بعد مقدمة كتابي الأول في نقد الدين «الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل»، جعلت تمهيدا، يوضح المنهج المتبع في الكتاب، أدرجه هنا بخمس حلقات، مع بعض الحذف والإضافة.
هذا كتاب يتناول العقائد، ليس ككل كتاب، فهو يمتاز بأنه:
لا يبحث قضية الإيمان دينيا، ولا وجدانيا، ولا علميا، بل فلسفيا.
يؤصل مرجعية العقل.
لا يدعي اليقين إلا في الواجبات العقلية – فيما أراه كمؤلف – واجبا عقليا.
يعتمد الظن في كل ما هو ممكن، إذا ما آمن من آمن بذلك الممكن على مستوى المفهوم.
ينظر إلى الأديان بحيادية وتجرد، وينتهي إلى نفي نسبتها إلى الله، مع تأكيد احترامه لقناعة الناس بعقائدهم.
يحاول أن يؤسس لمساحة من الأسس المشتركة لكل العقلانيين الإنسانيين، سواء من أتباع الأديان، أو الإلهيين اللادينيين، أو الملحدين أي اللاإلهيين، أو اللاأدريين الإلهيين، أو اللاأدريين الدينيين.
يدعو الدينيين (لاسيما المسلمين) العقلانيين لدراسة إمكان تجاوز التمذهب بالمعنى الأخص، واعتماد الإسلام اللامذهبي، باعتماد العقلية والتأويلية والظنية.
يدعو الدينيين العقلانيين إلى اعتماد تأويل نصوص الدين الذي يؤمنون به لما ينسجم مع العقل الفلسفي والعقل الأخلاقي.
يرفض كلَّ فهم ديني لأيِّ دين، وكلَّ دين، يتقاطع مع ضرورات العقل الفلسفي والعقل الأخلاقي.
يؤسس لمنهج في ترتيب الأثر على الإيمان الظني بالدين لمن يريد اعتماده، رغم قطعي كمؤلف في نفي الدين.
ينفي التلازم – دون نفي إمكانه مفهوما – بين الإيمان بالله من جهة، والإيمان بدين على وجه التحديد من جهة أخرى، ويطرح للمناقشة التفكيك بين الإيمان والدين من حيث الإمكان العقلي المحض، وما يترتب على التفكيك من موقف عملي.
هو في بحوثه كتاب إثارات عقلية، أكثر من كونه كتاب أحكام نهائية، والسبب ببساطة لأن عقيدته المعتمدة ليست بدين، وتبقى بالتالي معارفه نسبية، وتشمل النسبية حتى مقولة نسبية المعارف.