20 ديسمبر، 2024 9:18 م

سنعود بعد قليل …(( راجعيليكم ))

سنعود بعد قليل …(( راجعيليكم ))

لا اعتقد اننا نختلف كثيراّ حين القول  ان ديمقراطيتنا  انتجت الطائفين والمناطقييّن والظلامييّن  والمصلحييّن والمتطرفين ,و تقاليد متطرفة على السطح تحاول فرض نفسها بديل عن القانون , الطب من اهم المهن الانسانية التي عرفت منذ اول لحظة في الخليقة , استخدمتها  بعض الحضارات للدجل والشعوذة وقدسها الاسلام ليمتهنها  مشايخ القوم ونساء  الصحابة الاوائل يطببن جرحى معاركهم , ولم يمنع الاسلام ذهاب المرأة للرجل في حالات غياب الطبيبة او الحالات الطارئة وحتى في حالات الولادة الحرجة , التطرف الفكري الدخيل والمتقولين على الاسلام ’ حاول دعاتها بمنابرهم في السعودية الدعوة لعزل مستشفيات النساء عن الرجال وهذا ما واجه  الصعوبة في توفير ذلك وان توفر فكيف يتم العمل لمعالجة الاطفال واغلب اختصاصها أطباء  ومرافقي الاطفال هنّ الامهات وان كان المفروض   العزل في الاسواق والاماكن العامة وهذا مستحيل , هذه الافكار تنم عن سوء نية وغياب الثقة والشكلوكبالنفس , انسانية الطب تنتزع منها الغرائز وبعض الدول تفرض الابتسامة للعاملين فيها بوجه المريض ومجاملته . انهيار القانون واعتقاد البعض  ان الحياة مرهونة بعمل الطبيب وانه يتحمل  الوفاة وإن لم يخطأ ومطالبته بالرضوخ للفصل العشائري  واكثر ما عانى من ذلك اطباء التخدير وادى الى العزوف وجلب اطباء هنود بدلاّ منهم ,  في احد الانفجارات كنت في طواريء  احد المستشفيات وحدثت ثلاثة انفجارات متزامنة ووصل  الى المستشفى ما يقارب 150  جريح اغلب اصاباتهم خطيرة ,  استدعي كل العاملين والبعض جاء مسرعاّ من البيت لأن الحادث بعد الدوام ,  وبعد دقائق هرع الاهالي لمحاولت البحث عن ذويهم بين الجرحى وفي ردهة الطواريء والممرات الممتلئة من شدة  الانفجار واحدث ذلك الارباك الكبير ومنع العاملين من القيام بواجبهم , فحاول الحراس ابعاد المرافقين ومنع الدخول لمنع من يندس بين الجموع وبين  هذا التدافع سقط عقال احدهم وكان ابنه في حالة خطيرة جدا , بدأ برفع الصوت واستدعاء كل ابناء العشيرة في لحظة ليطوقوا الطواريء والبحث عن الشرطي لطلب ( الكوامه ) ومحاولة لاقتحام المستشفى والافتصال منه , , ضجة كبيرة حدثت وتسارع الادارين والضباط ومدير المستشفى بالتوسل من ( الشيخ  المزعوم ) والقول له ( احنه بيا حال ) , الا إنّ العصبية جعلتهم يرابطون لساعات منتظرين خروج الحارس لرد شرف وكرامتة العشيرة وتركوا ابنهم الذي نقل الى العناية المركزة لأصابته بالرأس والصدر , الملفت للنظر ان العاملين رغم الكلمات القاسية التي اسمعها إياهم لم يتركوا التعامل بمهنية وتحضر  في اسعاف مريضة وان كرامتهم لا قيمة لها دون انقاذ حياته ’ ماحدث من هجوم مسلح على لاحد مستشفيات مدينة الصدر بعد قيام الطبيب بقياس الضغط  زوجة احد ساكنها   الذي قام بالضرب للطبيب ومن ثم استدعاء بقية المسلحين والتراشق مع  الحراس ودخول المستشفى وتحطيم على اجهزة الطواريء , الديمقراطية التي يعتقد البعض انه اعتنقها عن فهم كامل وانها حرية مفتوحة وانها تسخير لخدمته على حساب الأخرين وليذهبوا البقية  للجحيم , وهذا مافعله المسلحين حينما لم يكتفوا بذلك الفعل وإنما العودة مرة اخرى وارسال اوراق تهديد للعاملين مكتوب عليها ( راجعيلكم ) , مهددين بذلك حياة الملايين من المنتفعين من المستشفى الرئيسي في مدينة الصدر في حال هروب العاملين به خوفاّ على حياتهم ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات