في عهد الإمبراطوريّة العباسيّة التي استمرت في العراق 534 سنة، قام أغلب حكامها بقتل وتهجير المئات من أولاد وأحفاد الأئمة عليهم السلام من العراق إلى باقي أجزاء الإمبراطورية العباسية، «كبلاد خراسان وآذربيجان وبلاد فارس وبلاد بلوشستان وسجستان التي تسمى حالياً سيستان»، كما أدت الأحداث التي تلت احتلال العراق إلى الهجرة القسريّة لكثير منهم، ومن هذه العوائل المهاجرة أجداد المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسينيّ السيستانيّ الذين هاجروا قبل 4 قرون إلى بلاد فارس.

حيث هاجر الجد الأكبر للمرجع الديني الأعلى الحالي إلى بلاد سيستان، ثم هاجر حفيده منها، وهو الجد المباشر للسيد السيستانيّ إلى مشهد ومنها عادَ إلى وطنه الأصلي العراق بعد قرنين من هجرة عائلته، وكانت العودة للعراق تقريباً بعد عام 1281 هـ فسكن النجف وسامراء، وفي حدود سنة 1318 هـ عاد لمدينة مشهد.

وبقيَ هو وابنه محمد باقر الذي تزوج وأنجب في مدينة مشهد في 19 ربيع الأول عام 1349هـ الموافق لشهر آب 1930م، أنجب المرجع الديني الأعلى الحالي السيد علي الحسينيّ الملقب بالسيستانيّ، نسبة إلى المنطقة التي سكنها جده الأعلى السيد محمد وهيَ بلاد سيسّتان وأصبح فيها بمنصب (شيخُ الإسلام).

حفيده المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي الحسينيّ السيستانيّ عاد مرة أخرى لوطنهِ الأصلي العراق، بعد هجرات وتنقلات لأسرته استمرت أربع قرون بين بلاد فارس وبلاد خرسان وبلاد سيستان (سجستان)، فالسيد علي الحسينيّ السيستانيّ عاد لوطنهِ الأصلي العراق بعد غربة عائلته المتقطعة بين العراق وبلدان متعددة لقرون أربعة، عودته كانت في «شهر صفر 1371 هـ الموافق تشرين الأول 1951م».

قراءة : مصطفى محمد الأسدي
الباحث : جسام محمد السعيدي