عندما يذكر الحزب الشيوعي مباشرة يربط بحقبة مملوءة بالمجازر والقتل والتعذيب والتعدي على التقاليد والأعراف بالإضافة للتعاليم الدينية بالرغم من عدم امتلاكهم للحكم بل مجرد تقرب للحكام ( عبد الكريم قاسم) ، فجرى ما جرى وكتب التاريخ تلك الحقبة بصفحات سوداء على الرغم من امتلاك الحزي الشيوعي لكوادر مثقفة قلة نظيرها في الشارع العراقي وانتشاره في أغلب المدن العراقية وبالخصوص المدن الجنوبية والوسط كالسماوة والناصرية والبصرة وكربلاء والنجف ، فبقت تلك الحقبة في ذاكرة العراقيين ينقلونها جيلا عن جيل حتى عزل الحزب الشيوعي واقعيا عن تفكير المواطن العراقي نتيجة تلك الحقبة ونتيجة ابتعاده عن تقاليد وعرف ودين المجتمع العراقي ، وقد أظهرت هذه النتيجة الانتخابات الماضية فلم يحصل هذا الحزب إلا على مقعد أو مقعدين في البرلمان العراقي ، ولكن ثم ولكن الإسلاميين أو من يسمون أسمهم بالإسلاميين والإسلام من أعمالهم براء قد فشلوا فشلاً كبيرا في الحكم وأظهروا من الفساد ما يخجل السفيه ،ونتيجة لهذا الفساد الذي نتج عنه سوء الخدمات وتوقف كل بناء أو تعمير في البنية التحتية لمرافق الدولة الخدمية مع بطيء في التوظيف وجمود في أغلب القطاعات الإنتاجية كالزراعة والصناعة وغيرها من القطاعات ، وحاولت المرجعية ومن قبلها الشعب والطبقات المثقفة منه أن تردع القيادات السياسية وتطالبها من ضرب الفساد والمفسدين ولكن دون جدوى حتى أصبح الأمر عقيم بل لتعود هذه القيادات على الفساد اصبح لها الامر جداً عادي أن تنتقد بأسوء الكلمات وكأن الأمر لا يعنيها بل هم ينتقدون بعضهم بعضا حتى أصبح أمر الفساد مفرغٌ منه ، وبعد اليأس من إصلاح الأمر بدأ الشارع العراقي يفكر بالبديل ، لهذا سارع السيد مقتدى بالتحالف مع الحزب الشيوعي ، فكان نجاح الحزب الشيوعي في الانتخابات نتيجة تحالفه مع التيار الصدري الإسلامي وفشل وفساد الأحزاب الإسلامية في الحكم ، لهذا فالأحزاب الإسلامية قدمت السلم للحزب الشيوعي للصعود الى قاعة البرلمان والقيادة والتشريع والتيار الصدري الإسلامي قدم يده لكي يساعد هذا الحزب على الصعود ويأس المواطن العراقي من الأحزاب الإسلامية في قيادة العراق بعد سنين من الفشل والفساد.