لكل حزب او تيار او تجمع لابد ان يضع له إستراتيجية مستقبلية وفق رؤية واضحة ومحددة يسير عليها لتحقيق النتائج المرجوة ، منها لغايات ذاتية ومكاسب شخصية ومنها لغايات ابعد ماتكون عن الذات والرغبات الشخصية واقرب ما تكون في حمل الهم الجماعي لتحقيق فائدة تعم الجميع ، وفي ظل المعترك السياسي الذي لاينتهي في العراق القديم الجديد ومع موعد اقتراب انتخابات مجالس المحافظات المحلية المزمع أجراءها في العشرين من نيسان في الشهر القادم وهي البوصلة التي ستحدد مسار الكتل المتنافسة نحو قبة البرلمان الجديد في المرحلة القادمة ، برزت الينا كالعادة قوائم انتخابية متعددة ولكن المواطن مازال محبطاً او معدم الثقة بين المرشح والناخب جراء الوعود المزيفة التي اطلقها من يعتلي السلطة الان في الانتخابات السابقة ولم يقدموا شيئاً ملموساً على ارض الواقع أحس به المواطن البسيط على جميع الأصعدة الخدمية ، وعندما ننظر الى الدعايات الانتخابية للمحافظين الذين هم الان على راس الهرم في السلطة وفي القوائم الانتخابية نرى انجازاتهم الهزيلة وهم يتباهون بها في ملصقاتهم الدعائية منها من تشير الى توفير كذا ألف من المولدات الحكومية طبعا مقابل اجور ولكنها اقل نسبياً من المولدات الأهلية ويعتبر هذا الشخص بانه منجز مهم وعظيم قدمه للمواطن طيلة الأربعة السنوات السابقة ، ولكن المتتبع الجيد لمسار العملية السياسية طيلة الفترة السابقة والحالية يرى في ظل هذا الضجيج السياسي الذي تقرع فيه طبول الحرب على المنابر الاعلامية خالقاً أزمات تلو الأزمات دون الالتفات الى حياة المواطن البسيط يوجد هناك صوت معتدل يسير وفق خط بياني متصاعد وليس منحني او متعرج يطالب بحق المواطن اولاً تاركاً قعقعة السيوف والمهاترات والوعيد وراء ظهره نجدهً يتفقدً احوال البسطاء في جميع المحافظات المكتوية بلهيب الفقر والحرمان التي لم ينصف اهلها لحد الان على الرغم من مرور عقداً من الزمن نجده حاضراً في افراحهم واحزانهم في ازقتهم وشوارعهم في ملاعبهم ومتنزهاتهم مقبلاً ايادي صغارهم وشيوخهم مكمل نصف دين شبابهم بزفاف جماعي متفوهاً بعبارات التهدئة والحوار ونبذ الخلافات ورص الصفوف مطلقاً مبادرات ذات ابعاد مستقبلية تصنع لنا غدٍ مشرق تتساوى فيه جميع شرائح المجتمع ، هذه هي طموحات ومبادرات السيد الحكيم الا تستحق منا ان نترجمها على ارض الواقع من خلال صندوق الاقتراع .