تصريحات “ترامب” في “قمة هلسنكي” .. تؤلب الجمهوريين والديمقراطيين عليه !

تصريحات “ترامب” في “قمة هلسنكي” .. تؤلب الجمهوريين والديمقراطيين عليه !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أثارت تصرفات وتصريحات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، زوبعة كبرى داخل “الولايات المتحدة الأميركية”، حيث تجاهل نصيحة موظفي الإدارة الذين أعدوها قبل اجتماعه مع نظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”، في “قمة هلسنكي”.

ووفقًا لصحيفة (واشنطن بوست)؛ فإن تصريحات “ترامب” لم تكن “قاسية” بما فيه الكفاية؛ و”تناقضت بشدة مع الخطة”.

وذكرت الصحيفة الأميركية أنه قبل اجتماع الرئيسين، تم تقديم تقرير بحجم 100 صفحة، أحتوى على تعليمات واضحة للتفاوض، لكن الرئيس الأميركي تجاهل معظمها. في هذه الوثائق، كان موضحًا موقف “الولايات المتحدة” من شبه جزيرة “القرم”، و”التدخل” الروسي في الانتخابات الأميركية والعديد من الموضوعات الأخرى.

قرر التصرف بما يراه مناسبًا..

ووفقاً للصحيفة الأميركية، دعا مستشار الأمن القومي، “جون بولتون”، ووزير الخارجية، “مايك بومبيو”، “ترامب”، للنظر إلى الرئيس الروسي “بمنظور أكثر سلبية”، ولكن الرئيس الأميركي “قرر أن يتصرف كما يراه مناسبًا”.

يذكر أن اللقاء الكامل بين “بوتين” و”ترامب” عقد، يوم الاثنين 16 تموز/يوليو 2018، في “هلسنكي”. وتحدث الرئيسان في بداية الأمر بشكل منفرد، ثم تناولا طعام الغداء مع وفدي البلدين، وعقدا بعد ذلك مؤتمرًا صحافيًا أجابا فيه على أسئلة الصحافيين.

خطوة أولى في إزالة الأنقاض..

وأختتم في “هلسنكي” لقاء القمة “الروسية-الأميركية”، الذي استمر 4 ساعات، حيث أعرب الجانبان عن رغبتهما بتحسين العلاقات بين دولتيهما، واعتبر الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أن العلاقات بين “الولايات المتحدة” و”روسيا” كانت في أسوأ حالاتها قبل اليوم، لكنها تحسنت بفضل هذه القمة، ومن جانبه يرى الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، أن هذه المباحثات مثلت الخطوة الأولى في “إزالة الأنقاض” عن العلاقات بين البلدين.

وبسبب تصرفات “ترامب” خلال القمة، انتقد سياسيون بارزون في “الولايات المتحدة” تصريحاته خلال المؤتمر الصحافي، الذي جمعه مع نظيره الروسي في “هلسنكي”، ودفاعه عن “موسكو” بشأن مزاعم التدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

صدمة لأعضاء “الحزب الجمهوري” و”الديمقراطي”..

وعبر قادة في الحزبين “الجمهوري” و”الديمقراطي” عن صدمتهم إثر تصريحات “ترامب”، والتشكيك في دقة ما قالته وكالات الاستخبارات الأميركية، وباتهامه الإدارات السابقة بأنها سبب في ضعف العلاقات “الأميركية-الروسية”.

فيما اعتبر المؤيدون لـ”ترامب”، إن حملة الانتقادات الموجهة ضد الرئيس الأميركي تعتبر جزءًا من حملة يشنها كبار السياسيين الذين لا يحبون “ترامب”.

دافع عن روسيا بشأن الانتخابات وألقى اللوم على إدارة “أوباما”..

كان الرئيس الأميركي قد قال؛ ردًا على سؤال وجه إنه خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع “بوتين”، عن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية: إن “الرئيس بوتين يقول إن روسيا لم تقم بذلك، ولذا ليس لدي أي سبب لاتهامهم بذلك”.

وألقى “ترامب” باللوم على الإدارات الأميركية السابقة؛ فيما يتعلق بضعف العلاقات “الأميركية-الروسية”.

وكانت الاستخبارات الأميركية قد وجهت أصابع الاتهام، الجمعة، لـ 12 من ضباط المخابرات الروسية بالتدخل في الانتخابات الرئاسية، التي جرت عام 2016.

لا تشابه أخلاقي بين أميركا وروسيا..

ومن ردود الفعل في “الولايات المتحدة”، ما قاله “بول رايان”، رئيس مجلس النواب، في بيان شديد اللهجة، إنه “على ترامب أن يدرك بأن روسيا ليست حليفتنا”، مضيفًا: أنه “لا يوجد أخلاقيًا أوجه شبه بين الولايات المتحدة وروسيا، التي تبقى معادية لمُثلنا وقيمنا الأساسية”.

خطأ مأساوي..

وصف السناتور الأميركي، عن “الحزب الجمهوري”، “جون ماكين”، لقاء “ترامب” مع نظيره الروسي في “هلسنكي”؛ بأنه “خطأ مأساوي”.

وقال “ماكين”، في بيان له: إن “الرئيس ترامب لم يفشل في قول الحقيقة عن الخصم فحسب، بل حتى عندما تحدث نيابة عن الولايات المتحدة للعالم، فشل رئيسنا في الدفاع عن كل ما يجعلنا من نكون، أي جمهورية الأحرار المتمسكين بقضية الحرية في بلادنا وفي الخارج”.

وأضاف: أنه “من الواضح أن القمة في هلسنكي كانت خطأ مأساويًا”.

ونشر سيناتور جمهوري تغريدة على (تويتر)، قائلاً: “ضاعت فرصة لتحميل روسيا مسؤولية التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016”.

وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركي، “دان كوتس”، في بيان له: إن “جهازنا الاستخباراتي كان واضحًا حول تدخل روسيا بالانتخابات الأميركية”.

ونشر “ترامب” تغريدة على (تويتر)؛ يقول فيها: “لدي ثقة كبيرة في موظفي الاستخبارات الأميركية”، مضيفًا: “أريد أن أؤكد أنه إذا أردنا بناء مستقبل مزدهر، لا يمكننا التركيز فقط على الماضي، فنحن يجب أن نتفق معًا لأننا قوتين نوويتين كبيرتين”.

سابقة لا يمكن الدفاع عنها..

كما أعرب وزير الخارجية الأميركي الأسبق، “جون كيري”، عن أسفه من تصريحات “ترامب”، واعتبرها سابقة لا يمكن الدفاع عنها.

وقال “كيري”، في بيان نشره على صفحته في موقع (تويتر): “لقد اشتغلت في الشؤون العامة لمدة 6 عقود، ولم يسبق أن رأيت رئيسًا أميركيًا يفعل أو يقول ما أقدم عليه الرئيس ترامب اليوم، فهذا شيء مؤسف لا يمكن الدفاع عنه”.

وأوضح “كيري” أن: “المشكلة لا تكمن في لقاء أحد الخصوم، فقد عقدت العديد من الاجتماعات مع روسيا، وكان الكثير منها بناءً لأميركا، فحتى لو كانت لدينا خلافات عميقة، فهذه هي الدبلوماسية”.

واعتبر “كيري” أن “الرئيس ترامب استسلم لتضليل بوتين بخصوص الهجمات على الديمقراطية الأميركية”، مشيرًا إلى تصريح “ترامب” أثناء لقائه “بوتين”، الذي قال فيه: “إنه لا يرى أي سبب لتدخل روسيا في انتخاباتنا”.

ووصف “كيري” تصريحات “ترامب” بأنها: “ليست كلمات رئيس يحمل قضية أميركا إلى العالم، فكيف يمكن أن يهتم بأوروبا أو بسوريا، ويفهم نهج بوتين المعروف جيدًا بمهاجمته للديمقراطيات من أجل تعزيز مصالحه”.

بدا كقطعة مكرونة..

ورأى الممثل وحاكم كاليفورنيا السابق، “أرنولد شوارزنيغر”، أن الرئيس الأميركي بدا في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، مثل قطعة “مكرونة صغيرة مسلوقة”.

وقال “شوارزنيغر”، في رسالة مصورة نشرها على حسابه في (تويتر): “الرئيس ترامب، شاهدت مؤتمركم الصحافي مع الرئيس بوتين، وكان الأمر يبدو مخجلاً. لقد وقفت هناك مثل معكرونة صغيرة مطبوخة، مثل معجب صغير، سألت نفسي متى ستطلب منه توقيعًا أو صورة سيلفي”.

ما يبعث على العجب أن هذا الممثل، “الجمهوري” مثل رئيسه، يعتقد أن “ترامب” غدر بالاستخبارات الأميركية، وبمنظومة العدالة والبلد برمته، وذهب إلى نصحه بالقول: “أنتم، رئيس الولايات المتحدة، لا يجدر بكم فعل هذا. ما الذي حلّ بكم ؟”.

وفي نهاية خطابه المصور؛ أضاف “شوارزنيغر”، وهو من أصول نمساوية، مؤثرًا صوتيًا تمثل في تنهيدة حارة خرجت من أعماقه طافحة باللوعة.

استقالة أحد أعضاء “الحزب الجمهوري”..

من جانبه؛ أعلن رئيس “الحزب الجمهوري”؛ في إحدى مقاطعات ولاية “أوهايو” الأميركية، استقالته المفاجئة مساء الاثنين، احتجاجًا على قمة “هلسنكي” ولقاء “ترامب” مع “بوتين”.

وقالت شبكة (فوكس نيوز) الإخبارية الأميركية، إن “كريس غاغين”، رئيس “الحزب الجمهوري” في مقاطعة “بلمونت”، أدلى بهذا الإعلان المفاجيء عبر حسابه على موقع (تويتر).

وأكد “كريس غاغين” على أن “الضمير” وراء قراره المفاجيء.

وقال القيادي بـ”الحزب الجمهوري”، الذي ينتمي إليه “ترامب”: “سأظل محافظًا فخورًا وجمهوريًا، لكني استقلت اليوم كرئيس لفرع الحزب بمقاطعة بلمونت، وفعلت ذلك إرضاءً لضميري، وشعوري بالواجب”.

وكان “كريس غاغين”، رئيس “الحزب الجمهوري” في المقاطعة، منذ نيسان/أبريل 2016، وحتى استقالته.

“بوتين” يمسك شيئًا على “ترامب”..

ودعا كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي، “تشاك شومر”، إلى خطوة مشتركة من “الديمقراطيين” و”الجمهوريين” لتشديد العقوبات ضد “روسيا”.

قائلاً، خلال مؤتمر صحافي له: “السؤال الوحيد يطرح الآن على البيت الأبيض: ما الذي دفع الرئيس ترامب لوضع مصالح روسيا فوق مصالح الولايات المتحدة ؟”، واصفًا تصرف “ترامب”؛ بـ”الخطير”، وأن التفسير الوحيد له هو أن “الرئيس بوتين يمتلك مستمسكات محرجة عن الرئيس ترامب”.

ودعا “شومر”، قادة “الجمهوريين” في الكونغرس، إلى استدعاء مسؤولي الفريق الأمني الذي رافق الرئيس، “دونالد ترامب”، أثناء لقائه بالرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، لحضور جلسة الاستماع بـ”الكونغرس” فورًا.

من جانبها؛ قالت زعيمة “الديمقراطيين” في مجلس النواب، “نانسي بيلوسي”: إن “ضعف ترامب أمام بوتين كان مخجلاً ويؤكد أن لدى الروس شيئًا عن الرئيس”، مرجحةً أن يكون ذلك “معلومات شخصية أو مالية أو سياسية”، مضيفةً أن هذا “يوم محزن لأميركا”.

وكان “ترامب” قد خرج بتصريحات مثيرة للجدل، قبل ساعات من قمته مع “بوتين”، قائلاً: إن “الحمق الأميركي” هو السبب في تدهور العلاقات بين “واشنطن” و”موسكو”، بينما قال “الكرملين” إنه يتوقع اجتماعًا صعبًا.

وحث المنتقدون والمستشارون، “ترامب”، على أن يستغل هذه القمة لتكثيف الضغط على “بوتين”، فيما يتعلق بمزاعم التدخل في الانتخابات وغيرها من الأنشطة “الخبيثة” من جانب “روسيا”.

لكن، قبل ساعات من الاجتماع صبّ “ترامب” غضبه على بلده، والتحقيق في احتمال وجود صلات بين حملته الانتخابية عام 2016 وروسيا، نافيًا حدوث أي تواطؤ.

وقال “ترامب” على (تويتر): “علاقاتنا مع روسيا لم تكن قط بمثل هذا السوء، ويرجع ذلك لسنوات عديدة من الحمق والغباء الأميركي. والآن هذه الحملة الظالمة المصطنعة”، في إشارة إلى التحقيق.

وكرر “ترامب” اعتقاده بأن سلفه، “باراك أوباما”، “لم يتخذ أي إجراء بشأن التدخل الروسي المزعوم”.

وتوقع “ترامب” أن يتعرض لاتهامات؛ بأنه “تساهل مع بوتين” مهما كان سير الاجتماع، قائلاً: إنه “سيثير مسألة التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات مع بوتين، لكنه لا يتوقع أن يصل لشيء”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة