خاص : ترجمة – آية حسين علي :
يعارض “ترامب” سياسات الحكومة البريطانية، التي تسعى إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، “بريكسيت”، بشكل تدريجي، بينما يسعى إلى تشجيعها على إتخاذ إجراءات أكثر صرامة، ويواجه “ترامب” خلافات مع “بروكسيل” بسبب اختلال الميزان التجاري بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد.
وخلال زيارته الأولى إلى المملكة المتحدة، التي تستغرق 4 أيام، انتقد “ترامب”، صراحة، السياسات التي تتبعها رئيسة الوزراء، “تيريزا ماي”، والخطة التي وضعتها لـ”البريكسيت”.
فيما حاولت رئيسة الوزراء البريطانية، “تيريزا ماي”، حث “ترامب” على استغلال الفرصة، التي ليس لها مثيل بخروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”، لتوقيع اتفاق تجارة حرة مع المملكة المتحدة، ما يساهم في توفير فرص عمل ويعزز النمو في البلدين. بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.
وتأتي زيارة “ترامب” لبريطانيا بعد أيام من إصدار خطة خروج أكثر سلاسة عرفت بـ”الكتاب الأبيض”؛ تتضمن حرية انتقال المواطنين وسوق مشتركة، والتعاون في مجال الدفاع، وتسببت الخطة في استقالة وزير الخارجية، “بوريس جونسون”، ووزير “بريكسيت”، “ديفيد ديفيز”، ووصفها المحافظون المعارضون لـ”ماي” بأنها مجرد انسحاب “بالاسم فقط”.
بريطانيا تستقبل “ترامب” بالتظاهرات..
يبدو أن الرئيس “ترامب”، ضيف غير مرحب به في “بريطانيا”، فبينما كان يتناقش داخل القاعات مع المسؤولين البريطانيين، كانت الشوارع تضج بالمتظاهرين الذين تجمعوا لإظهار معارضتهم لسياسات الرئيس الأميركي فيما يخص “ملف الهجرة” و”التغير المناخي”، وامتلأت الميادين بعشرات الآلاف، الجمعة الماضي، بينهم أجانب وكثير منهم من “المكسيك”، كذلك تجمع آلاف المعارضين له وسط مدينة “إسكتلندا”؛ بينما كان “ترامب” يقضي بعض الوقت في ممارسة لعبة “الغولف”.
انتقاد لاذع لخطة “ماي”..
نشرت (ذا صن) حوارًا أجرته مع الرئيس “ترامب”، قبل ساعات من انعقاد قمة “ترامب” و”ماي”، وذكر فيه أن الخطة سوف تجبر “واشنطن” في النهاية على التفاوض مع “الاتحاد الأوروبي” وليس مع “لندن”، وأوضح أنه قال لـ”ماي” ما يجب عليها فعله، لكنها لم تستمع إليه وتصرفت في النهاية بطريقة عكسية لما نصحها به وأن النتائج كانت سيئة للغاية، حتى انتهت باستقالة وزير الخارجية، “بوريس جونسون”، ومن جانب آخر، شدد “ترامب” على تقديره لـ”جونسون”، وأكد على أنه يمكن أن يكون رئيس وزراء عظيم.
وقال إن الخطة التي اعتمدتها الحكومة البريطانية مختلفة عما صوت عليه الشعب، وأضاف: “يبدو أن المملكة المتحدة ترغب في إعادة الانضمام إلى الاتحاد على الأقل بشكل جزئي”.
وساهم الانتقاد اللاذع، الذي وجهه “ترامب” للحكومة البريطانية، في تجدد غضب “المحافظين” الرافضين لاستمرار بريطانيا ضمن الاتحاد، من “ماي” التي يتهمونها بالرغبة في تحويل المملكة المتحدة إلى دولة تابعة للاتحاد.
“ترامب” ينفي تصريحاته ويتهم الصحافة بالكذب..
كعادته نفى “ترامب” هذه التصريحات؛ وأوضح لـ”ماي” أن الأمر لا يزيد عن محاولات “الصحافة الكاذبة” لنشر بعض كلامه دون غيره، واتهم الصحيفة بالقيام بإخفاء آراءه الحقيقية حول “ماي”.
كما تعهد الرئيس الأميركي بدعم أي طريقة لانسحاب بريطانيا من الاتحاد، وأعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق اقتصادي مع بريطانيا دون قيود، وصرح بأن الزيارة سمحت له بالتعرف على “ماي” أكثر.
غضب النواب من تصريحات “ترامب”..
انتقد أعضاء في البرلمان البريطاني هجوم الرئيس الأميركي على رئيسة الوزراء، وقالت عنه “إميلي ثورنبيري”؛ إن والدته لم تعلمه شيئًا ولا حتى كيفية التعامل مع الناس، وحذرت من أن “ماي” كان عليها عدم الاهتمام به، وأنها أساءت للبلاد عندما لم تفعل هذا، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تضامنًا كبيرًا من جانب نواب البرلمان مع “ماي”.
وذكرت “سارة ولاستون”؛ أن “ترامب” قد قرر توجيه الإهانة لـ”ماي”، و”إذا كان هذا هو الثمن كي تقبل الولايات المتحدة بعقد اتفاق معنا، فلا داعي له”.
“ترامب” يخرق البروتوكول مع الملكة..
التقى “ترامب”، خلال الزيارة، بالملكة “إليزابيث الثانية”، لكنه خرق قواعد البروتوكولات المتبعة معها عدة مرات، فبعدما وصل متأخرًا قرابة الـ 15 دقيقة عن الموعد المحدد، رفض الإنحناء لها واكتفى بمصافحتها، كذلك سبقها أثناء تفقد حرس الشرف.