لم تعد علامات التعجب , ولا الأستشهاد بتعبير ” العجب العجاب ” ليثيرا حالات الدهشة والإستغراب من هذه الحكومة المتشكلة من قادة احزابها , وبات المواطن لا يتفاجأ بكلّ ما لم يحدث من قبل لا في العراق ولا في غير العراق .! , فأذ ادرك الرأي العام العراقي والعربي برمّته ماهيّة واسباب إحراق صناديق الأقتراع , كما صار معروفا ومتوقعاً وربما منتظراً أن يعقب عملية الحريق والإحراق حدثٌ آخر وتحت ايّ سيناريو مهما كان رديئاً , وهو ما حدث بالفعل في اليومين السابقين حين تمّت عملية اسقاط اجهزة العد والفرز البايومتري وتهشّمها مما ادى الى مقتل واصابة بعض الموظفين العاملين في المبنى الذي تُحفظ فيه الصناديق , لكن أن تبقى الجهات المسؤولة وكأنها مشلولة الحركة ولا تعتبر مما حدث وقد يحدث فهو أمرٌ تعجز المفردات عن توصيفه , فقد لعبت المصادفة نهار امس أن انتبهوا حرّاس مبنى مخازن وزارة التجارة المخصص لصناديق الإقتراع بوجود مجموعة تتسلل عبر نوافذ هذا المبنى وهي تحمل كمياتٍ من البنزين ومن المواد السريعة الأشتعال بهدف حرق الصناديق الأخرى التي لم يطالها الحريق الأول , ولحسن الحظ فقد جرى القاء القبض على هؤلاء المتسللين , لكنما نتفاجأ بوجود تكتّم من الإعلام الرسمي حول ذلك , حيث تولى أحد المواقع الإخبارية – الألكترونية نشر هذا الخبر .
وكلّ هذه التفاصيل الإجرامية – السياسية تتجرّد ” ذاتياً ” من اهميتها أمامَ ما يلي : –
لماذا لم تفكّر ولم تتولى الحكومة وقياديّو احزاب السلطة , ومعهم ايضا الأجهزة الأمنية والقيادات العسكرية بنقل اعداد الصناديق المتبقية الى إحدى معسكرات الجيش او الى مقرات جهاز مكافحة الأرهاب , او حتى بالقرب من بناية مجلس الوزراء في المنطقة الخضراء .! , هل هنالك انتظارٌ آخرٌ لقصف الصنايق بالصواريخ ومدافع المورتر او سواها مما هو كثيرٌ وكثير .!