18 ديسمبر، 2024 9:54 م

أقلام بلا قيم ولا أخلاق ولامعايير تكتب بأساليب مريضة وفقا لعاهاتها النفسية وبمداد دمامل ما فيها , وبعض أصحابها من ذوي الشهادات والإختصاصات الذين أعمتهم أحقادهم السوداء وأقياح رؤاهم وصديد تصوراتهم الحمقاء.
فتراهم يزينون ما تقوم به الكراسي الخرقاء , ويبررون مفاسدها ومظالمها وعنجهياتها الشعواء , وكأنهم لا يشاهدون الويلات والتداعيات , وقسوة الحرمان من الكهرباء لعقدٍ ونصف من الزمان الذي تنوعت فيه مصادر توليد الكهرباء , وخصوصا الطاقة الشمسية التي تحرق رؤوس البشر , ولا يستفيدون منها مثلما يتحقق في بلدان الدنيا التي لا تشرق عليها الشمس مثلما هي في ديارنا.
وهل يصح في الأذهان أن حكومة لا يمكنها أن تحل مشكلة الكهرباء كل هذه المدة , في حين مصر أنشأت ثلاثة محطات عملاقة بستة مليارات يورو وإفتتحتها اليوم (24\7\2018), وأن الحكومة الموقرة قد أتلفت عشرات المليارت من الدولارات بإستيراد المولدات والفساد.
فالكهرباء ما عادت مشكلة ويمكنها أن تُحل في ظرف أشهر قليلة وحسب , لكنها صارت وسيلة للحكم والقسوة على الناس وتدميرهم بالعناء والشقاء , وبديمقراطية الوجيع والوعيد وتخريب الديار على رؤوس العباد.
ومع هذا الظلم الشنيع والويل المريع , ما أن يتظاهر الناس مطالبين بأبسط الحاجات الأساسية حتى تتولى الأقلام الساقطة الدفاع عن الحكومة , وتكيل الإتهامات للمواطنين على أنهم اعداء الدولة والديمقراطية وتضعهم في خانة السوء والشرور , وتؤلب عليهم الذين حرموهم من نعمة العيش الكريم , بإسم الديمقراطية والدين.
ولا يوجد في مجتمعات الدنيا الديمقراطية مثل هذه التفاعلات المريبة مع إرادة الناس الطامحة لحقوقها الإنسانية البسيطة , لكنها منتشرة في مجتمعات الأقلام الساقطة المتبجحة بالمعرفة والثقافة , وهي على دين الكراسي المقيتة التي أشاعت الفساد والخراب والإضطراب , وحوّلت البلاد إلى ميدان ضياع وإحتراب.
فهل شاهدم أو قرأتم مثل هذه المقالات المشينة في مجتمعات تقوم فيها مظاهرات تطالب بحقوقها وفقا للائحة حقوق الإنسان؟!!
إنه لمن المؤسف والمحزن أن يكون في المجتمع أناس لديهم القابلية على غمط الحقوق , والكتابة بأساليب عدوانية إنتقامية تفوح منها الكراهية والأحقاد والنوايا السيئة الساعية نحو الدمار والخراب , لكنهم يتبجحون بالقيم والأخلاق وبأنهم يدافعون عن الحق , ويرفعون رايات الرحمة والمحبة والوحدة الوطنية , وما هم سوى أشرار ينافقون وبكلماتهم يأثمون ومن الخبيث يأكلون.
فهل سيرعون وينصفون شعبا يتقلب على جمرات الطامعين؟!!