19 ديسمبر، 2024 5:46 ص

الجموا رؤوس الفتنة !!

الجموا رؤوس الفتنة !!

ما يجري في العراق هذه الأيام يدعو الى القلق والخوف، فهناك خطى تتسارع لاعادة ظلام الفتنة الطائفية،  والأخطر تحويلها الى أمر واقع لا يجوز التغاضي عنه، وكأن العراق أصبح ملكا صرفا لفئة سياسية دون غيرها، حيث يتم حشر الشعب فيها بلا وجه عدل أو انصاف، فالفتنة ستحرق العراقيين،  فيما يزيد السياسيون من اشتعالها لخدمة مصالحهم،والا كيف يقول بعضهم ،  ان اعادة الفتنة الطائفية ستدفع ثمنها الأقلية!!
لاندري من هم الأقلية ، وكيف احتسبت ارقام وتفاصيل الأكثرية في العراق بلا تعداد سكاني على أساس الطائفة!! ومن يعطي لنفسه حق تمثيل الأقلية والأكثرية،  ففي الجانبين هناك أغلبية مطلقة تعارض توجهات السياسيين ، لذلك من يتوهم تمثيل الطائفة فهو مخطأ، ومن يدعي أنه الأكثر قربا الى المواطنين، فهو من المعجبين بذكاء الحرباء، ثم ألم نسمع من عراقيين القول ” نريد حاكما عادلا  مهما تكن هويته غير هؤلاء”.
ما يحدث في العراق يشيب له الولدان، مشروع وطني غائب عن عقول السياسيين، ونحت مدروس في الجدار الطائفي، وتغييب مزمن لوحدة البلاد والعباد ،  لذلك يتفرج السياسيون على مفارقات الزمن العاثر ، جيوش من المسلحين ويافطات فتنة تعلق في كل مكان، وتهديدات بالقتل، وكأن العراق أصبح ميدانا لتصدير أزمات الأخرين والكشف عن عاهات سياسيين ورجال دين طارئين،  ودعاة سياسة عاجزين عن فهم الحقيقة والقبول بنتائجها!!
لن تستقيم الأوضاع في العراق بالمجاملات أو تبويس اللحى، ولن يتحقق الأمن بمعناه الصحيح  بتأجيل حسم الملفات أوانتظار التوقيتات،  العراق ليس بحاجة الى كل أعداد المسؤولين الحاليين، طالما أنهم لم ينجزوا ما بمقدور حكومة من 10 أشخاص تحقيقه، وأنهم لم يجتهدوا بالمكان الصحيح لانقاذ العراق وأهله، من محاصصات يقولون انها أجندات خارجية خطيرة، ومع ذلك ينفذون بعض صفحاتها بعناية، والا كيف يسمح سياسي لنفسه توزيع العراق بين أقلية وأكثرية دون أن يحاسب على سلبيته من الأخوة العراقية!! والى متى تندحر ارادتهم جميعا أمام القدرة على طي صفحة الماضي والسير بطريق جديد لا يجرم فيه الناس بالصدفة!!
الى أين نحن ذاهبون  وهل سنكتوي بنيران الفتنة من جديد!! سؤال يقض مضاجع العراقيين هذه الأيام ويصيبهم بدوار مزمن، لأنهم جربوا الفتنة الطائفية ودفعوا ثمنها الباهض من تهجير وتشريد وقتل وخراب، لكي يتنعم بنتائجها سياسيون لا يعرفون شوارع بغداد جيدا، ومع ذلك يطالبون بالاعمار وتنشيط السياحة في الأهوار،سياسيون ومتنفذون ينظرون الى العراق من ثقب باب مصالحهم الضيقة، لذلك لا يجدون حرجا في بث سموم الفتنة والدمار، حيث تعودوا الفوز بالمغانم عبر تجارة كل الحروب.
ونحن هنا لا نضع الجميع في قارب واحد، رغم أنهم تجاوزوا في حرمة العراق وأهله كل حدود الله، من خلال تسويقهم لمشاريع وتوجهات مؤطرة بوهم طائفي وعرقي ومذهبي، فيما الصحيح أن العراقيين يحبون أخوتهم ، ويكرهون بالتجربة سياسييهم، فقد جربوا مزاجهم الشخصي المعكر بالولادة، وقرأوا اكثر من مرة عشقهم للمنصب، الذي جاء اليهم بالصدفة ولم يضحوا في سبيله عبر مشروع وطني، وهي مشكتنا المزمنة، قيادات تظهر للواجهة بالصدفة وتختفي بأسرع من ذلك، وهل هناك أكثر من هذا التفرد العراقي رئيس جمهورية تنقطع عنه الأخبار، ورؤوساء كتل يختفون عن الأنظار، ووزراء ينهبون بلا رادع قانوني، ويفصل الارهاب ايضا على مقاسات خاصة، فيما الجميع مشاركون فيه منذ أن صفقوا للاحتلال!!
 اريحونا أيها السادة من مهاتراتكم في العلن وعلاقاتكم الحميمة جدا في الخفاء، واستريحوا أنتم أيضا من وهم الزعامة وسلطة القرار، أو قيادة مشروع وطني عابر للمحاصصات، وأنتم في أنفسكم لا تعرفون عن الطائفة أو الجماعة الا ما يزيدكم ظهورا وثراءا وحضورا في المناسبات، فهل هكذا يحكم العراق؟ سؤال ننتظر اجابة عليه من عناوين العقلانية،  وحبذا لو اجتهدت أكثر كل المرجعيات الدينية للجم ألسن وعقول الفتنة السياسية!!
رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات