5 نوفمبر، 2024 9:40 ص
Search
Close this search box.

الأنسان بين الغفلة والانتباة

الأنسان بين الغفلة والانتباة

كوني مسلما يحضرني دائما ربي الحكيم الخبير الذي احكم خلق كونه وفصله,  الذي لا يخفى عليه شئ في الارض ولا في السماء , الذي احاط بكل شئ علما , الحي القيوم الذي لا ينام ولا يموت , الباقي بعد هلاكي كل شئ والسابق بوجوده وجود كل شئ , الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤ احد والذي نحن مذروؤن فيه والذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير والذي ابتلانا ومحصنا ليعلم اينا احسن عملا ووضع يوم للفصل ليبين لنا في ما كنا فيه مختلفون لذلك لايسعني عند معالجة اي موضوع او تناول اي مفهوم مما يثير اهتمامي او ولعي الا ان انظر اليه من خلال عدسة نظام مفاهيمي الاسلامي  الذي يطفح بمطروحاته ورؤاه شاشات تأوهاتي وتطلعاتي  الحسيه والعقليه, العاطفيه والمشاعرية, متاكدا من ان فهمي لما يجري حولي مرهون بفهمي بوقوانين ربي.
ومنذ زمن وانا في حوار دائم ومستمر مع ربي من اجل الاستجلاء والوقوف على المرامي القريبة والبعيدة لهذا الكون الواسع الفسيح وهذه النفس الامشاج واتدبر اياته فتعلو في القلب ايات وتخفت ايات وتنغرس في العقل ايات  وتنسى ايات وتلوح في لوحة الفهم ايات وتستعصي ايات ولعل من الايات التي انغرست في القلب وتعالت في العقل وظهرت في لوح الفهم البشري الجزئي … الاية 179 من سورة الاعراف التي تقول …  ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم أضل اولئك هم الغافلون.
والايات الربانية مناسبات للتجوال الفكري والبصري والسمعي في عالمنا المرتبك واتسائل ما الذي جرى وما الذي يجري وهل الغفلة التي استشرست في البشرية وحطت بالبشرية دون مستوى الانعام هي خلف كل تلك الانحرافات والارتباكات التي تعاني منها البشرية واحاول ان افهم ظاهرة الغفلة وويلاتها وملابساتها ولم كانت سببا في الانسفال الجني والبشري الى اعماق هذا الانسفال الجهنمي المخيف وهل ان الغفلة  تعني غياب الانتباه وانحرافه عن المخطط المرسوم ام انها تعني  كلا المعنيين غياب الانتباه وانحراف الانتباه ونحن نعيش في عالم تعيش فيه الغفلاتان … عالمنا الاول الذي اطلق على نفسه تللك التسمية وعالمنا الثالث الذي اطلق عليه الاول تلك التسمية فالاول اول في عالم الاشياء , خراب من عالم المعاني , يعيش نرجسية قاتلة ونفاقية ليس لها نظير لا ترى الا نفسها ولايهمها موت الاخر من اجل بقائها ولهذا خرجت على العالم ناهبة ومستغلة خيرات العالم بابخس الاثمان على حساب فقر ذلك العالم وتخلفه وما يجري قي الساحة العربيه خير مثال.
عالم جمع عملا صالحا واخر سيئا عسى ان يتوب الله عليه , عالم يستقطب ابناء العالم الثالث بدعوى توفير فرص جديد لهم تحت شتى المسميات مفرغا العالم الثالث من خير طاقاته المؤهله لاعادة بناءه عالم اغرق العالم بالمتع الرخيصة على حساب نكران غائية الوجود التي رسمها الله للبشرية.
والعالم الثالث غافل حتى عن حماية خيراته وخدمة شعبه ويعمل على طرد ابناءه وحرمانهم من ابسط الفرص للتعبير عن تطلعاتهم , بل بلغت الخسه ببعض ابنائه ان يكونوا ادوات للاجنبي في افقار شعوبهم وسحقها. ظاهرة نسوا الله فانساهم انفسهم.
العالم الاول الذي نصب أمعات في العالم الثالث وكانت الجريمة التي نراها تعبرعن نفسها في كل مكان .
غريبة هي الاشياء وكيف ان اليات المعرفة التي اعطيت للانسان من اجل الارتقاء تتحول ذاتها الى اليات تدمير وافناء. نفس الاية التي تزيد المؤمن ايمان الى ايمانه , تزيد الكافر رجسا الى رجسه , رحلة من احسن تقويم الى اسفل سافلين , فكل شئ محسوب ! ولا تحسبن ربك غافل عما يفعل الظالمون.
ولو اخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم , سياسة الفرص المفتوحة للتصحيح … كم ربك رحيم !
وفي عالمنا المعاصر اختلطت القوى الجنية بالقوى الانسية عبر التكنولوجيا
وقوى الكهرومغناطيسيا هي جننا المعاصر , المارج الناري الذي سبق خلق الانسان .
 ولذلك لا تستغرب ان يتوجه النص بالخطاب الى الجن والانس , والغرب يستمر بالكذب على الله , الله الذي امدهم بما يعلمون وخلقهم ومايعملون , الله الذي لا يخفى عليه شئ في السماء والارض الذي جعل لكل شئ اجلا ولكل نبأ مستقر وكوننا مبني على الانغلاق كما بدءنا اول خلق نعيده فلا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد.
وكوننا مبرمج على الاخرة والدنيا فرصة للتصحيح وعبادة الله صعبة لذلك طلب من العابد ان يصبر عليها فليس في كون ربك شطط وجعلنا بعضكم لبعض فتنه أتصبرون , وكل امرء بما كسب رهين.
والمؤمن مطالب ان يلعب هذه اللعبة الصعبة ان يركب هذا المركب الاليم وان لا يكون ظهيرا للمجرمين , كما قالها موسى , وان يشهد لله وينتظر حكم الله , هكذا حتى ياتيك اليقين !
ويحسن استخدام اليات ادراكه التي نصبها الله فيه قبل ان تقوم قيامته. فليس في كون ربك عبثا ولا شطط.
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات