في زمن النظام البعثي المباد عمدت الاستخبارات الصدامية على استخدام نظرية إشاعة الامل بين المواطنين عبر الترويج لرفع الحظر الاقتصادي عن البلد بين فترة واُخرى من اجل زراعة التفاءل المفبرك داخل العقول
وبعد انتهاء حقبة الحزب الواحد الحاكم و دخول ضمن عصر التطور التكنولوجي في العراق تحولت تلك الإشاعة الى سلاح فتاك وبدأت اتنتشر بشكل مخيف بين اروقة البيوت وحتى بين القبور المهجورة واخذت تأخذ حيزا كبير في تأثيرها على الواقع السلم المجتمعي والامني والاقتصادي والسياسي والديني
والمثير في الامر ان انتشار تلك الشائعات بين عموم أفراد المجتمع بشكل مدهش ولا يتعدى ذلك احتراق عود الثقاب ويرجع ذلك بفضل وسائل السوشل ميدىا في نقل تلك الاخبار الكاذبة بوقت قياسي ووفرت هذه الأدوات فرصة كبيرة لمروجيها والجهات المستفيدة من اجل صناعة الذعر بين المجتمع
الأسبوع المنصرم انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك ) إشاعة خبر تحرير المخطوفين الستة من سطوة عصابات داعش الإرهابية في عملية نوعية بالمناطق الواقعة ضمن الرقعة الجغرافية لمحافظة كركوك وبعد ان استيعابها من قبل الجمهور ، ظهر رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال مؤتمره الصفحي محذّرا من مغبة تصديق الاخبار الغير دقيقة بشان الإفراج عن المختطفين
وفِي المحصلة فان الإشاعة أصبحت اخطر من حجم الاعمال الإرهابية كونها تقرب البعيد وتبعد القريب وتحول الخراف الى ذئاب مفترسة وتغير الصحراء القاحلة الى حدائق مذهلة وان مسوقوها ليسو باشخاص عادين لذا يتطلب من الجهات التنفيذية والأمنية المتخصصة انشاء مركز عالي للقضاء على حرب الإشاعات الهدامة بشكل متطور يتناسب مع حجم التحديات التي توجه الدولة خلال المرحلة الحالية