مساكين ساسة العراق من الشيعة ( حصرا ) فهم لا يعرفون كيف يتصرفون ولا يفهمون كيف يتعاملون مع الواقع السياسي متوقعين إنهم أصبحوا قادة يقودون دولة ثانية كما هي إيران ، يتخبطون كما هو أبن المدينة عندما يسير في الأراضي الزراعية فتارة يسقط ويضحك على نفسه وأخرى يسقط ليضحك عليه أبناء الريف وفي داخله صوت يقول ( أنهض أنت عراقي ) فهو ضائع ما بين الاعتراف بالفشل علناً وما بين معرفة قيادة القطيع سراً ، الجميل بالموضوع يعتقدون إنهم أصبحوا قادة فتارة نراهم يتحركون وكأنهم ( هتلر ) وأخرى كأن أحدهم صدام في أيام عزه في ثمانينات القرن المنصرم ولكن الخوف يتطاير من اجسامهم وكأن الخوف أصبح عرقا يتبخر من شدة الحر .
يخافون تظاهرات سليمة لا تحمل سوى علم العراق ويقفون مع الاستعراضات المسلحة بحجة الدعم الحكومي ويدعون إنهم مع المصالحة الوطنية ويعلمون أن هؤلاء المسلحين لا يعادلون بإصرارهم فردا واحد من متظاهري الفلوجة ، الحكمة ليست بحمل السلاح بل في العقيدة واليقين والثقة في داخل من يحمل السلاح ، الإيمان بالقضية أهم من ( نوع وكم ) السلاح المحمول ، إنهم خائفون حتى لو حمل احدهم صواريخ عابرت القارات وما دام إنكم خائفون لماذا تدعون إنكم سياسيون .
عضو برلماني يحضر استعراض عسكري لمليشيات حزب الله في ساحة ( الكشافة ) في بغداد قبل يومين كما حضر قبله بأشهر عضو آخر استعراض ( عصائب أهل الحق ) وهذا يعني للمتابع أن الحكومة تدعم المليشيات المسلحة والمصيبة تنكر إنها تدعم هذه العصابات إعلاميا ، في حين يخشى أحدهم حضور تظاهرة في غرب بغداد ، التظاهرات التي تحمل علم العراق إرهابية من وجهة نظر حكومتنا العادلة والاستعراض العسكري لشلة مارقة ( مكبسلجية ) تعتبر من وجهة نظر حكومتنا ممارسة ديمقراطية ، يا ساسة العراق عليكم أن تتعلموا ابجديات العمل السياسي فالدراسة السياسية وقيادة الدولة تحتاج إلى قرون وليس إلى ممارسة الكذب والتقية والسير كذبا في مسيرات أبا الشهداء (ع) بحجة إننا اصبحنا قادة ، العراق يحتاج إلى من ينقله إلى بر الأمان لا إلى من يعتقد أن سر قوته من المذهب ، بأسا بالمذهب الذي جاء بشخوص لا تفهم قيمة الدين ، بأسا بالمذهب عندما يكون ذريعة لاضطهاد المسلمين ، بأسا بالمذهب عندما يحلل قتل أبناء المذهب الآخر من ( نفس الدين ) ويحلل العمالة للأجنبي ، كيف تريدون غسل القلوب وانتم من يزرع كل يوم شوكة في قلوب الناس ، ذكرناها الف مرة ومرة وقلنا أن إيران لا تشتري شيعة العراق بـ ( درهم مزنجر ) فلا ترموا ثقلكم عليها لأنها ستترككم لقمة سائغة لمن يبحث عن حجة من متطرفي أهل السنة.
إن كنتم تراهنون على فكرة زرع الخوف في قلوب أهل السنة فاعتقد إنكم في ضلال مبين ، إن كنتم تراهون على قوة الجندي الإيراني فاعتقد إنكم في ضلال مبين ، إن كنتم تراهنون على طيبة العراقي فاعتقد أفعالكم تجاوزت حدود الطيبة والسماح العراقي ، إن كنتم تراهنون على حسن النيات من الطرفين فاعتقد إنكم سائرون في الطريق الصحيح ، لا تأخذكم العزة بالإثم ونفخة الرجل الفارغ لأنكم تعرفون من هم اهل السنة في العراق وكيف يقاتلون وماهي امكانياتهم القتالية ومن إين جاءت عقيدتهم العسكرية ، إن كان سليماني قد وعدكم بـ ( 50) الف مقاتل فعليه أن يخرج الأسد من ورطته ويمنحه النوم الهادئ لسويعات قليلة ، لا تكونوا حطبا لإيران بل كونوا عودا صلبا لأهلكم في العراق، من يكون بنية صادقة يقف معه الله ومن يكون بسيئة لا يقف معه الله واعلموا أن عقدكم المؤقت مع أميركا قد أنتهى ولا تتعامل أميركا بنظام تجديد العقود لأنها دولة تتعامل بفكر برغماتي يا أبناء بلدي الغافلين وليكن شعاركم نعم لكل التظاهرات السلمية وكلا لكل المليشيات الشيعية والسنية لأننا دولة قانون كما نقول .