لعبت الكنيسة في القرون الوسطى والمتأخرة, دورا كبيرا في تثبيت, ركائز الحكم للطغاة والملوك المستبدين في أوربا, فأنتج ذلك ملايين القتلى وأضعاف العدد من الفقراء والمعوزين، وكانت الكنائس مخازن للذهب الأصفر والأبيض.. لم يتطرق احد لتلك الجرائم, لأنها تصدر حسب أعتقادهم من بيت الرب.
الكهنة كانوا أبناء الرب يفعلون ما يحلوا لهم.. فجرائمهم كانت مبررة لدى عامة الناس، فالقتل والصلب وإغتصاب النساء والأطفال مشرعنة, من السلطة الحاكمة وبرضا الرب! لا يجرؤ أحد على المساس بها.
حاول الأعلام الغربي محو تلك الحقائق او طمسها, والتركيز على الشرق والإسلام والمرجعيات الشيعية خصوصا.. وعمل على إلصاق التهم الإجرامية بها.. حتى وأن كانت فاعلها من شواذ المسلمين, الذين لا علاقة لهم بالتشيع!
لم يسجل التاريخ لنا حادثة لمرجعية شيعية, ناصرت الملوك والظلمة ولم يكن هناك, مرجع يملك مليشيا مسلحة, كما كان للكنيسة, ولم تملك القصور الفارهة ولا أكتنزت المال.
أغلب علماء ومراجع الشيعة والمتصدين, للفتوى معوزين وفقراء بل حتى لا يملكون منازل لهم إلا ما ندر.. مع أن الذهب كان في متناول أيدهم من الحقوق الشرعية, التي يأتي بها الناس بمحض أرادتهم، إلا أنهم كانوا عباد حقيقين للرب مطيعين لتعاليمه.
تعلق الناس بالمرجعية الدينية, إرتباط روحي لا عن رهبة وخوف أو مصلحة كغيرها.. فلو كان للمرجعية مليشيات تبطش وتقتل لوقف منتقدوها طوابيرا لتجنب غضبها, وإستجلاب عطفها ورضاها، ولما تجرأ أحد على المساس بها او النيل من هيبتها التي أكتسبتها بالحب والعطف الأبوي الذي وزعته بالتساوي على جميع المسلمين وغير هم دون أن تفرق بين عرق أو لون, ولأنهم عباد مخلصون فقد كافئهم الرب بهذه المنزلة العليا لدى الناس.
بعض أولئك الشواذ ممن تأثر بالأعلام الغربي قشرا وليس مضمونا ممن لم يقرأ كتب التاريخ, وتعلقوا بأستار الكنيسة ولم يغوصوا في أعماق الكتب وأمهاتها، حالوا أن يقارنوا بين أبناء الرب وعباده، وبحقد دفين تجرأوا على المرجعية الدينية، التي كانت ولا زالت على مر العصور, صمام الأمان لكل النوائب التي تواجهنا.
المرجعية الشيعية وضعت للعراقيين دستورا ينظم الحياة، فحرمت سرقة المال العام, لأنها ملك لجميع العراقيين, ودعت الناس لإختيار من يمثلهم وفق مواصفات صحيحة, بإنتخابات ديمقراطية حرة, وفق قناعاتهم.. لم تفرض اسما أو عنوان بعينه.. تدخلت في الفتن الكبرى وهدأت من روع العراقيين, وعندما وصل الأمر إلى إنهيار البلاد, دعت الناس للدفاع عن وطنهم، وهي التي لم تمتلك شبرا واحدا في هذا الوطن.
ماذا لو كانت للمرجعية الدينية في العالم الإسلامي دولة خاصة بها كالفاتيكان؟ وتمتلك أساطيل من الطائرات والسيارات الفارهة؟ ومنعمة بالقصور والخدم والجواري؟ ولها علم خاص بها؟
هل سيرضى أبناء الرب حينها, أن ينافسهم عبيد الرب؟