قطعاً ليس المقصود إحلال اللغة الفارسية بدلاً عن العربية , ولا الأنكليزية او سواها من لغات المنطقة , إنما المطلوب من قادة الأحزاب والمسؤولين الحكوميين , وكذلك من الناطقين الإعلاميين ” الذين لا علاقة لهم بالإعلام ” بأسم كلّ اولئك أن يبحثوا وينقّبوا عن فحاوى ومضامين جديدة للتخاطب مع الجماهير , عليهم ايجاد تعابير حديثة تتسّم بالواقعية الفعلية المنبثقة من وقائع الأحداث الجارية على الأرض , وعليهم الإستغناء والتخلّص من المفردات والجمُل الجاهزة ” لكل المناسبات ” , وينبغي على هؤلاء المتحدثين الإبتعاد كلياً عن التصريحات الببغاوية المكررة , فالجمهور العراقي تجاوز حالة الملل من ذلك واصيب بحمّى القرف من احاديث اولئك , فما أن تلتقي او تتحالف كتلتان سياسيتان او يجري أداء قَسَمٍ رسميٍّ لإحدى المناصب وغير ذلك كذلك , إلاّ وتصدّرت التصريحات بعباراتٍ كَ < الحفاظ على وحدة العراق وترابه > ! , والعراق مخترق من زواياً لاتُحصى ولا تُعدّ , القوات التركية تُرسّخ وتُجذّر قواعد عسكرية في شمال الوطن ” كردستان ” والجيش العراقي وحتى شرطة النجدة لا تستطيع التقدم في الاٌقليم حتى بضعة سنتمترات .! , كما لا حزب اسلامي او غير اسلامي يعرف عديد القوات الأمريكية في بعض القواعد الأمريكية داخل العراق ” والمسؤولون العراقيون يكتفون بما تعلنه القيادة الأمريكية عن ذلك ! ” ولا تستخدم الدولة الآلية التي تتبعها الحكومات التركية مع الأمريكان في قاعدة انجرليك , والشروط التركية لأستخدام الطائرات الأمريكية هناك وخصوصاً للموافقة او عدمها على قيام تلك المقاتلات بأهدافٍ حربية ضد دولة اخرى ” , كما أنّ الأجواء العراقية تتحكم بها القيادة الأمريكية بالكامل , كما من المعروف والمشهور أنّ مياهنا الأقليمية مباحة ومستباحة للزوارق الحربية الكويتية والأيرانية , وهم يعتقلون الصيادين العراقيين ويمارسون بحقهم العنف والإذلال في رسالةٍ موجهة لكلّ الشعب العراقي كأنتقامٍ لأحداث الماضي .!
المسؤولون السياسيون والقادة العسكريون الأجانب يهبطون بطائراتهم في العراق وبدون سمة دخول , كما أنّ قياديي الأحزاب يزورون دولاً اخرى ويلتقون برؤسائها وقادتها بتجاوزٍ فاضح لوزارة الخارجية وللرئاسات الثلاث كذلك , وهم يناقشون شؤون العراق هناك بما يتناغم ويتواءم مع مصالحهم الضيقة , إنْ لم يكن ذلك مفروضاً عليهم من خارج الحدود ودونما حدود , ولا أحدَ من قادة الدولة وزعماء الأحزاب يعترض او يعلّق فقط على ذلك .!
فبأيّ وسيلةٍ ولغةٍ يمكن أن يحدثونا هؤلاء السادة – القادة .!