الخصيان ( جمع ) ومفردها ( خصي ) وجاء في تعريفهم . هم فئة من الرجال منقطعوا النسل ، أما لانهم ولدوا من دون أعضاء تناسلية ، أو اعضاء معطلة ، أو ممن تتعرضوا لعملية خصاء متعمد لتعطيل طاقاتهم الجنسية لاسباب عديدة . وقال الجاحظ عنهم أن الخصي ليس ذكرا وقطعا ليس أنثى ، وهم فئه تخرج عنهم الفحولة أو الرجولة .
ويمتاز هؤلاء الخصيان بسرعة الغضب وضيق الصدر وسرعة الدمعه وحبهم للنميمة ، ولا يمكن أن يستأمنوا على سر . ويتناولون الطعام بشراهة ، ويمتازون بميلهم الشديد لذوي الجاه والسلطان ، وأبتعادهم عن صاحب العلم والادب والكرم ، ويفضلون صاحب المال ، وأستخفافهم بمن لم يكن له سطوه أو مال أو جاه . كما يمتازون بالحقد والكراهية على كل من يؤدي وظائفه الجنسية بشكل صحيح .
ومن هذه المقدمة السريعة يبدو أن رجالات المنطقة الخضراء قد تعرضوا في أيران ودول الغرب التي كانوا لاجئين فيها، أو أن الدخول الى المنطقة الخصراء والجلوس تحت قبة البرلمان أدى لعملية أخصاء للضمير ، حيث أن ساسة العراق الذي تصدروا المشهد السياسي بعد عام ٢٠٠٣ ، قتلت لديهم المروءة والرأفة والانسانية والمحبة ونلاحظ ذلك في تلاقي نقاط عديدة مشتركة تتطابق وتتشابه بين فئة (( خصيان الاعضاء التناسلية وخصيان الضمير الانساني في العراق )) . حيث يشترك الطرفين بالنميمة وعدم كتمان السر ، ونحن نرى ونسمع فضائحهم يوميا على الفضائيات ، كما أنهم يتراشقون بأقذع العبارات ويتبادلون التهم والشتائم مع خصومهم ويعملون على تسقيطهم بشتى الوسائل حتى بنشر الافلام الاباحية دون خجل أو حياء .
ويتطابقون أيضا مع ((الخصيان )) بميلهم الشديد الى أصحاب النفوذ والسلطة حيث نراهم يذهبون زرافات ووحدانا الى طهران الحقد وواشنطن الشر لتقديم فروض الطاعة والولاء لاحد أعضاء الحزب الجمهوري الامريكي أو للولي الفقيه أو أغا سليماني ، ولم نسمع عن أي منهم جلس مع الفقراء أو زار الاحياء الهامشية أو دور الارامل والايتام وقدم لهم المساعدة ، كما لم نسمع يوما أن أحد هؤلاء ذهب لاتحاد الادباء العراقيين وانصت لمحاضرة أدبية أو جلس في أمسية شعرية أو موسيقية ، أو مشاهدة مسرحية أو خالط مفكرا أو أديبا أو التقى عالما ، لكن والحق يقال نراهم يشاركون في المناسبات الدينية و يقلبون قدور الرز والقيمة ويقدمون الطعام في عاشوراء ويلبسون السواد وكلنا نعرف أنه ليس حبا بالحسين ولكن كذب ورياء وخداع للناس .
وكذلك يغضبون بسرعة عند سماع كلمة الحق ، حيث تبدد ورع وحلم الغلام (( عمار الحكيم )) عند سماعة لكلمات صادقة قالها مهوال بسيط لم يذكر الا الحقيقة التي ازعجت سماحته الامر الذي أدى بالمهوال تحت ضغط وتهديد حماية السيد ، لان يتراجع ويقدم المدح والثناء للحكيم ولاسرته . أما الحاج المجاهد ( هادي العامري ) فأنه لم يستطيع أن يضبط أعصابه في أحدى الحوارات التلفزيونية عند مقاطعته من قبل مقدم البرنامج ، فقال له بلسان عربي وخنة أعجمية وامام الكامرات (( أنجب خل أحجي )) . أما عن حبهم لجمع المال والثروة والاستيلاء على العقارات وأمتلاكهم للفنادق والشركات في اوربا وبيروت وعمان والامارات فحدث ولاحرج ، وحطموا بفسادهم الارقام القياسية واحتل العراق بجهودهم المضنية والحثيثة المراتب المتقدمة بالفساد . ولكون هؤلاء الساسة قد تربوا وترعرعوا في مواخير الخيانة والعمالة فترى الحقد والكراهية تملأ صدورهم فهم لايطيقون من له دور وطني أو من هو أفضل منهم دورا في عمله ، وأكثر كفاءة والسبب هي عقدة الدونية التي يعانون منها ، فتراهم يلاحقون الوطنيين ويبعدون المخلصين .
أن ساسة العراق الحاليين من خصيان الضمير تفوقوا على ((الخصيان )) بالسماجة والفظاظة والوضاعة ، فأنهم دون أي رادع أخلاقي يقدمون فواتير لعمليات جراحية يخجل المرء أن يذكرها حتى أمام أصدقائه ومقربيه ، فأحدهم ( وحسب الرابط (( https://youtu.be/R5smvz1QNe8)) وهو من حزب أسلامي يقدم فاتورة عملية تجميل لمهبل زوجته في أحدى مستشفيات المانيا ، أما عملية البواسير الشهيرة فأخذت نصيبها في تندر العراقيين .
والامر لايقتصر على الذكور من السياسيين فحسب ، فهنالك كما يطلق العرب (( الرجلة أو المترجلة أو المسترجلة )) من النساء ، ممن جلسن تحت قبة البرلمان أو تسنمن مناصب في الحكومة ، التي لم يخصى ضميرها الانساني فحسب بل خصيت أنوثتها وعفافها ، فتلك صاحبة نظرية (( سبعة سنه مقابل سبعة شيعة )) ، وبلا مبالاة تقول تقاسمنا الكعكة والكومشنات ، والاخرى تتشاجرمع الرجال ويعلو صوتها وترميهم بقناني الماء أو بالحذاء .
أن الخصيان وبسبب فقدهم لاعضائهم التناسلية لايقدرون على الانجاب ، وكذا الحال على خصيان الضمير والشهامة والمروءة فأنهم لايمكن أن يقدموا شيئاً للارض أو للانسان ، لان فاقد الشيء لايعطيه . اليس كذلك يا أهل بلاد مابين النهرين التي ستكون جافة طالما الخصيان يحدونكم .