18 ديسمبر، 2024 9:15 م

كريستيانو رونالدو وجواد نورى المالكى

كريستيانو رونالدو وجواد نورى المالكى

تبدو المقارنة بين احد كبار نجوم كرة القدم العالمية واحد اسؤ السياسيين العراقيين للوهلة الاولى غير مقنعة, كيف يمكن المقارنة بين الخير والشر, بين جميل الطلعة وكريهه المنظر والشكل, بين الارض الواعدة الطيبة وبين ارض صحراوية جردا مالحة جدباء وعدائية؟!!
ولد رونالدو 5 .2 . 1985 فى بلدية “فونخال/ ماديرا/ البرتغال وبرزت موهبتة مبكرا وسرعان ما انتقل الى العاصمة ليعلب مع ناشىء النادى الشهير “بورتو” ويدخل اكاديمية كرة القدم, اصبح ضمن منتخب بلاده دون 16 سنة. اخذت كبار الاندية الانكليزية مراقبته الى ان تم اختياره نادى مانشستر يونايتد. تحت رعاية واشراف السير اريك فريغستون استطاع رونالدو تطوير مهارته وقابلياته على اللعب والمطاولة, وحصل 3 مرات على البطولة الانكليزية , وانتخب افضل لاعب فى ابكلترة من قبل الصحافة. بعد تألقة فى مانشستر ابدى نادى ريال مدريد رغبته فى الحصول على رونالدو, وتم ذلك فى عام 2009 بعقد قيمته 80 الف باون استرلينى, كان المبلغ الاعلى الذى دفع انذاك, حتى كان اعلى مما دفع لانتقال زين الدين زيدان الى ايطاليا. كريستيانو رونالدو يعتبر من كبار لاعبى الكرة فى العالم وحصل على بطولة الاندية الاوربية 5 مرات , منها 4 مرات مع ريال مدريد , وانتخب عام 2005 لاعب السنه وحصل على الحذاء الذهبى عام 2015 وكذلك احسن هداف اوربى. اقامت بلدية ولادتة تمثالا له وكذلك ولاية ماديرا تمثال نصفى. ان الاوسمة والشهادات التى حصل رونالدو عليها خلال مسيرته الكروية كثيرة جدا لا يمكن تعدادها فى هذا المقال.
اعلن كريستيانو رونالدو بعد فوز فريقه “ريال مدريد” ببطولة الاندية الاوربية رغبته فى مغادرة ريال مدريد, علما بانه يتقاضى راتبا سنويا قدره حوالى 22 مليون يورو. اثار هذا التصريح اهتماما كبيرا لرئاسة النادى التى درست الموضوع من مختلف النواحى و قدمت له عرضا مناسبا قدره 39 مليون يورو للاحتفاظ به. ان الرئاسة على بينة ما تجنى من خلاله من ارباح وجاذبية لدى جماهير الكرة فى جميع انحاء العالم.
لم تأتى المسيرة المكللة بالنجاح اعتباطا وانما العمل الجاد المستمر والتدريب المتواصل لتطوير الموهبة والمهارات فى تكنيك كرة القدم والتعامل مع الكرة بشكل يساعده على السيطرة على حركة الكرة واتجاهاتها, بالاضافة الى تقوية العضلات بما يساعد على قوة التحمل والانجاز. ان هذه الشروط تمثل الاساسيات لكل رياضة انجازية.
يقدم رونالدو متعة كبيرة . فرح ونشوة لهواة جماهير الكرة , ذلك فى نوعية الاداء والحركة السريعة والمراوغة والتحكم بالكرة ومن ثم تسجيل الاهداف. ان خصوصيته تفرز حالة المشاركة من قبل الجمهور والرغبة فى النجاح والطموح, وهو ايضا النموذج الذى يحتذى به اللاعبين, خاصة اولئك الذين فى طريقهم الى الاحتراف والنجومية. لاتقتصر جاذبية رونالدو كونه احد كبار الكبار وانما ايضا الى شكله وملامحه الجميلة المتناسقة وبناء جسمه الذى يقدم كيانا حقيقا يتجاوز به الهة الجمال اليونانيين, من خلال تناسق جسمه وعضلاته التى تعبر عن طاقة وقوة كبيرة, وليس اخيرا سماحة اخلاقه وتواضعه وتعامله مع زملائه كاعضاء وحدة منسجمة كفريق, وما ينجز انما هو انجاز الفريق ككل. رونالدو يمثل نموذج الانسان الذى صنع نفسه بنفسه دون اللجؤ الى تكتلات القوى والانتهازية والكذب والنفاق.
كان نورى المالكى قبل سقوط الدكتاتورية عام 2003 شخصية غير معروفة, ولكنه معروفا لدى حزب الدعوة الذى عضوا فيه. نورى المالكى من مواليد 20 حزيران 1950 فى احد القرى بين كربلاء وبابل. غادر العراق مبكراالى سوريا, باعتبارة من المقاومة ضد نظام صدام حسين., وبعد فترة من الزمن ترك سوريا وتوجهه الى ايران. بعد فترة من الاقامة فى ايران عاد الى سورية ثانية وتولى قضايا تنظيم عمل حزب الدعوة واصدار مجلة الحزب, وينسب الية تدبير والمشاركة فى ضرب السفارة الامريكية فى بيروت التى مازالت فى ذاكرة الساسة الامريكان. فى فترة اقامته فى دمشق/ السيدة زينب التى تقارب 25 سنه لم يمارس عملا محددا وكان يتعيش من بيع الخواتم/ المحابس التى تمثل احد الرموز الشيعية. لقد حاول فتح دكان صغير لابنه لبيع المأكولات الشعبية ولكنه لم يفلح فى ذلك, وكما يبدو فقد بقى هذا العجز غصة فى نفسه, ربما لم يتجاوزها لحد الان, تؤلمه كثيرا ومستقرة فى وعيه الداخلى رغم الملايين التى حصل عليها لاحقا بمختلف الطرق والاساليب.
عاد الى العراق فى عام 2003 بعد غياب 25 سنة, واختير عضوا مناوبا فى مجلس الحكم الذى اسسه بريمر. اصبح رئيسا للوزراء فى دورتين 2006- 2014 وذلك للازمة التى ارتبطت بالجعفرى وعدم توفر مرشحا يتفق عليه بالاضافة الى حصول الموافقة علية من جهات عليا, كان يطمح الى دورة ثالثة ولكنه فشل لعدم اتفاق الكتل الشيعية على ترشيحه. ان سنين حكم المالكى تعتبر من اسؤ المراحل التى مر بها العراق فى تاريخه الطويل. المالكى المثقل بالعوز والتشرد وضعف الحال , بالاضافة الى قلة الاهمية التى كان يعانى منها, وقلة الخبرة فى القيادة, لبس معطفا اكبر من حجمه كثيرا, وجعل منه رئيس وزراء لا يدرك مقومات بناء الدولة وادراة الحكومة وفق قواعد علمية. لقد اختار له مجموعة من الجهلة عديمى الخبرة والكفاءة وادعياء الدين الذين حصلوا على مواقع مهمة فاعلة فى الحكومة والدولة والتى استطاعت ان تعرقل وتوقف اى تقدم اقتصادى / اجتماعى فى العراق. جواد نورى المالكى يعود اليه التاسيس والتاكيد على نظام الفساد المالى والادارى والذى ما زال منهجيه تتفاعل معها جميع الكتل السياسية., انه زرع احد الافات المدمرة التى تستفحل باستمرار وعملت على سرقة وتهريب المال العام وخواء خزينة الدولة وتقليص ملحوظ احتياطى البنك المركزى. ان خلفية المالكى والفكر الخبيث الذى تطور وتبلور لديه واخذ يعمل به جعلة يتجسس ويراقب “الاعداء والاصدقاء” وجمع ملفات عنهم, وهو يعلن ذلك ويفتخر به, هذه الملفات يمكن ان يستخدمها عند الحاجة ويقوم كما هو معروف بأبتزازهم وتطويعهم, ولكن لم يفتح اى منها لخطورة انعكاسها علية وكشف فضائحة واجرامه. من القضايا التى تنسب اليه تحطيم الوحدة الوطنية التى قد اصابتها ضربة عنيفة موجعة سوف يصعب تجاوزها مع استمرار مثل هذا الفكر الطائفى المتخلف. المالكى الذى وصف سياسته تجاه المظاهرات والاحتجاجات فى المنطقة الغربية ” بيننا ثارات الحسين” قادت الى كوارث وحرب شعبية, ترى من هم الذين ينوى المالكى الانتقام منهم بعد ما يقارب 1300 سنة, هل يوجد اى سند يشير الى ان اصولهم ترجع الى معاوية او يزيد ابن معاوية؟ ولماذ يقوم بشق الوحدة الوطنية ولمصلحة من؟ ان جرائم المالكى كثيرة ومتنوعه: سقوط الموصل عام 2014 دون اى مقاومة ومجزرة سبايكر والحرب الاهلية هى محصلة للاسلوب الحكم الفاشل المترهل وعديم المسؤلية والذى يمكن وصفه “هاد الرسن” قد جلب كل هذه الكوارث والالازمات على العراق.
على ان المالكى رغم كل الجرائم التى اقترفها ما زال يحضى بمكانة مهمه فى الدولة امرا يثير العجب والاشنئزاز,, انها من خصوصية نظام المحاصصة الطائفى /القومى والاسلام السياسى الذى يضمن للمجرمين الحرية والعمل, انه ما زال نائب رئيس للجمهورية والامين العام لحزب الدعوة ويظهر بشكل مستمر بالتلفزيون ووسائل الاتصال. ان ظهوره بشكله القبيح متأنقا متحذلقا فى التلفزيون يعتبر تحديا واستفزازا لمشاعر وحساسية المواطنين,