9 أبريل، 2024 10:51 م
Search
Close this search box.

“تموز” بداية جديدة دون النظر للفرز اليدوي .. لا بديل عن إسقاط الحكومة العراقية وتغيير الدستور !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

خرج العراقيون هذه المرة وكلهم عزيمة وإصرار على المطالبة بحقهم في عيش كريم.. في وظيفة توفر ما يستر عائلاتهم وتدخل بعضًا من سعادة افتقدوها في خضم المعارك والإرهاب لبيوتهم..

أبناء الجنوب النفطي لم يتحملوا الفقر..

خرج أبناء الجنوب، الغني بالنفط والثروات، يعلنوها رفضًا مدويًا للإستسلام والرضوخ.. صرخة ألم من رجال غلبهم قهر من تحملوا المسؤولية ولم يكونوا على قدرها.. فزادوهم فقرًا على فقرهم وبؤسًا على بؤسهم..

عبر العراقيون هذه المرة، باحتجاجات واسعة، عن غضب مكتوم لسنوات في مناطق ذات أغلبية شيعية ظن الجميع أنها استكانت إلى “إيران” ورجالها، منذ سقط العراق تحت الاحتلال الأميركي في العام 2003.

لا هدوء إلا بإصلاحات حقيقية..

رسالة واضحة وجهها صغار العراقيين وكبارهم.. لا سكوت بعد اليوم عن حقوقنا.. لا تراجع عن حصتنا في الوظائف.. عن حقنا في مياه تصلح للشرب في “بلاد الرافدين”.. لا هدوء إلا بالإصلاحات !!

الاحتجاجات أنست الجميع عمليات فرز الصناديق !

تلك رسالتهم.. وفي أثنائها انشغل الجميع عن عملية فرز وعد أصوات الناخبين يدويًا؛ ليفاجئوا بعدها أن الأمور قد استتبت لصالح من أتت بهم النتائج السابقة.. فـ”سائرون” لا يمكن أن تتغير نتيجتها، ولا يمكن أن تخذل الصناديق الزعيم “مقتدى الصدر”… !

حرق لافتة “الخوميني” في معقل المكون الشيعي..

نعم انشغل العراقيون والمتابعون بالتظاهرات وخفت صوت متابعة فرز الصناديق يدويًا، فالحدث جلل والأمور كادت أن تخرج عن السيطرة، فمن يصدق أن تحرق لافتة “خوميني إيران” الكبرى في شوارع “البصرة”.. أو ليس ذاك حدث يستحق أن تنسى معه أي انتخابات أو نتائج لها ؟!

هدأت لكنها لم تتوقف..

فكان أن هدأت التظاهرات، لكنها لم تتوقف.. ذاك حال الاحتجاجات التي تشهدها العديد من المحافظات الجنوبية وبعض مناطق “بغداد” التي دخلت أسبوعها الثاني..

كان الشعار هذه المرة: “كلا كلا للأحزاب.. نعم نعم للعراق”.. حملها صغار المحتجين في آخر فصول الاحتجاجات المستمرة للأسبوع الثاني..

انتفاضة وليست تظاهرات.. أين الوظائف والحق في الصحة ؟!

يقول من تجاوز الأربعين عنها من العراقيين.. إنها “انتفاضة” وليست مجرد تظاهرات عابرة .. وعنوانها “نكون أو لا نكون”..

بينما الشباب العراقي يقول لا وظائف تمنح لهم ولا مستشفيات تصلح لعلاج المرضى ولا دراسة تليق بأبناء العراق.. الشباب صار بلا عمل ونصفه متزوج ويعول؛ فمن يعينه على احتياجات الحياة، ذاك لسان حالهم واستغاثتهم في شوارع العراق..

قطع الاتصالات منح الفرصة للرصاص الحي..

للمرة الأولى التي يجد العراقيون أنفسهم في مواجهة مع عربات مكافحة الشغب التي أتت لتفرقهم بخراطيم المياه خوفًا من أن ترصدها عدسات الإعلام، بعدما سقط من سقط من المحتجين بالرصاص الحي في غياب التغطية الإعلامية المباشرة..

قبضة حديدية قمعت الاحتجاجات مؤقتًا..

تراجع حدة المظاهرات في اليومين الماضيين قد لا ينبيء بقرب إنتهائها، وما يصفه البعض بـ”القبضة الحديدية”، التي استخدمتها القوات الأمنية في بعض المناطق، وهي التي أدت إلى مقتل عدد من المتظاهرين وإصابة المئات منهم، قد يفسر ذاك الهدوء النسبي للاحتجاجات.

المؤسسة العسكرية ترفض التورط في السياسة..

تقول المؤسسات العسكرية إنها لن تسمح بأي عبث بالأمن.. وقال الرجل المسؤول عن “وزارة الدفاع” إن المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة بعيدة كل البُعد عن السجالات السياسية؛ وإن واجب الجيش هو حماية الشعب العراقي مع عدم السماح لمن يحاول العبث بالأمن والنظام بأن يتجاوز على الممتلكات العامة والخاصة والمؤسسات الحكومية والاقتصادية..

“بغداد” على صفيح ساخن و”العبادي” يخشى زوال منصبه..

في “بغداد” تراقب القيادات السياسية عن كثب ما يجري، فاستهداف مرافق اقتصادية مهمة وحقول نفط، توقف بعضها عن العمل، يضر بالاقتصاد العراقي أبلغ الضرر..

هي تطورات دفعت رئيس الوزراء العراقي، “حيدر العبادي”، إلى التحذير من الانفجار؛ الذي قال إنه قد يؤدي إلى إنهيار الدولة، لكنه وفق أغلب المتابعين يخشى إنهيار مقعده على رأس الحكومة المنتظرة منذ انتخابات آيار 2018 !

الأمم المتحدة كعادتها: لدينا كثير من القلق !

“الأمم المتحدة”، وكعادتها في مثل تلك الأحداث عندما تجد تحركًا شعبيًا يزيد الشارع سخونة، تعبر عن متابعتها بكثير من القلق استخدام العنف ضد المتظاهرين العراقيين، وهو ما أعلنته بعثة الأمم المتحدة في العراق حول ما يجري من أحداث.

استغاثات إلى منصات الإعلام الدولية..

لقد وصل الأمر بالعراقيين، بعد أن تقطعت بهم السبل للتعبير عن غضبهم ورأيهم، إلى إرسال استغاثات إلى وسائل الإعلام الدولية؛ يقولون فيها: “نحن الشعب العراقي.. خرجنا للمطالبة بأبسط حقوقنا التي سلبتها الدولة العراقية منا ومظاهراتنا هي مظاهرات سلمية، لكن الحكومة تستخدم العنف المفرط للقوة في التصدي لنا.. وقطعوا علينا الإنترنت بسبب التظاهرات والذي يعتبر حق من حقوق الإنسان”..

وفي النهاية ناشد العراقيون المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإنقاذهم مما وصفوه بالظلم والاستبداد.

20 تموز بداية موجة أخرى من الغضب..

لكن على الجانب الآخر؛ سرعان ما خرجت دعوات لا تريد للأمور أن تهدأ أو أن تخدع الحكومة العراقيين بوعود لا تتحقق، فإذا بنا نفاجأ بانتشار رسائل إلى أهل الجنوب مفادها بأن بوادر الثورة شارفت على الانتصار، وأن الجمعة 20 تموز/يوليو 2018 هي البداية..

تعطونا فساد.. نعطيكم ثورة..

إذ من المفترض أن تنطلق مرحلة أخرى من الحراك تحت شعار “تعطونا فساد نعطيكم ثورة”.. وأن حرية العراقيين لن تقمع حتى إذا قطعت الاتصالات مرة أخرى..

ولسان حالهم هذه المرة.. المطالب ليست المياه ولا الكهرباء؛ وإنما إسقاط الحكومة الفاسدة والتغيير الجذري للدستور..

ولم يفت الداعون إلى الاحتجاجات التأكيد على أن الثورة هذه المرة سلمية.. لا اعتداء على مؤسسات الدولة، وعنوانها التعاون بين العراقيين والعودة بقوة إلى الشارع لدحر الفساد عن المؤسسات !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب