والقانون الحاكم فيها يُؤَّول بحسب متطلبات و قوانين المحاصصة ومنفعة الأحزاب العشائرية الجاهلية التي وصل عددها لأكثر من 320 حزباً ومنظمة تنضح بآلجهل والفساد, أعْرقها .. أعضائها يأكلون حقوق الفقراء ويعتبرونها جهاداً في سبيل الدّعوة لله, ولهذا مُسخوا ومَسخوا بدورهم أخلاق الشعب وهو أخطر نتيجة على مستقبل العراق بآلقياس مع أيّ تخريب آخر بنظري!؟
إنّ بلاداً لا يأمن فيها الأخ مِن أخيه و الجّار من جاره؛ و الصّديق من صديقهُ؛ و الزوجة من زوجتهُ أو العكس؛ و المعلم من تلميذهُ و بآلعكس؛ والمسؤول من المسؤول عليه وبآلعكس؛ و الرئيس على المرؤوس؛ و و وغيرها ؛ بل شرّعَ كلّ فرد و حزب و عشيرة و منظمة و وزارة ودائرة لذاته ونفسه قانوناً بحسب مقاساته النفعية الجاهليّة ليتعامل من خلالها مع الناس رغماً عنهم, بدءاً بآلمحاصصة و العقود و الصفقات و التعينات و الرّواتب و تمشية المعاملات والتحويلات التي تُنهب من دماء و أموال الفقراء وحقوق المستحقين للدواء والعلاج والغذاء والخدمات و التعليم وكل شيئ وإنتهاءاً بغشّ البقال البسيط والفيترجي واللحام والموظف والمدير وفي أبسط الأمور وأتفه الفرص بسبب المسخ الأخلاقي الذي سبّبه ثقافة الأحزاب التي تدّعي الدّعوة و الدِّين و الوطنيّة!
فهل مع هذا الوضع الحيوانيّ – مع إحترامي للحيوان بآلنسبة لهؤلاء المنافقين – هل يُمكن أن تدّعي بعد كل هذا:
بأنّك تملك وطناً أو حكومةً أو عشيرةً أو حزباً إنسانيّاً لتعيش وتتعايش معهم بأمان!
أمّا لو أردتَ قياس أصول الفلسفة الكونيّة العزيزية – إن كنتَ مُطلعاً عليها – مع نهج الأحزاب وثقافة المتحاصصين؛
فحدّث ولا حرج حتى الصباح, ولكن نكتفي بالقياسات المعروضة التي يفهمها الناس و المشتكى لله!
لذلك قدمي في كلّ الأوطان التي لا تحترم حقوق النبات و الحيوان و الأنسان الطبيعية .. بل ويحكمها – أي الاوطان – الفساد و الظلم و آلدّمج و الطبقيّة و الفواصل الحقوقيّة التي أزعجت حتى “الشيطان” لمدى إجحافها بآلقيم و بميادئ الوجود.
ألعجيب أنه ما زال هناك نسبة 20% من الشعب العراقيّ و بقية الشعوب المهضومة ما زالت تلك النسبة الأقليّة جداً تُؤمن بتلك الأحزاب لا كعقيدة .. بل لأجل الرّاتب أو التعين أو النهب على حساب الحقوق الكونيّة الطبيعية المنهوبة, و هو لا يعلم بأن موقفه المشين هذا يضرب بجذور الوطن لينتهي ويموت من الاساس, بلْ الأمَرّ من ذلك أنكَ حين تُدافع عن حقوق هؤلاء الجهلاء ذوي (الجيوب والبطون الكونيّة) من الذين رضوا بكل ذلك الفساد تحت ظل المتحاصصين وبأقل الأستحقاقات؛ أنّهم بدل أن يشدّوا على يديك؛ يُعادونك و يتهمونكَ و يُهدّدونك و يُحاولون محوك من الوجود!؟
لذلك و كما قلتُ لكم قبل سنوات في مقال كونيّ: (لا خير في أوطاننا), بل و الله؛ العيش في الغربة و في غابات الأمازون مع الكرامة و قليل من الخبز والماء .. أأمَن و أفضل منها .. ما لم يتمّ محاكمة كلّ الفساد و الفاسدين و إرجاع كلّ دولار سُرق بلا تقديم شيئ للوطن والمواطن بآلمقابل, وبغير هذا فأنّ فترة حكم أخرى ستمضي عليكم وعلى الشعوب كما مرّت ـ الفترات السابقة كعهد صدام و بعدها لا يجدي الأسف على دعمكم للمتحاصصين, كما لم يُفدكم تأسفكم بآلأمس على دعمكم لصدام, ولا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم!