22 أبريل، 2024 8:51 ص
Search
Close this search box.

المصالحة “الإثيوبية / الإريترية” .. عملية هندسية لبلورة خريطة قوى جديدة في القرن الإفريقي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد أيام  قليلة من إعلان “إثيوبيا” و”إريتريا” إنهاء حالة حرب دامت عشرين عامًا.. وصل الرئيس الإريتري، “إيسياس أفورقي”، السبت 14 تموز/يوليو 2018، إلى “أديس أبابا” في زيارة تاريخية تعهد فيها بتسوية الخلافات بين البلدين.

الرئيس الإريتري، “إيسايس أفورقي”، تعهد بتسوية الخلافات مع “إثيوبيا” خلال زيارة تاريخية في إطار التقارب بين الدولتين؛ بعد أقل من أسبوع على إعلانهما إنتهاء نزاع استمر عقدين من الزمن.

“أفورقي” وصل إلى “أديس أبابا”، بعد خمسة أيام فقط، على زيارة لرئيس الوزراء الإثيوبي، “آبي أحمد”، إلى “إريتريا” في إطار عملية سلام تهدف إلى وضع حد لسنوات من العداء بين الجارتين اللتين كانتا تشكلان دولة واحدة.

لن يُسمح لأي قوة بإعاقة السلام..

وصرح “إيسايس”، أمام نخب سياسية وثقافية اجتمعت في قصر تم تشييده خلال الحقبة الإمبراطورية الإثيوبية: “لم نعد شعبًا في دولتين. نحن شعب واحد. سنمضي قدمًا معًا”، قائلاً إنه لن يسمح لأي قوة أن تعيق السلام وإعادة العلاقات بين الشعب الإثيوبي والإريتري.

وأكد “أفورقي” إلتزامه بالعمل مع رئيس وزراء إثيوبيا، لتعويض الشعبين الإثيوبي والإريتري ما فاتهم خلال الفترة الماضية، وقال: “هزمنا الكراهية والإحتراب ومستعدون للسلام والتنمية المشتركة”، معلنًا دعمه القوي لرئيس وزراء إثيوبيا وقيادته الحكيمة.

فتح صفحة جديدة..

من جانبه؛ أكد رئيس وزراء إثيوبيا تعزيز قيم الوحدة والتسامح، قائلاً: “إن وحدة البلدين هي أمل للآخرين وليس خصمًا عليهم”، مشددًا على عزمهم فتح صفحة جديدة من الوحدة والتنمية المشتركة، وأن هذه الوحدة تتيح المشاركة في ميناء “عصب”.

وكان “آبي” في استقبال “أفورقي” في المطار؛ وعزفت ثلاث جوقات الموسيقى لدى مرورهما على السجاد الأحمر وأدى راقصون رقصات تقليدية.

واستقبل استقبال حافل؛ حيث أصطف آلاف الإثيوبيين على طريق المطار الرئيس رافعين سعف النخيل مرتدين وشاحات بيضاء، فيما رفرفت الأعلام الإثيوبية والإريترية جنبًا إلى جنب في شوارع العاصمة، ورفعت لافتات وصور للرجلين اللذين وقعا، الاثنين الماضي، بيانًا مشتركًا يعلن إنتهاء حالة الحرب.

الاستقلال والأزمات..

“إريتريا” كانت تشكل الجزء الساحلي من “إثيوبيا” بمرفأيها “عصب” و”مصوع”. وأعلنت استقلالها في العام 1993، بعد طرد القوات الإثيوبية من أراضيها في 1991، بعد حرب استمرت ثلاثة عقود. ومذاك أصبحت إثيوبيا، البالغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة، بلدًا من دون منفذ بحري، ما دفعها إلى استخدام مرفأ “غيبوتي”.

ولم تظهر الدولتان بوادر تقارب منذ التوقيع، عام 2000، على اتفاقية سلام في “الجزائر” بعد نزاع أدى إلى مقتل 80 ألف شخص قبل أن يتحول إلى حرب باردة.

وصول “آبي” للحكم ساهم في التقارب السريع..

المحللون يرون إن التقارب السريع والمذهل لم يكن ممكنًا إلا بوصول “آبي” إلى منصبه في نيسان/أبريل الماضي.

وفي إطار إصلاح العلاقات أعلن “آبي” إلتزامه بقرار أصدرته، في 2002، لجنة تدعمها الأمم المتحدة حول ترسيم الحدود بين البلدين وإعادة منطقة حدودية إلى “إريتريا”، من ضمنها بلدة “بادمي”.

ثم قام بزيارة تاريخية إلى “إريتريا” أعلن خلالها الزعيمان إعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية المقطوعة، ما يعود بفوائد جمة على الدولتين ومنطقة القرن الإفريقي التي ترزح تحت الفقر وأعمال العنف.

وأعيد العمل بالاتصالات الهاتفية بين البلدين للمرة الأولى منذ عقدين، على أن تستأنف الرحلات الجوية بينهما، الأربعاء القادم.

وكتب وزير الإعلام الإريتري، “يماني جبر مسكيل”، بدوره على (تويتر)، بعد وصول “أفورقي”؛ “كيف يستطيع المرء أن يجد الكلمات المناسبة لوصف كثافة المشاعر الشعبية التي استحوذت على كلا البلدين، وعمق وأهمية التغيرات الواعدة الجارية في المنطقة”.

وذكرت هيئة الإذاعة الإثيوبية الرسمية أن زيارة “أفورقي” تستغرق ثلاثة أيام؛ سيتم خلالها إعادة فتح السفارة الإريترية ويقوم الوفد المرافق بزيارة مجمع صناعي، ضمن برنامج يؤكد على أهمية استعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية.

وتعتبر “إثيوبيا” و”إريتريا” من أفقر البلدان الإفريقية. لكن “إثيوبيا” حققت نموًا اقتصاديًا فاق 10% في السنوات الأخيرة، وهي تسعى إلى خيارات أكبر لوارداتها وصادراتها عبر مرافيء في “الصومال” و”إريتريا”.

أكثر البلدان عزلة وقمع..

يحكم “أفورقي”، إريتريا، منذ العام 1993؛ وهي من البلدان الأكثر عزلة وقمعًا في العالم، فتبرر سجن معارضين والتجنيد الإلزامي، إلى ما لا نهاية، بضرورة الدفاع عن النفس في مواجهة “إثيوبيا”، وهو ما اعتبرته “الأمم المتحدة” أشبه بالعبودية.

من جانبها؛ أشارت “منظمة العفو الدولية”، السبت، إلى أن السلام الجديد يجب أن يكون حافزًا للتغيير في “إريتريا”، حيث آلاف الأشخاص، ومنهم نشطاء حقوقيون وسياسيون معارضون، “يقبعون في مراكز اعتقال لمجرد تعبيرهم عن آرائهم”.

فقال “سيف مغنغو”، نائب مدير المنظمة عن المنطقة: “إن إنتهاء العداء مع إثيوبيا لحظة فرح للإريتريين، لكن يجب أن يعقبها إصلاحات ملموسة تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس وإنهاء عقود من القمع في البلاد”.

مضيفًا، في بيان، أن “إريتريا” هي أكبر سجن للصحافيين في القارة، وأن وسيلة الإعلام المستقلة الأخيرة لديها أغلقت قبل 17 عامًا.

ودعت “منظمة العفو الدولية”، أيضًا، إلى إنهاء “التجنيد الإجباري”؛ الذي يُعد سببًا رئيسًا لمغادرة مئات آلاف الإريتريين بلادهم.

فترة مقبلة حساسة لـ”تيغراي بادمي”..

وترى مديرة البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، “د. أماني الطويل”، إن وضع مثلث “بادمي”، في الفترة المقبلة، هو وضع حساس، نظرًا لرفض “التيغراي” الذين يسكنون “بادمي”، عودة السيادة الإيريترية عليهم بالإضافة إلى طبيعة الاتفاقات الاقتصادية المرتبطة باستخدام الموانيء الإيريترية والتي كانت سببًا في حدوث المشاكل بين الطرفين.

محاولة الاغتيال مؤشر على مخاطر المشهد الجديد..

كما يرى الكاتب السياسي اللبناني، “محمد قواص”، أن ما هو وردي في مشهد الإنفراج الإقليمي العام حول “إثيوبيا”؛ ما زال متعلقًا بشخص “آبي أحمد” وبقدرته على الدفاع عن حكمه وذاته وبرامجه، حيث أنه يعمل على رأس دولة ما زال عمقها يتحكم بمصير قمّتها، وقد نجح “آبي أحمد” في إزاحة رؤوس كبرى نافذة في مؤسسات الأمن والعسكر، بيد أن محاولة الاغتيال التي تعرض لها مؤشر على مخاطر المشهد الجديد في “إثيوبيا”.

وأضاف “قواص” أن الدولة العميقة، التي استندت خلال العقود الأخيرة على أقلية “التيغراي”، (6 بالمئة من عدد السكان)، تخلت عن رجلها “هايلي ديسالين”، وبدا أنها قدمت “آبي أحمد” البديل على مضض. وإذا ما كان “آبي أحمد” يدرك حساسية وضعه على رأس البلاد، ويراعي بدقة موازين القوى فيها، إلا أن القوى النافذة داخل الدولة العميقة ما زالت تملك أوراق الحل والربط، لا سيما في الملفات التي قد تهدد مصالح ونفوذ أصحاب المصالح والنفوذ.

مشيرًا إلى أنه لا يبدو أمر “إريتريا” في هذا الصدد بنفس مستوى التصعيد، حيث يمسك “أفورقي” نظام بلاده بيد من حديد. حكم الرجل في العقود الأخيرة متخلصًا من معارضيه، مقفلاً السبل أمام أي تعدد أو اختلاف. اعتبر العالم “إريتريا” بلدًا يخضع لديكتاتورية قاسية، لكنها ديكتاتورية جرى التعامل معها واستعمالها بماكيافيلية تامة.

ومع ذلك؛ يطرح أمر المصالحة مع “إثيوبيا” أسئلة حول دينامية نظام “أسمرة” المقبلة وطبيعة تأثره بمفاعيل الانفتاح مع الخارج. ولا ريب أن الحدث يعيد تسليط المجهر على شرعية نظام غرف كثيرًا من عقيدة عدائه لـ”إثيوبيا”، ويضع علامات استفهام حول مستقبل تلك الشرعية بعد زوال هذا العداء.

يوفر منفذ بحري لإثيوبيا..

وأوضح “قواص” أن الصلح قد يوفر مع “إريتريا” منفذًا بحريًا لـ”إثيوبيا” على “البحر الأحمر” من خلال ميناء “عصب” الإريتري الشهير. بيد أن ذلك قد ينعكس على طبيعة التفاهمات السابقة التي وفرت لأديس أبابا منافذ بحرية في “غيبوتي” و”الصومال” و”السودان”.

يعيد الحدث رسم الخرائط وسوْق المسارات بما يجعل من التطور الثنائي حدثًا إقليميًا دوليًا يغير القواعد الجيوستراتيجية التي سادت خلال العقود الأخيرة في المنطقة، وتصرفت المصالح الدولية وفقها. لكن الأبرز أن مقاربة “آبي أحمد” الجديدة قد تؤشّر على مغادرة “إثيوبيا” إطلالاتها على المصالح “الإيرانية-التركية-القطرية-الإسرائيلية” لصالح إستراتيجية أوسع في مقاربتها لمصالح “مصر” و”دول الخليج” ضمن مشهد دقيق ومحسوب، وقد لا يكون القصد هنا أن “إثيوبيا” تغير اصطفافاتها، بل أنها تستقيل من وظيفتها القديمة كبلد مستفيد بإنتهازية من تناقضات الدول وخلافاتها.

الحاجة الداخلية في إثيوبيا لترشيد النفقات العسكرية.. 

وقال الكاتب المختص في الشؤون الإفريقية، “عطية عيسوي”، إن تحسن العلاقات والمصالحة بين “إثيوبيا” و”إريتريا” بعد تواصل الحروب بينهما لأكثر من 20 عامًا، يأتي بسبب تولي قيادة إثيوبية شابة ذات فكر مختلف وتصالحية، متمثلة في وصول “آبي أحمد” للحكم في “إثيوبيا”، مشيرًا إلى أنه أعلن منذ اليوم الأول لتوليه السلطة استعداده لحل الخلاف مع “إريتريا”.

وأضاف أن أسباب هذا التصالح هو شدة الحاجة الداخلية في “إثيوبيا” لترشيد النفقات العسكرية والأموال الطائلة، التي تم انفاقها على الحشود العسكرية واستيراد الأسلحة، إذ تحتاج “أديس أبابا” للتنمية؛ خاصة استكمال بناء “سد النهضة”، متابعًا أن “إريتريا” تجاوبت مع الجهود الإثيوبية ومع مبادرة “آبي أحمد” لحاجتها الداخلية لتوفير الإنفاق على الجهد العسكري للتنمية الداخلية ولوقف طول مدة التجنيد الداخلي.

ضغوط شعبية لإنهاء الحرب..

وأوضح أن هناك ضغوطًا شعبية على الجانبين في البلدين لإنهاء حالة الحرب والعيش في سلام، بالإضافة إلى تدخل “الإمارات” وتذليل بعض العقبات بين الجانبين في طريق التصالح، مؤكدًا على أن المصالحة بين البلدين ستوفر تعاونًا في مكافحة الإرهاب في شرق إفريقيا، كما قد تشجع على تعزيز موقف رئيس الوزراء الإثيوبي مما يجعله يبادر بمرونة أكثر فيما يتعلق بـ”سد النهضة”.

مهدت لاتفاقات..

المتخصص في الشأن الإقليمي، “د. حسن أبوطالب”، يرى أن “إريتريا”، من جانبها، لديها أسباب مهمة للتجاوب مع أي خطوة إثيوبية لتحسين العلاقات. المعروف أن “أسمرة” كانت تُصر على إلتزام “إثيوبيا” الكامل بالانسحاب من “مثلث بادمي” والاعتراف بخط الحدود الذي توصلت إليه “اللجنة الإفريقية” برئاسة “الجزائر”، قبل أن يدخل البلدان في أي حوار يتعلق بتحسين العلاقات الثنائية. وحين أعلن “آبي أحمد” في بيانه الأول أمام البرلمان الإثيوبي، نيسان/أبريل الماضي، أولوية إصلاح العلاقة مع “أسمرة” والإلتزام بالخطة الإفريقية الأممية، أصبحت الكرة في الملعب الإريتري، وبالفعل تم تلقف الأمر بجدية، وبدأت الاتصالات تأخذ منحىً جديًا، مهدت لاتفاقات لإعادة الاتصالات والعلاقات الدبلوماسية وفتح الحدود والطيران والتبادل التجاري، وأن تستخدم “إثيوبيا” ميناءي “مصوع” و”عصب” الإريتريين وكلاهما مُطل على “البحر الأحمر”، وبما يسمح لأديس أبابا بمنافذ بحرية أقل كُلفة من استخدام مرافيء “غيبوتي” الأعلى كلفة.

فرصة للمشاركة في جهود الأمن الإقليمي والدولي..

وأوضح “أبوطالب” أن فتح المرافيء الإريترية أمام “إثيوبيا” يتيح للأخيرة فرصًا أكبر للمشاركة في جهود الأمن الإقليمي والدولي في “جنوب البحر الأحمر”، وفي مواجهة النفوذين التركي والإيراني المتزايد في القرن الإفريقي.

وأشارت بعض المصادر الصحافية الإثيوبية إلى قناعة “آبي أحمد” بأهمية أن يكون لـ”إثيوبيا” أسطول بحري، وهو أمر يصعب بناؤه في حالة عدم توافر مرافيء مفتوحة بلا قيود أمام حركة هذا الأسطول. إذا توافر هذا الشرط في الموانيء الإريترية يمكن لإثيوبيا أن تنشيء هذا الأسطول البحري. وهنا يتغير مفهوم توازن القوى في القرن الإفريقي.

ولفت “أبوطالب” إلى أن التقارب مع “أديس أبابا” يحقق لـ”إريتريا” بعضًا من المكاسب الإستراتيجية المهمة، إلى جانب عودة “بادمي” لسلطة الدولة الإريترية، وأن تصريحات الرئيس، “أسياس أفورقي”، في العامين الأخيرين، خاصة أثناء اشتعال الإضرابات الإثيوبية، توضح إلى حد كبير انشغال “أسمرة” باستقرار “إثيوبيا” واعتبار ذلك شرطًا جوهريًا لأمن “إريتريا” ذاتها وأمن المنطقة، وهو انشغال موصول بالرؤية السائدة لدى “حزب الجبهة الشعبية” الحاكم بأهمية أن يكون لـ”التيغراي” المسيحيين دور رئيس في تحديد مستقبل “إثيوبيا”، وهم الأقرب لـ”التيغراي” في “إريتريا”، والذين تشاركوا معًا في سنوات الكفاح ضد نظام “هيلا سيلاسي”، حتى إن بعض التفسيرات إنتهت إلى أن اهتمام “أسمرة” بموضوع “الهوية التيغرانية المسيحية” ربما يعكس قناعة بأن المستقبل الحقيقي لـ”إريتريا” يرتبط بالوحدة مع تيغرانيي إثيوبيا، في مواجهة صعود القوميات المسلمة في الإقليم.

رفض لتمدد النفوذ التركي..

القلق الإريتري من المد الإسلامي الراديكالي والعنيف في القرن الإفريقي، إرتبط أيضًا بالقلق من تمدد النفوذ التركي، والأهداف التي يسعى إليها الأتراك في “الصومال” و”السودان” و”غيبوتي”. وكثيرًا ما عبر الرئيس “أفورقي” عن رفضه لهذا التمدد التركي، مؤكداً إستنكاره لما سماه بالفلسفة المتنامية لفكرة “الإمبراطورية العثمانية” التي تحرك هذا التمدد العسكري المثير.

ويطول القلق الإريتري أيضاً بعض التحركات الإيرانية في المنطقة، وفي هذا تتوافق رؤية “أسمرة” مع رؤية كل من “المملكة السعودية” و”الإمارات”، اللتين تعملان على محاصرة هذه التحركات الإيرانية، وبما يتناغم مع الإستراتيجية الأميركية في إنهاك “إيران” ودفعها إلى التخلي عن إستراتيجية التمدد المذهبي الشيعي فكريًا وعسكريًا.

هذه الملابسات مجتمعة، وإن كانت تسهم في تسهيل بدء مرحلة جديدة في العلاقات الإريترية الإثيوبية، فإنها تكشف في الآن ذاته عن وجود عملية هندسة إستراتيجية تشارك فيها أكثر من دولة في الإقليم ومن خارجه أيضًا لبلورة خريطة قوى جديدة في القرن الإفريقي وفي “جنوب البحر الأحمر”. والمنطقتان معًا تهمان “مصر” ومصالحها العليا، وهو ما يتطلب متابعة دقيقة لما يحدث ولما قد يحدث، سواء سلبًا أو إيجابًا، لا سيما أن هناك في النخبة الإثيوبية من يعارض أي انفتاح على “إريتريا” للطريقة التي يرونها متعجلة والتي يدير بها رئيس الوزراء، “آبي أحمد”، الشأن الإثيوبي في الداخل والخارج معًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب