23 ديسمبر، 2024 6:29 م

منذ ألفين وثلاثة وحتى يومنا هذا ليس واضحا مَن الذي يحكم العراق , وهل أن الحكومة عراقية؟!!

تساؤولات تعززها وتفرضها الحالة التي تولدت وتواصلت وتطورت , وتراكمت فيها التداعيات والملمات والدمار والخراب والإستلاب.

هل أن العراق دولة ذات سيادة بالمعنى الحقيقي والعملي للسيادة؟!

هل أن العراق دولة مستقلة؟!

هل أن العراق لا يزال تحت إحتلالات وليس إحتلالا واحدا؟!!

هل أن الحكومة حكومة وصاية أو إنتداب؟!!

ما تحقق في العراق على مدى عقدٍ ونصف من الزمان الدامي المثخن بالقاهرات , ليشير إلى أنه لا يزال رهينة ومستلبا ومستباحا , ولا يمكنه الإرتقاء إلى مصاف الدول المعاصرة , لفقدانه مقومات الدولة ولإنعدام البنى التحتية الكفيلة بتوصيف دولة.

العراق يبدو كضيعة تتصارع فيها الثيران , وتتعارك الديكة , وتتناطح الأكباش , وتتعاظم العمائم وتستبد وتستعبد البسطاء وترهنهم بالويل والوعيد.

فما حصل ويحصل لا يتفق وأبسط بديهيات ومُسلمات الدولة والوطن والحكومة والشعب , فلم يكن هو البلد الأول الذي تعرض للإحتلال , ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُحتل فيها , فقد تكرر إحتلاله على مر العصور والأزمان , لكنه كدولة ووطن تواصل حتى ألفين وثلاثة , ومن بعدها أطيح به كدولة وكوطن , والقائمون على شؤونه يسيرون على هذا النهج الخسراني المرير.

فأين العراق الوطن؟

وأين العراق الدولة؟

إمعان سافر وعدواني قاسي بتغييب أبسط الحاجات الإنسانية , وتعذيب مرير بالحرمان من الكهرباء والماء الصالح للشرب , وبالتعويق والإنهاك والتشريد وفقدان الأمن والأمان , وبسيادة النهب والسلب وتعاظم الفساد والإفساد.

فكيف يمكن القول بدولة لا تستطيع أن توفر قليلا من السعادة والراحة للمواطنين , فالدولة مؤسسات لخدمة المواطنين , لا شلة حرامية وسراق ونهابين وفاسدين يتمنطقون بدين ويتاجرون بدين ودينهم السحت الحرام , ومذهبهم جيوبهم , والأحقاد والكراهية وسيلتهم للتسلط على الناس الحائرين.

ترى متى ستكون البلاد وطنا ودولة؟!!

فالدولة تعتني بشؤون المواطنين والوطن يضمهم أجمعين!!!