أرادوك خرابا ودمار ساقطة في هاوية جسد مهزوم .تنتشين رائحة البارود وتستيقظين على مشهد الدماء في دراما قدرية وحشية من أجساد مسجّاة على أرصفة الشوارع بعد أن نفخوا في اتونك أيتها اللعينة الموبوءة المسماة ب “الطائفية ” . اِلّا انّكِ أبيتِ اَلّا تنفضين عن كاهلك التراب وتدقّين اجراس الحياة في مآذن الفضيلة ..بغداد انت حاضرة المكان في كل ازمنة العصور شاءت خفافيش الكهوف أم أبت . بغداد أنت متيمة شاعر أعيت ملكته رسم حروفك الشعرية .. بغداد أنت بلاغة الأديب الذي أضناه بعدك عن خيالات بنات أفكاره ..بغداد أنت عاصمة الثقافة العربية .. توجوك اليوم بجمالية الإبداع الثقافي الذي تستحقيه فتهافتت عليك عقول الفكر العربي من مثقفين وأدباء وشعراء .. كتاب وفنانين.. وزراء ومسؤولين جاءوك للتزود من جمالك ليرسموا لوحتك بألوان جديدة نعم هي مثقلة بهموم ما يجري من احداث عند الأشقاء غير إنها سَتُمازَج مع آلامك برائحة ترنوا الى مستقبل تحنوا عليه أوراق السلام من أشجار نعيم هذه الأرض . جاءوك كي يصلّوا عند محرابك بعد أن توضؤا بصبر المسجون المسجى على جسر الرصافة وفقه الإمام الذي تتلمذ على يديه حاملين معهم أقلام الفكر المعاصر ليخطوا لا فتة عنوانها (بغداد عاصمة الثقافة العربية) . هنيئا لك أيتها الغالية وأنت تلبسين حلة الألق والجمال لتعودي إشراقه في سماء المعرفة محتفية بوفود الزائرين وكرم البغداديين الذين أثمرت أرضهم رطبا من نخيل الفن . امنحيها إياهم شهدا كي يتلذذوا بطعم العراقة محشوا بتأريخك المتحضر. ربما سيعترض من أكل التنظير من رأسه أو من لا يستطيع وطأ أرضك لسبب كان فيه لأنه شاعر “امهات المهالك “أو كاتبا عقد العزم على إبادة الشعب كله في سبيل أن يحظى برضى ومباركة ديكتاتور أو لا هو من المصابين بجنون العظمة الذين لا يؤمنوا أن هنالك عقول تفكر وأنامل تخط الإبداع سواهم .نعم إنك لست دبي أو نيويورك .. لندن أو باريس بل أنت بغداد كهرمانة وأبي نواس التي أراد الإرهاب أن يقتل ما يحملان من روح الفن وأصالة الإبداع فيهما كي تعودي قهقريا الى الوراء .عمدا أرادت طواغيت الظلام أن تكوني بلا معالم وبنايات ومنشاءات تناطح السحب خوفا أن تحاكي مدنهم المملوءة بالشاهقات الخالية من روح الوجع الفني المتماهي مع وجع الأوطان الحامل لجذوة التأريخ وقصص الف ليلة وليلة . أنك عامرة وشاهقة بعلو وشموخ أبنائك من مفكرين ومثقفين من أدباء وكتاب وفنانين من شعراء ورسامين من نحاتين وتشكيليين ومن أبناءك المخلصين المضحين الذين طالما انتظروا رسو سفينة السندباد بعد رحلة الأربعين عام لترسو في مرافئ بغداد دار السلام