد المائية، والمرجع الأول بمياه العراق، لكن صدمنا بتغيير لون الماء ورائحته لاختلاطه بشبكة المجاري ليتحول الى رائحة المجاري، حتى اصبحنا نفحص الماء قبل استعماله بأعيننا كي لا يخرج لنا مع ماء الحنفية حب رقي!.

أحدث المقالات