22 نوفمبر، 2024 6:00 م
Search
Close this search box.

خير الكلام

تمضي الايام ثقيلة وصعبة يملئها التشنج والتوتر والانفعال المصحوب بتراشق كلامي يصل أحياناً الى مستوى الابتذال من خلال السب والشتم والكلمات النابية التي يندى لها الجبين (يعني ميلبس عليها لباس)
كما يقول المثل الشعبي العراقي ,وقد يتصاعد الموقف الى ذروته فتتحول هذه الاحاديث والنقاشات الى نزاعات جدية حقيقية وما أكثر الهموم والمشاكل والافرازات السياسية والاجتماعية وحتى البيئية والصحيةالتي تجثو على صدور العراقيين والتي تترك ضلالها القاتم على الشارع والبيت والدائرة ( انتخابات ,تزوير النتائج , العد والفرز , كأس العالم , صراع مسي ورونالدو , الحمى النزفية ) وهكذا تطول القائمة بعد انمل المواطن من مواضيع الفساد والرشوة وداعش وانعدام الخدمات وصلافة ووقاحة الحكومة وتجاهلها وعدم أكتراثها للشعب طالما نحن مشغولين بالكلام فحسب (بياعي كلام) وبدون فعل حقيقي على الأرض.
ورغم الظروف الاستثنائية (وما أطولها) وجور الزمان وظلم السلطان يرافقها والحمد لله أجواء حارة ومتربة أحياناً بغياب الكهرباء وشحة الماء وانعدام الخضراء يتحلق العراقيون حول طاولات المقاهي وعلىنواصي الشوارع وفي بيوتهم يتبادلون النقاش ويتجادلون الى حد التقاطع الحاد .اما الوجه الثاني للواقع المرير هو صفحات التواصل الاجتماعي والتي حولوها بتبادل السباب والتسقيط الشخصي الى صفحات لا تواصل , وتتعدد وتتنوع الافكار والرؤى على مواقع شبكة الانترنت ومن المؤكد أن لا ضير في ذلك بل على العكس هذه سنة الحياة بالوانها وأطيافها الزاهية الملونة …ولكن نطالع الكثير من الافكار التي تنم عن جهل مطبق وسذاجة ناجمة عن التصحر الثقافي والعلمي وقلة الوعي يحاول مطلقوها ومروجوها فرضها علينا رغم تفاهتها وسطحيتها يساعدهم في ذلك سهولة وسائل انتشار الافكار والمواضيع عبر وسائط متعددة باتت متداولة بأيدي الجميع ولو أحسن هؤلاء فهم الموروث الثقافي بشقيه الديني والعلماني حيث تقول الآية الكريمة ( وما يلفظ من قول ألالديه رقيب عتيد) لعلموا ان المثقف العاقل يحفظ لسانه وقلمه عن كل كلام يشوه الحقائق وينتهك الحقوق ويخدش الحياء وليستذكروا قول الرسول ألاكرم (من كان يؤمن بالله واليوم الاخرفليقل خيراُ او يصمت ) ومن ىسمات الحكماء والعلماء والمثقفين الذين يقفون على أرضية صلبة وثراء علمي وادبي هوالهدوء والصمت والترفع عن الصغائر ولعل مقولة سيد البلغاء علي (ع) المعروفة (اذا تم العقل نقص الكلام ) ويقال نقلاً عن السلف الصالح ( اذا اراد أحدكم الكلام فعليه ان يفكر بكلامه فاذا ظهرت المصلحة تكلم وأن شك لم يتكلم ) وانا هنا لا أدعو للصمت والسكوت عن الحق وأنما هي دعوة صادقة لاحترام الذات ومعرفة الامكانيات ووضع الناس في منازلهم ومراتبهم دون تهويل وتطبيل ومناكفات على حساب الحق والاستماع للكلام الخير المفيد والتعامل به فاكتبوا ما هو خير لكم ولنا .

أحدث المقالات