3 نوفمبر، 2024 12:33 ص
Search
Close this search box.

الشعب العراقي يريد إنهاء النفوذ الايراني

الشعب العراقي يريد إنهاء النفوذ الايراني

عندما تهتف حشود جماهيرية عراقية في وسط بغداد يوم الجمعة المنصرم بإسقاط النظام وطرد إيران من العراق، فإن ذلك يعني بأن الانتفاضة التي إندلعت من مدينة البصرة وعمت مدن الجنوب والوسط، کانت لها أسبابها ومبرراتها وإنها عکست وجسدت طموحات وأماني الشعب العراقي، ولاسيما وإن يافطات کتبت عليها شعارات نظير: “الشعب يريد إسقاط النظام” .. و”سلمية سلمية”.. و”بغداد حرة حرة إيران برة برة”، قد أکدت بأن مايجري في العراق هو تحرك شعبي حقيقي يسعى الى إنتزاع حقوقه من قيادات سياسية غارقة في الفساد.

قوات مکافحة الشغب منعت الحشود الغاضبة من التقدم صوب المنطقة الخضراء التي تضم مركز الرئاسات الثلاث والسفارات الغربية، خصوصا بعدما صار هناك قناعة من إن هذه التظاهرات تختلف کليا عن التظاهرات والتحرکات الاحتجاجية السابقة وإنها أبعد ماتکون عن سيطرة النظام الايراني الذي أشعل فتيل هذه الازمة لکي يفرض عملائه کما فعل في عام 2010، ولکن يبدو إن هذا النظام قد أصيب بأکبر إحباط سياسي عندما وجد نفسه أمام رفض عراقي عارم له يطالب بإنهاء نفوذه الى جانب رفض الاحزاب الخاضعة والتابعة له.

وصول الانتفاضة الشعبية العراقية الى بغداد، بعد أن غطت مدن الجنوب والوسط ذات الاغلبية الشيعية والتي من المفترض إنها مٶيدة للنظام الايراني ومحسوبة عليه، لکن تحرك هذه المدن ورفضها الصريح للنفوذ والهيمنة الايرانية ألقمت هذا النظام حجرا ناهيك عن إنها أفشلت مخططه المشبوه بقطع الکهرباء عن العراق لکي يتحرك الشعب العراقي ضد السلطات العراقية ويضعها في موقف صعب يتمکن خلالها النظام الايراني من فرض إملائاته عليها وفرض الوجوه التي تنفذ مخططاته.

الشعب العراقي الذي صار يطالب من أقصى العراق الى أقصاه بإنهاء النفوذ الايراني سوف يلقي هذا المطلب ترحيبا قويا من جانب الشعب الايراني الذي إنتفض بدوره ضد النظام الايراني منذ 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، ويحاول إسقاطه بکل مافي إمکانه، وإن هذا النظام الذي أرهق شعبه أولا وضايق الى أبعد حد شعوب وبلدان المنطقة، يقف اليوم أمام مفترق يجد فيه نفسه مکروها ومرفوضا أمام الجميع، ويجب عليه أن يترك زمام الامور غير مأسوفا عليه.

أيام النظام الايراني صارت معدودة بعد أن وصلت الاوضاع الى منعطف خطير وحساس لايمکن أن تتعداه وتتخطاه ولاسيما بعد أن صارت الازمات والمشاکل تحاصره من کل جانب.

أحدث المقالات