19 ديسمبر، 2024 2:14 ص

مظاهرات البصرة عراق آخر

مظاهرات البصرة عراق آخر

الخدمات السيئة في العراق حقيقة لا يمكن إنكارها ، وأسباب هذه الحقيقة المؤسفة واضحة ، مجموعة من النكرات الذين جاءت بهم أميركا وحلفائها ، دعمتهم وعرفتهم إلى الناس مرجعيتان هما مرجعية السيستاني ومرجعية محمد سعيد الحكيم ، ثم عملت المرجعية الاولى على توليتهم وتخدير عوامل الاحساس الشعبية ضدهم ، مقابل ان تحظى بلقب ( العليا ) إعلاميا وتستحوذ على إمبراطورية العتبات والوقف الشيعي .
ويكفي مثالاً نموذجياً لهذا الحلف السيئ الصيت يجمع بين القيادتين شخصية الكاذب الدائم والإداري الفاشل ( حسين الشهرستاني ) ، الذي مثّل مرجعية السيستاني في تشكيل العملية السياسية من خلال رئاسة اللجنة العليا لتشكيل الائتلاف العراقي ومثّل هؤلاء النكرات في بيع الثروات الوطنية ، بعد أن نشر ثقافة الاستبداد ووأد الديمقراطية في كل الوزارات التي تسلّمها .
تأتي اليوم جماهير البصرة لتتظاهر من أجل حقوقها المسلوبة متأخرة عشرة سنوات على الأقل ، ومستهلكة للجهد والمال والدم ، نتيجة اتباعها لهذه القيادات الخاطئة ، بعد أن سمحت جولات التراخيص النفطية بجعل أجر المنظّف الصيني 10 اضعاف الموظف العراقي صاحب الشهادة العليا ، بغض النظر عن منحها 49 % من ثروات الشعب العراقي للأجانب دون سبب يذكر ، وتسببها بأكبر حالة تقشف مرّ بها الشعب العراقي بعد الحصار الاقتصادي الأمريكي عليه وبعد المليارات التي أهدرها ( نوري المالكي ) في سياسة تستمد شرعيتها من ( المرجعية العليا المعروفة في النجف الاشرف ) كما عبّر هو .
وبعد تنازع حزبي وعشائري على استقطاع فتات من خبز البصرة اكتشف البصريون أنهم مخدوعون ، بل يتم خداعهم كل سنة .
واليوم بعد قدّموا أبنائهم لتحرير ( الغربية ) ذهبت أموالهم لبناء ذات ( الغربية ) التي هجرها أهلها وسمحوا لداعش بالعبور نحو البصرة ، ويمكن لأهالي البصرة السؤال عن واقع إعمار ( الفلوجة ) حالياً وكيف يعيش الجنود الجنوبيون هناك حالة من القهر والكبت وهم يرون أموال وثروات مناطقهم تصرف هناك .
ان مظاهرات البصرة حق ، وأنها مدينة منكوبة ، لكنها متأخرة لأكثر من عقد ولم تحقق الكثير ولم تكون منتجة ، لأنها تحتاج إلى قيادة تتابع مطالبها وتمنع الفوضى والتسيس ، ولأن اهل البصرة لازال الكثير منهم يثق بمرجعية السيستاني فلن تثمر تظاهراتهم سوى الوعود والدم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات