في نهار امس السبت , وفي مركز الأتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين , كانت هنالك جلسةً خاصة إبتدأتها او افتتحتها الناشطة المدنية والحقوقية السيدة ” هناء ادوارد ” , واستمرّت في كلمتها المرتجلة ” على مدى نحو ساعةٍ وربع والتي كانت كتقريرٍ ” مفصّل عن الأنشطة التي تمارسها منظمات المجتمع المدني للدفاع المفصّل عن حقوق الأنسان العراقي وما تواجهه من ضغوطات من الحكومات المتعاقبة بعد الأحتلال الأمريكي وسبل مواجهتها بالنفس الطويل .. ودونما سردٍ وإطالةٍ , فمن المفارقات أنّ السيدة ” ادوارد ” معروفة وبشهرةٍ اعلامية وحقوقية على الصعيدين العربي والدولي اكثر من شهرتها في الساحة العراقية , وكانت لها لقاءات مع الأمم المتحدة ومنظماتها الفرعية .. وبأختزالٍ اكثر وبحضورٍ لقنواتٍ فضائيةٍ لتغطية الحدث , وبمداخلاتٍ من بعض الشخصيات الإعلامية والحقوقية ” وكان لنا دوراً متواضعاً في ذلك ” .. ومن تفاعل بعض نخب الحضور في هذه الجلسة , فقد تمنّى بعضهم ترشيحها لرئاسة وزراء العراق , وطالب آخرون لترشيحها لجائزة نوبل للسلام .
في الدقائق الأخيرة لهذا الملتقى اعلنت مديرة الندوة عن تقديم باقة ورد من السيد فوزي الأتروشي – وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار , وحملت الباقة فتاتان شابّتان من مكتب الوكيل , وجرى تسليمها للسيدة ادوارد , وكان بائناً أنّ ذلك كان مهيّئاً ومرتّباً مسبقاً!
وبهذا الصدد فقد تستدعي الأشارة ” اولاً ” بأنّ الناشطة السيدة هناء اكثر من جديرة ليس بباقة وردٍ فحسب بل بمزهرياتٍ وحدائقٍ من ورود , وهذا أمرٌ مفروغٌ منه , وحيث أنّ كلّ مواقفها العملية وانشطتها هي بالضدّ من وسياسات حكومات ما بعد الأحتلال , لكنّ الهدية الوردية للأتروشي الذي يمثّل الحكومة العراقية عبر موقعه ومنصبه , فما كان له تقديم هديّةً تشجيعيّة الى رمزٍ من رموز المعارضة الجماهيرية ضدّ هذه الحكومة .! , لكنّ تصرّفه او سلوكه هذا ” بهذا الشأن ” قد كان بنفسٍ < إنْ لمْ نسمّيه بعنصريٍّ ملتوٍ > , فهو يمثّل ويجسّد الموقف السياسي لحكومة الأقليم ضدّ اية حكومة عراقية , وسيّما بعد الأستفتاء الفاشل وتحرير كركوك .
اللعبة كانت مكشوفة وبغير دهاء وذكاء .!