تتسارع الاحداث ويسعى كل طرف سياسي بالعمل على احتواء الغصم ومن خلال التوجيهات الصادرة من خارج الحدود، فبعد عملية الانتخابات (الهزيلة) والتي عليها ما عليها من تحفظ ورفض، يحل علينا شهر تموز بحرارته المعهودة ، مع اضافة حرارة حمى نتائج الانتخابات.
فتحالف الصدر مع العامري والعبادي وسعي ائتلاف الخاسرون الى قطع الطريق امام تشكيل الحكومة القادمة مع الاشارة الى الرسائل التي يرسلها كل طرف الى الراعيان الاساسيان للعملية السياسة في العراق وهما (امريكا وايران) ، حيث يسعى كل طرف الى كسب (ود) الراعي الامريكي وكذلك الراعي الايراني من خلال التصريحات العلنية والاشارات المبطنة المرسلة من خلال السفراء والوسطاء.
الا ان الاستقراء المعمق للوضع يظهر بعض التناقضات والتقاطعات التي سوف تؤدي الى انهيار كلا الائتلافين، ائتلاف الفائزون وائتلاف الخاسرون، حيث ان التدخل الخارجي (خارج حدود الراعيان الاساسيان) ، مثلا تركيا وقطر والسعودية (في بعض الاحيان) يؤدي بطبيعة الحال الى خلط الاوراق وتبدل المواقف بين حين واخر.
حرب سوريا في طريقها الى الحل بعد التفاهمات الاخيرة التي جرت بين الرئيس الروسي والرئيس الامريكي، وبعد المساومات على الملف النووي الكوري ورديفه الايراني اللذان كانا سلاح روسيا المتقدم ، فقد اتضحت الصورة للمرحلة القادمة والخارطة الشاملة للازمات التي ستحل على شعوب المنطقة وصفقة الشرق الاوسط الكبرى القادمة.
الملف الايراني وبالاخص بعد اجتماع مجموعة (7+1) على هامش لقاءات مجموعة السبع الكبرى ، وبحديث الرئيس الفرنسي ماكرون على ضرورة عدم الانجرار خلف (المغامرات) الامريكية في الشرق الاوسط من اجل مصانع الاسلحة الامريكية ، والذي سلط الضوء على احدى مخططات ترامب ، والذي قال بصراحة ان هنالك ثروات (زائدة) في الشرق الاوسط، يجب ان تكون تحت يد العم سام.
اقول ان الملف الايراني اصبح على الواجه وهو الان على الطاولة، وبزيادة العزلة والحصار الامريكي ، فأن ايران لن تقف مكتوفة الايدي تنتظر مصيرها كما فعل صدام، فأن لوبي الولي الفقيه واداة التنفيذ سليماني وبالتنسيق مع مخابرات بعض الدول التي تعمل في العراق، اضافة الى تقديم الدعم المعنوي والمادي من خلال نقل العملة الصعبة من العراق الى ايران اضافة الى ان يكون العراق سوقا للمنتجات الايرانية ، فان الوضع مرشح ان يكون قاسيا على الشعب العراقي ، من خلال
تاجيج نار الطائفية،
عملية سياسية متوقفة،
اشغال المواطن بالخدمات والمشاكل الاقتصادية (ضرائب، خدمات، بطالة…..الخ)،
عودة تدريجية للمجاميع الارهابية،
اغتيال عددا من الشخصيات ولا استبعد بعض الفائزين بالانتخابات.
وبهذا تسعى ايران الى اشغال الشارع العراقي اولا، وسحب البساط من تحت اقدام العم سام في العراق، ولذا فأن دور العربية السعودية وتركيا يبرز خلال هذه الفترة من خلال محاولة تحجيم دور ايران في العراق وكسب حلفاء ايران الكلاسيكيين .
اللاعب الامريكي والموظفين التابعين له مدركين لهذه الحالة، ولديهم (plan B) ، حيث يدرك الجميع ان الشعب العراقي ومنذ فترة اخذ يقارن بين حال البلد في عهد المقبور صدام والوضع الحالي (الا ان الحقيقة ان الوضع سيان، في السابق كانت امريكا تعمل من خلال صدام اما الان تعمل من خلال عملاءها)، وتسعى امريكا وفي حال فقدان السيطرة على الوضع الى اللجوء الى الانقلاب العسكري (النظيف) او الثورة البيضاء، من خلال مجموعة من العسكر وقادة الفرق يسيطرون في ليلة واحدة على مقاليد الامور وتعلن حالة الطوارى ويتم تعطيل الدستور ويدخل العراق في (الحالة الثورية- مجلس قيادة الثورة) وبالطبع فان العملاء يتم اخراجهم في تلك الليلة من العراق لينعموا بالاموال التي سرقوها على مدى 15 سنة.
في الوهلة الاولى يبدوا ان هذا احد افلام الـ (Box office) في نيويورك ، غير ان المتتبع للحالة العراقية يجد ان الوضع العراقي وبجميع الاحوال مرشح للاسوء ، ولا توجد أي فسحة ان يكون هنالك حل جذري للوضع.
نعم بغياب الدور الحقيقي للشعب العراقي فان جميع المخططات امريكية كانت او ايرانية سوف تجد طريقها الى التطبيق، فان الشعب يمتلك زمام تغيير الوضع والوقوف بوجه أي مخطط وقلب الطاولة على جميع العملاء، ولكن للاسف فان الشعب (او الاغلبية) قد انطلت عليهم التصريحات ودخلوا في اللعبة من حيث يعلمون او لا يعلمون واصبح البعض منهم بيادق على لوحة الشطرنج تحركهم ايادي الخارج.
ارجو ان يكون القادم افضل من الحاضر … احلام يقظة ارجو ان تتحقق.