حبذا لو رعت “العتبة الحُسينيَّة” باسم أبي الأحرار ثائر كربلاء، أهل الدّار الأولى بحمل حمله مِن “مركز Pulitzer لتقارير الأزمات الأميركي” مانح جوائز للخدمة العامّة برعاية جامعة Columbia University in the City of New York، مِثل خِدمات تقارير تقرير الصَّحافية «عليسة سو Alice Su» (يمكن عبر موقع التواصل twitter مُتابعتها: aliceysu@).
https://kitabat.com/2018/07/06/السَّيِّد-sayyid-المَرجـِع-teacher-reference-الْأَعْلَى-supr/
في تاريخ الدَّولة الاُمويَّة اتخذَ الخليفة سَيّافاً يُنادى بأبي الرَّيّان، واتخذَ الخليفة الرَّشيد العبّاسي، أبا هاشم (مسرور) سَيّافاً، تيمُّناً باسمه مسرور برزاني!. مُقيمة Alice في العاصمة الأردنيَّة عمّان، تقريرها نشره الجُّمُعة موقع “Atlantic” الأميركي، أحد التقارير الَّتي تُركًز على قضايا الهجرة والدِّين والشَّرق الأوسط، عن تأثير العلمانيين الشَّباب. اُنموذجان: خلدون صالح وريّان الحديديّ في مُنتدى الكتب، مقهى مفتوح حديثًا في الموصل، أخبرَ الحديديّ عن مجموعة facebook تضمّ آلاف الأعضاء، ينتقد فيها العراقيون قصص القرآن وأقوال النبيّ، وينشرون المُذكّرات ساخرون من الأُصوليَّة جنباً إلى جنب مع الفساد السّياسي وعدم الكفاءة. سُكّان الموصل لديهم بلا شك المزيد من المساحة لقراءة وفهم وإستجواب عقيدتهم أكثر مِمّا كان لديهم مُنذ سنوات. قرب مُنتدى الكُتب، يُدير حُسام الدِّين البالغ مِن العُمر 37 عامًا متجرًا لبيع الكُتب كان مفتوحًا مُنذ عدَّة أشهر فقط. كانت عائلته تملك في السّابق مكتبة في البلدة القديمة في شارع النَّجفي. عندما اكتسب تنظيم القاعدة السّلطة في الموصل بعد عام 2003م، كان عليهم إخفاء كُلّ ألقابهم العلمانيَّة. ظلوا يبيعون في الغالب النصوص السُّنيَّة الأُصوليَّة، رُغم أن حُسام الدِّين احتفظ دومًا بنسخ قليلة مِن الكُتب التي كتبها George Orwell و Karl Marx للبيع تحت الطّاولة. بعدأن تولّى داعش السّلطة، تمَّ إغلاق المحل، وعندما اندلعت المعركة ضدَّ داعش في الموصل، تمَّ تجريف شارع النَّجفي ومحوُه مِن الأرض. في متجر حُسام الدِّين الجَّديد، الأعمال الأكثر شعبيَّة – خاصَّةً بين القُرّاء الأصغر سناً – أعمال المُلحدين Richard Dawkins و Stephen Hawking. كما أنه يحمل أعمال Friedrich Nietzsche و Jean-Jacques Rousseau والفرنسيّ Michel Foucault وفلاسفة غربيين آخرين تم حظرهم إلى حد كبير لسنوات، على حد قوله للجّالية العِراقيَّة وخطوط صوتها الحمراء: “في الماضي… كان الإرهابيون يتحكمون. كانت هناك حدود وخطوط حمراء. لقد عرفنا ما تمَّ منعنا مِن التفكير فيه. الآن، كُلّ شخص في الموصل يبحث عن شيء جديد!” لكن هذه الموجة مِن العلمانيَّة لم تلحق بالسّياسة العراقيَّة. قبل أُسبوع مِن أوَّل نتخابات ما بعد أيار في العِراق، ظهرت يافطات الحملات الانتخابيَّة في الموصل بزخارف دينيَّة صريحة، وكثير مِنها يستخدم الصُّور الشّيعيَّة. “تحدثت مع خلدون صالح 20 عام عند نكسة استيلاء داعش على الموصل في 10 حزيران 2014م والحديديّ في المقهى في الموصل، كانت إحدى الميليشيات تقوم بتظاهرة في الخارج. قام الشُّبّان المُدجَّجون بالسّلاح باستعراض في الشَّوارع بناقلات الأفراد المُسلَّحة، يُلوحون بالبنادق ورايات الحملات الانتخابيَّة. مِن الموصل تعرض Alice قصَّة ريّان الحديديّ الّذي “كان في الثامنة عشرة من عمره عندما فقد إيمانه. كان ذلك في تموز2006م، وكان في طريقه إلى المدرسة عندما تعثر أمام حشد تجمَّع قرب مسجد محلّي. كانت المجموعة التي تتألف في معظمها من زعماء المساجد والمُصلّين وقد حاصرت رجلين مُتهمين بالتطوّع مع قوَّة الشّرطة العراقيَّة التي اعتبرها الكثيرون دُمية للاحتلال الأميركي. مُسلَّحون مِن القاعدة يُلوّحون بأسلحتهم، يستعدون لإعدام الرّجال، بينما كان الحشد يصرخ “الله أكبر“. حدّق الحديديّ في الرَّجلين، عند اتصاله بالعين بأحدهما قبل أن يتمّ إطلاق النار عليهما، كان قد ابتعد عن ايمانه الدِّيني “لم أستطع نسيان هذا، أبدا”. يقول الحديديّ عندما التقى مع الصّحافيَّة في مقهى على الجانب الآخر مِن الشّارع من جامعة الموصل. ومثل العديد مِن العرب في الموصل، نشأ سُنيّاً مُحافِظاً مُواظِباً على الصَّلاة بانتظام. كان الإسلام هُويَّة ثقافيَّة موروثة بقدر ما كان مُخططًا لإحقاق العدالة وحياة أفضل بموجب قوانين الله، وهربًا مِن سلطويَّة صدّام وفوضى عراق ما بعد الغزو. قبلت عائلته، مِثل مُعظم الآخرين في الموصل، بكلمة القرآن دون سؤال. لكن مشهد الإعدام ظلَّ يُطارد الحديديّ. فبدأ يقرأ الفلسفة والتاريخ والكتابة التي كانت تنتقدالإسلام – أشياء خطيرة شاركها مع عائلته المُحافظة، التي قطعت الاتصال معه في نهاية المطاف. و“قد أخبرني الحديديّ، الذي صرخ رافضاً التطرّف الذي شهده، أنه بدأ العمل مع القوّات الأميركيَّة، ما أدّى إلى تهديدات بالقتل مِن قبل المُسلَّحين. هرب إلى تركيا عام2011م، حيث انتقل إلى وسائل الإعلام الاجتماعيَّة للكتابة عن أوجه القصور في الإسلام السّياسي“. عام 2017م، بعد تحرير الموصل، عاد الحديديّ إلى العراق. ما أثار دهشته أنه وجد فرصة آمنة للتعبير عن مشاعره الشَّخصيَّة عن الإسلام بصوت عال “قرأت عن حياة محمد بطريقة غير مقدسة. لقد اكتشفت أنه واحد مِن أسوأ الناس في العالم على الإطلاق“، قال الحديدي. لقد انزعج من قصص مِثل تلك التي وردت في حديث البُخاري، مجموعة مِن الرّوايات عن محمد، رددت قصَّة مذبحة قبيلة يهوديَّة، وزواج محمد من عبدة تبلغ مِن العُمر 17 عاماً بعد أن قتل والدها وزوجها “كيف تنام امرأة مع رجل قتل عائلتها؟ المُسلمون يعرفون هذه القصَّة ويبررونها بقولهم أن هذه الفتاة ستفتخر بأن النبي سيتزوجها“، قال الحديدي. كانت العديد مِن القصص الدِّينيَّة التي لم يستطع الشّاب تحملها، حكايات عن الحرب المُقدَّسة والتطهير العرقي “قبل ذلك، لم أتحدث أبداً عن هذا. لم استطع انتقاد أيشيء… نحن نتحدث دون خطوط حمراء الآن“. الحديدي ليس وحيدا في دوره ضد الدين. واليوم، بعد ما يقرب مِن عام واحد مِن تحريرالموصل مِن داعش، تتجمَّع مجموعة مُتزايدة مِن الشَّبيبة العراقيَّة مِن أمثاله في المكتبات التي اُفتتحت حديثًا والمقاهي، وفي facebook، يتحدثون بحُرّيَّة عن العلمانيَّة والإلحاد وحاجة وطنه إلى مُؤسَّسات غير طائفية. في حين أن نفوذهم محدود، لكن إحباطهم من السّياسة الطّائفيَّة يحكي اتجاهاً أوسع في جميع أنحاء العراق، الَّذي خربته 15 سنة مِن الحرب والإرهاب، حيث ما تزال الجثث المُتعفنة والألغام غير المُنفجرة مُلقاة على الحطام المُروّع مِن المعركة اليائسة ضدَّ داعش. ما لم يتمكّن هؤلاء الشَّباب ترجمة أحاديثهم إلى أصوات وإصلاح السّياسة العراقيَّة، فإن البلاد قد تعود إلى نفس الدَّورة مِن السّياسة القائمة على الدِّين التي فسحت المجال لصعود التنظيم الإرهابي. د. قصي الشيخ عسكر:
“يا ابن التي وَدَّت تعمر مسجدا * فيه تضمّ غرائب الأطوارِ
مِن كُلّ مِئذنةٍ رأتها فيشة * او كُلّ سارية كأير حمارِ
حبلت به مِن ألف أير إنمَّا * لفظتهُ مِن دبر مع الأقذارِ!”.
الثورة الشَّعبيَّة اللّيبيَّة أطاحت بانقلاب القذافيّ العسكريّ اللَّذي فرَّ بعدَ أن فرَّطَ بريع النِّفط في عبثهِ العدَمي وأوجدَ مُسميّات بديلة لتقويم شهور سنوات تسلّطه، وفي الجّوار ثورة 25 كانون الثاني يناير الشَّعبيَّة المصريَّة المغدورة أطاحت مُؤقتاً بانقلاب 23 تُمُّوز 1952م العسكريّ السّلمي. الأُستاذ فاروق جويدة، في زاويته في صحيفة «الأهرام» القاهريَّة، حذرَ من إطلاق الأسماء الأعجمية على شوارع العاصمة الإدارية الجَّديدة. شارع النيل الرَّئيس ترجمة للاسم الإغريقي «نيلوس» لابدَّ أن يكون «شارع النهر» كما هو على نهر الفرات Euphrates العذِب في مُحافظة المُثنى جَنوبيّ وادي الرّافدين العريق، الَّذي سعى الفساد المُستشري لإفساد ومَسخ اسمه الأصل، باسمٍ ينبو ويخبو و“ يحيى يموت ”:
لَوْ نبا لفظُكِ إنشادي خبا * ليُناجيكِ بهَمْسٍ خفِـرِ
نادى مِنْ قبلُ ومِنْ بعدُ يَحارْ
ومساراهُ السُّرى ثُمَّ النَّهارْ
جدوَلٌ لَوْ خالَطَ أمواجَ البحارْ
أمسَكَ صوتي وصيامي وَجبا * ونُهى الأسحارِ أندى الشَّجَرِ
يا غديرَاً جَزْرُهُ لَوْ عادَ مَدْ
رَوْحُ للرُّوحِ لهُ الذِّكرى ترُدْ
وقديمٌ مُبهِرٌ خدٌّ وجَدْ
سبباً كانَ حسيباً نسَبا * مُنذُ آدَمْ لِتنائيْ البشَرِ
والتَّنائيْ سببٌ للنَّصَب
حسباً، نسباً مَتَّ للعربِ
سيرةٌ تشتبكُ في الكُتُبِ
ابنُ آدَمْ حاكى إرثاً كسبا * قتلَ هابيلَ بدعوى القدَرِ
ليسَ قابيلَ وجَور العَدَمِ!
مَنطِقٌ يقبلُهُ عَقلٌ ظَمي
يا فُراتاً عَذِباً كالمَبسَمِ
كَفَّنَ الضَّوءُ جُسوراً سببا * ليلُ والخيلُ بسيرٍ ضَجـِرِ
خبباً يعدو بقلبٍ واجفِ
واثقُ النبرِ صهيلُ الهاتفِ
كالأمانيْ وافتئاتِ الـرَّاجِـفِ
يرشفُ طَيْفَاً لمُهْرٍ لَوْ كبا * جَفنُهُ وَسنانُ تحت القمرِ
كفُّ موسى أبيضٌ لا حافريْكْ
مدَّ وَحياً شاردَ الطَّرف إليكْ
أغمضَ مُقلتيهِ عن حالَتيكْ
يفنٌ (يحيى يموتُ) ناشبا * نابَهُ لَزَّ بلَمْزٍ أشِرِ
لَوْ نبا لفظُهُ والشِّعرُ أبى * قبُحَ مُعتلٍّ كفيف البصَرِ
كَرَمٌ في صمتِ شِدقيهِ لنا * ليتهُ أضرَسَ كَرْمَ العِنَبِ
كنقيقِ ضِفدعٍ للقمرِ
ضَحِلٌ مِثلُ سَرابٍ كَدِرِ
نافِخاً ضَعفهُ عندَ الـسَّـحـرِ
قبلَ أنْ يهتكَ عينيهِ العمى * فهمَ (التعليق) نقّ الكَذِبِ.