دق جرس الانذار خلال الايام المنصرمة التي كشفت في أحداث متفرقة عن القبض
على شحنات كبيرة جداً من المخدرات الداخلة للعراق وعن طريق منافذ مختلفة
منها ثلاث شحنات في ميناء أم قصر في البصرة قادمتين من الامارات وشحنتين
في منفذ طربيل مع الاردن والاخيرة قبل يومين تم القبض على شحنة كبيرة
جداً في مطار بغداد الدولي أي أن المنافذ البحرية والبرية والجوية كلها
تدخل هذه المخدرات الى العراق وهذا ما تم كشفه والقبض عليه أما ما لم
يقبض عليه فهو أكبر و أعظم وهذا يثبت التقارير للأمم المتحدة التي تشير
الى أن العراق بات ترانزيت دولي لتصدير المخدرات والحبوب المخدرة من
الشرق الى الغرب وسط أنفلات أمني وأمكانية عبوره بسهولة من المنشأ الى
المستهلك ومما يتخوف منه هو ولادة مافيات مسلحة تعمل في هذا المجال
تستطيع أن تشتري الشباب والقوة والسلاح وتفرض أرادتها بالقوة لتستمر
تجارتها المربحة بالتهديد والتصفية والرشى كما يحصل في بعض البلدان التي
لم تعد تستطيع السيطرة على هذه العصابات وباتت هي من تسيطر على الدولة
وتوظف أمكاناتها لصالحها والذي نتخوف منه أكثر هو تحول العراق الى مستوطن
لهذه الآفة من خلال تناول الشباب لهذه الحبوب وسط بيئة مساعدة من كثرة
البطالة و أنتشار الكازينوهات والكوفي شوب بلا ضوابط ولا رقابة ولا
محاسبة وأنتشار الجريمة العشوائية والمنظمة وأنعدام الامن وأنتشار السلاح
في الشارع وغيرها من العوامل المساعدة ومما نلاحظ هو تجاهل المؤسسات
المعنية بهذا الوباء فلا نرى الاعلام سلط الضوء عليه ولا الحكومة أعطته
ما يستحق رغم أن أرقام الشحنات تشير الى أطنان من المخدرات و ملايين من
الحبوب الداخلة للبلاد فلماذا هذا التجاهل وهل وضع الرأس في الرمال يحل
لنا الشكلة وهنا يجب أن نتساءل أيضاً عن دور المؤسسة الدينية والمرجعية
من هذا الخطر وتنبيهها للأخطاء التي ترتكب وتحرف الشباب وبالتالي المجتمع
عن الطريق المستقيم وطبعاً الامر لا ينتهي بمجرد التنبيه وأنما يحتاج الى
برامج وقائية وعلاجية فأن كنتم تدعون أن الامر ليس بهذه الخطورة فالواجب
الوقاية على الاقل من هذا الخطر المحدق فالوقاية خير من العلاج ومسؤولية
حماية شبابنا تقع على الجميع الحكومة بجميع مؤسساتها التربوية والامنية و
على السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة الدينية والسلطة الرابعة
الاعلام فاذا أنتشر هذا الوباء لا يمكننا عض الانامل ندماً والاكتفاء
بالاستنكار فهو مرض معدٍ لا يعرف غني أو فقير و لات حين مندم ودمتم
سالمين