سلمى حايك , نجمة السينما الشهيرة بلغت ثروتها سبعة مليار دولار كما صرحت هي لوسائل الأعلام موخرا ً . هذي الثروة لم تهبط عليها من السماء إذ لم تكن هي نائبة في برلمان ٍ فاسد ٍ إنما جنت ثروتها بعد أكثر من ربع قرن تكدح تحت الأضواء ثم أكتملت غبطتها بعد إقترانها من ملياردير فرنسي ضخّم من ثروتها لتؤكد بعدها أن ما من شيء في هذا العالم لا تستطيع الحصول عليه . أما الملياردير الأخر فهو نجمنا الصاعد بهاء الأعرجي الذي بلغت ثروته سبعة مليار دولار بالتمام والكمال هو الذي يفتقر إلى مواهب سلمى حايك الفنية ولا يملك بالطبع جمالها الصارخ ولا أنوثتها الطاغية , ولم يقترن بمليارديرة تهبه مالها لتتضخم ثروته بهذا الشكل الجنوني الذي يفوق الخيال . فمن أي سماء ٍ هبطت الثروة فجأة على نائبنا الهمام وكيف تفتحت له خزائن هارون وقارون هو الذي كان يبيع كارتات الهواتف كما يؤكد على ذلك معارفه من اللاجئين حين كان هو لايزال لاجئا ً في مدينة الضباب ؟ الحقيقة تبدو المقارنة ظالمة مابين نجمة ٍ سينمائية ٍ بشهرة وجمال الحايك وشخص من شاكلة بهاء الأعرجي لكن الأكثر ظلما ً هو أن يكون لشعبنا الأكثر بؤسا ً وعوزا ً حتى بين الشعوب الفقيرة , رجالا ً يمثلونه في البرلمان مثل الأعرجي وأقرانه . السؤال الذي يطرح نفسه الآن وبقوة , إذا كانت ثروة نائب واحد بلغت سبعة مليار دولار فكم ياترى هي ثروة الثلاثمائة وعشرين نائبا ً عراقيا ً إنتخبهم الشعب ليحفظوا له حقوقه ويصونوا له ثروته من نهب وفساد رجال الحكومة ؟ المضحك والمبكي في الأمر لو علمنا بأن هذا النائب يرأس هيئة برلمانية تكافح الفساد والإنكى كونه قيادي بارز في تيار يدعي تمثيله فقراء أهلنا في الجنوب . السؤال الآن ماذا عن ثروة رئيس الوزراء وباقي الوزراء وقادة الأحزاب والرموز في دولة الطوائف العراقية ؟ لابد من القول بأن الأعرجي لم يفصح عن ثروته كما فعلت سلمى حايك بشفافية تليق بنجمة محبوبة , ترك الآخرون يتحدثون عنها كمن يكشف عن فضيحة . نوابنا الأشاوس صدعوا رؤوسنا طويلا ً بالشفافية وأمطروا علينا مفردات النزاهة والصدق ومكافحة المحسوبية قبل أن نتعرف على حقيقتهم ونتأمنهم على مال الفقراء , كيف إذن يعرف شعبنا المنكوب والمنهوب كم يملك من الثروة وأين تذهب تلك الثروات وكيف ؟ سمعنا بأن رئيس الوزراء نوري الماكي يعتزم بأن يقترض مئة مليون دولار من البنك الدولي , لا أدري لماذا لا يحاول الحصول على قرض من النائب بهاء الأعرجي الذي أورثته دولة اللاقانون سبعة مليار دولار؟ كم مولدة كهرباء وكم مدرسة ٍ ومشفى وكم مصنع ٍ نستطيع أن نبني بمثل هذا المبلغ المنهوب من دم الفقراء ؟ الغريب كيف مرّ خبر إنكشاف ثروة النائب الأعرجي في ظل هذا الصمت المريب ؟ حتى شلش العراقي لم يثرّه أو يستفز قريحته هذا الأمر , إلى أي حد هي سائبة ثرواتك يا عراق ؟