كثر الحديث إعلاميا وشعبياً حول التحالفات بين الكتل السياسية بعد إعلان نتائج الإنتخابات، ومن هو التحالف الذي يستطيع تشكيل الكتلة الأكبر ليحضى برئاسة الوزراء؟
أيضاً كثرت التحليلات من الكتاب والمحللين والمراقبين السياسيين، وقد يكون حصل بينهم شبه اجماع أو أتفاق، أو لنقل أكثرهم قال: إن التدخلات الأجنبية لها دور كبير ومؤثر في هذه التحالفات، وخاصة إيران وأمريكا والسعودية وتركيا، وبالحقيقة هو صراع بين محورين متعاديين.
أعتقد الآن قد عرفتم جيداً مغزى كلام المرجعية الدينية العليا عندما أوصت ببيانها الأخير حول الإنتخابات: بالأبتعاد عن اصحاب الأجندات الأجنبية! ولكن وقع الفأس بالرأس فعادوا وفازوا في الإنتخابات، وسيصبح الوضع السياسي معقداً جداً، وفي شد وجذب وربما يطول، وكل يبحث عن مصلحته، وقليل ما هم من يبحث عن المصلحة الوطنية وخدمة الشعب.
نرجع خطوة الى الوراء، أي الى زمن حكومتي المالكي، والرئيس الأمريكي أوباما، والملك السعودي الراحل عبد الله، نجد أن أوباما والملك عبد الله، قطعوا علاقتهم بالعراق، بسبب سياسة رئيس الوزراء السابق، وتركوا الساحة السياسية العراقية لإيران، تفعل ما تشاء، ولا يأتي رئيس وزراء عراقي إلا بموافقتها وحسب ذوقها، أي بما يخدم مصلحة بلدها أولا وآخراً، لذلك سمعنا من”ترامب” وهو يعيب ويذم سلفه”أوباما” لتركه العراق لإيران، الآن الوضع اختلف وترامب ومحمد بن سلمان، داخلان بقوة الى العراق هذه المرة، بسبب الوضع الإقليمي بالمنطقة، وهذا ما يزيد من الأمور تشائماً وتعقيداً.
من المؤكد أن هناك إرادة وطنية حقيقية عند بعض المخلصين والأبناء الغيارى من العراقيين، الذين يسعون الى التغيير وخدمة المواطن، ولا يسمحون للإرادة الخارجية أن تتحكم بمقدرات البلد لمصالح بلدانها، فلا نريد أن نسلب عنهم إنتمائهم الوطني ونتهم جميع القيادات السياسية بالعمالة الخارجية، كما فعل الكاتب المأجور سليم الحسني”قلم المالكي”، حيث أتهم كل من( الصدر والحكيم والعبادي وعلاوي وبعض القادة الكرد) بأنهم اصحاب مشروع أمريكي، وعراب هذا المشروع هو السيد عمار الحكيم، طيب أيها الكاتب الغير منصف، ما جوابك إذا تحالف كل من(العامري والمالكي ومسعود والخنجر و النجيفي وغيرهم)هل ستصفهم بعملاء إيران؟! ماهكذا تقرأ السياسة يا سليم الحسني.
السعودية وإيران وتركيا وأمريكا، لها مصالح كبرى بالعراق، فعلى السياسي البارع إذا أراد أن يشكل تحالف كبير من الكتل الفائزة، مراعاة مصالح هذه الدول ولا يميل لطرف دون آخر لكي يتحقق التوازن السياسي والإستقرار بالبلد.
لكن سليم الحسني لا بفقه شيء بالسياسة سوى سياسة التسقيط، وحبك القصص بالكذب والإفتراء، وهذا ما عهدناه منه بعد أن أنفجر بكتابة المقالات، أثر إزاحة ولي نعمته عن الولاية الثالثة، فلم يألوا جهدا في صب جام غضبه على كل من تسبب بإزاحة المالكي عن السلطة، بما فيها المرجعية الدينية، بعد أن قام بتسقيط بعض وكلائها، وعندكم مقالاته شاهد على كلامنا، والحقيقة التي يجب أن تعرف، هي من أراد أن يعرف ما يدور في خلد وذهن المالكي من أفكار وخبايا نفسية، عليه الإطلاع على مقالات هؤلاء الكتّاب (سليم الحسني، وأياد السماوي، وباسم العوادي) فهم يكتبون له و يسوقون لأفكاره العفنة، وقد باعوا ضمائرهم ودينهم للرجل بدنيا زائلة ومتاع قليل!
لم نعهد من آل حكيم أنهم كانوا عملاء للأجنبي أو خانوا الوطن يوما ما، فأين ذهبت كل تلك التضحيات والدماء التي قدموها لهذا البلد حتى يتهموا بالعمالة بجرة قلم بسيط من إنسان وضيع متزلف منافق، ألم يكونوا آل حكيم دوماً قطب الرحى ونقطة إلتقاء الشيعة في التحالفات بعد كل دورة إنتخابية، والوقائع التاريخية ليست ببعيدة عنا، فمالكم كيف تحكمون؟! وسيستمر الحكيم على هذا الدأب، لجمع تحالف يضم أغلب القوى الشيعية، فعندئذ يفتضح الفاجر ويكذّب الفاسق!
يبدو أن الإستاذ سليم الحسني، عفواً أقصد الأستاذ نوري المالكي _فهو من يكتب_ يرتعد خوفاُ من تحالف سائرون والحكمة والنصر والعراقية وبعض القوائم الكردية، بعد أن شرط الصدر على العبادي مقابل توليه ولاية ثانية، ان يترك حزب الدعوة ويحاكم رؤوس الفساد، فأستبق رئيس الحكومة السابقة الأحداث، فضرب هذا التحالف وأتهمه بالعمالة الأمريكية!
لكن لا هذا ولا ذاك سيقع، وسيتشكل تحالف من معظم القوى الشيعية الكبرى لإحراز نصاب الكتلة الأكبر وهذا ما جرت العادة عليه في السنوات الماضية.