تعالي اصوات التشنج والهوس والتفكير المحدود بأتجاه واحد حاول ابعاد اصوات المعتدلين , بقوى سياسية ابتلعت المؤوسسات وصادرت حقوق الرأي العام وصوتها الوطني , لتحاول فرض صوت النهيق والزعيق وانكر الاصوات على شاشات الفضاء بالسب والقذف والاتهام والتسقيط , تاركة تلك العقول النيرة لا تستفيد من ابداعها وتصورها لبرنامجها في قيادة المؤوسسات , فكيف يمكن لقوى ان تعمل معاّ وكل طرف يعتقد انه الصحيح والقادر على تقدير الخصوم والحلول لوحده دون الأخرين , متنكراّ بذلك لصوت وحقوق المواطن وتكون في نظره السلطات غاية لا وسيلة للخدمة , دولة قائمة على صراعات المغانم ماكان للانفاق ان يكون فيها طريق للتنمية وإنما سبيل لزيادة ارصدة البنوك الخارجية ومقاولين ينتظرون اقرار الموازنات الضخمة للهجوم عليها وافتراسها وتهريب كل ما تجود به من نفط العراق ولا يستحون ان كان التهريب بكل الوسائل حتى بالحمير , هدف ما كاد يخرج من دائرة الاستئثار بالسلطة واشاعة المحسوبية والعشيرة وكسب الميول وترسيخ للمفاهيم الخاطئة على حساب القانون كأعتبار العشيرة بديلة لتطبيق القانون وتوزيع الاسلحة عليها بدل ستراتيجية للامن , وترك شهادات وكفاءات تتسكع في الشوارع تهدر ثروتها البشرية بسياسة التخبط وسوء ادارة الخدمة والاعتماد على المغنم الاكبر والاشترار بالماضي من انجازات بخطابات انشائية غير واقعية , تشكيل مجلس الخدمة الاتحادي كان خطوة يقوم على توزيع الوظائف حسب الاستحقاقات ووفق ألية التكنوقراط والاستحقاق , والكثير في هذه الفترة من اصحاب الشاهادات تم تعينهم بالمحسوبية او ترك الاخرين لتغيير جنس عملهم دون توظيف وبذلك تهدر كل اموال الدولة التي انفقت على مراكز العلم والدراسة وتوجه العقول بأتجاهات تطمر الابداع , اليوم مجلس الخدمة الاتحادي يراد به ان يقوم على اساس التحاصص : وهنا لا يوجد استنتاج علمي او عالمي او محلي بأن التفوق والنجاح والاختصاص قسم على اساس عرقي ولم تححد الجامعات والدراسات على هذا الاساس , وبذلك تكون المشكلة اكبر يراد منها تعميق المحاصصة وابعاد الكفاءات وتجير و( تحمير ) للعقول واعدادها للادارة بالاتجاهات المقيدة بعقلية سياسية متكلسة , تلك المفاهيم تعد خطوات لأنهيار الدولة واستهانة بتاريخها وحضارتها ونبوغ الكثير من ابنائها وابتعاد عن القواعد العلمية في التنافس ودعم لجذور الانقسام واعتماد للشواخص بدل الاشخاص والاستناد الى الافكار المقيدة المشّترة التي تختزن مغانم الثروات لتأكل منها متى ما تشاء وترك السبل المنتجة دفاعاّ عن المحسوبية والطائفة والقومية وهذا الفعل هروب من المسؤولية واستحمار في العمل السياسية لغرض المنافع الفئوية ..