5 نوفمبر، 2024 5:03 م
Search
Close this search box.

ويبقى الحل في التغيير في إيران

ويبقى الحل في التغيير في إيران

الاعلان عن قيام تحالف بين کتلة الصدر کتلة فتح التي يتزعمها هادي العامري التابع قلبا و قالبا لإيران، هو تحالف بين طرفين متنافرين و يمکن إعتباره أفضل و أحسن خيار لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لکي يستمر في عبثه و تلاعبه و تدخلاته في الشٶون الداخلية العراقية، خصوصا وانه قد جاء بعد أن تيقن من إن أي تحالف آخر من دون أن يضم تکتل الصدر المحبوب من جانب الشعب العراقي، سوف يکون تحالف مکروه و سيواجه الکثير من العراقيل التي ستطيح به في نهاية الامر.
هم طهران من وراء دفعها لإقامة هکذا تحالف من أجل تشکيل الحکومة العراقية الجديدة، إنما يترکز على العمل على سحب البساط من تحت أقدام الصدر ولکن بطريقة سلسة و بطيئة، خصوصا بعد أن جمع الصدر حوله کل الرافضين للنفوذ الايراني المتنامي في العراق على حساب المصالح العليا للعراق، ويبدو إن هناك مسعى لإستيعاب هذا المد و جعله يشعر بالعجز و اليأس بعد إحتواء الصدر.
السعي الايراني الحثيث من أجل ضمان السيطرة على العراق و بقاء النفوذ الايراني المشبوه فيه يأتي بعد أن صار جليا للقاصي و الداني الحالة المزرية التي يعاني منها النظام الايراني منذ إنتهاء عهد الرئيس الامريکي السابق اوباما، والذي وصل الى أسوأ حالاته بعد تجديد العقوبات و الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي و إندلاع إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، وقد وصل الحال بالنظام الايراني الى الحد الذي يعلن فيه مصطفى هاشمي طبا، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام من إنه: :” في الوقت الحاضر ليس لدينا مشكلة الاتفاق النووي ولا السياسة الخارجية لأن كل الحالات قابلة للتغيير ولكن الأمر الذي لا يمكن تغييره والأمر الذي يقود البلاد الى الهلاك هو مشكلة شح المياه واذا لم يتم معالجته فان ايران تدمر وكذلك الجمهورية الاسلامية”، وهو مايعني خطورة الاوضاع الداخلية کلها ذلك إنه ليست فقط هناك مشکلة شح المياه و التصحر و الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه إيران وانما هناك أيضا مشکلة الحرية و رفض الشعب للسلطة الدينية بعد معرفة دجلها و کذبها وإنها تستخدم الدين مجرد واجهة، ولذلك فإن هناك حالة تقاطع کاملة بين النظام و الشعب و القوى الوطنية وعلى رأسها المقاومة الايرانية والذي لايمکن حسمه إلا بإسقاط النظام، وفي هذا الخضم فإن التوجه للعراق من خلال هذا المخطط الجديد يستدعي الانتباه الکامل.
مهما حدث فإن مشکلة النفوذ الايراني في العراق ستبقى مهيمنة لأنه هناك أذرع کثيرة و متعددة للنظام الايراني في العراق ولذلك فإنه لايوجد من حل جذري إلا بالتغيير الحقيقي في إيران نفسها، وهو أمر صار أقرب مايکون من التحقيق، خصوصا بعد أن إزداد الرفض الشعبي للنظام و تعاظم دور و مکانة المقاومة الايرانية وإن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، الذي سيقام في 30 من الشهر الجاري في باريس و الذي يدعو علنا لإسقاط النظام و يلفت النظر الى البديل الديمقراطي القائم له، ليس مجرد تجمع عادي بدليل إن مواقف رافضة ضد هذا التجمع قد صدرت خلال الايام الماضية من جانب وزارة الخارجية و البرلمان الايراني و السلطة القضائية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات