(الجزء الاول)
في مقالٍ سابق وعدتُ القراء بأني سأحكي بعض الحقائق بصورة مباشرة دون ذكر اسماء, وهذا لا يعني اني اتحفظ على اسماء “المجرمين” وانما هو تحفظاً على سهولة نشر المقال في الصحف. والخبر الذي امتلكه اليوم هو ان البرلماني الذي ورد وصفه في المقال السابق “سأفضحكم بسطور” اشترى منصبه بطريقتين: استغلال الشباب المعوز بالمال وتوفير فرص عمل, اما الطريقة الثانية فهي تهديد وترغيب وسائل الاعلام العراقية. وللحديث عن تفاصيل الفقرة الاولى نحتاج الى وضع رموز وليست اسماء للحفاظ على سلامة المقال “قانونيا” كما اشرت في البداية, فالحاج البرلماني “اللص” شرع ومنذ قرابة الستة عشر شهرا بتوظيف الشباب الخريج على ملاكه الخاص بصفة (ماركتر) او ما يقابلها في اللغة العربية “مسوق”. وهذا المسوق يفترض ان يكون متمكن من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي, وايضا له القدرة في فرض شخصيته على اصحابه واقرانه, وهو بذلك سيكون مؤثراً عليهم بطريقة الاقناع او بطريقة اكل الحلويات – وما اطيب من الحلويات شيئاً – التي تزداد حلاوتها كلما ازداد عدد الشباب وفقرهم. وللمسوق مرتب شهري يبدأ من اربعمائة دولار وقد ينتهي بالالف الدولارات او كما يُذكر بتمليك انشط المسوقين قطعة ارض في حي رخيتة التابع لمنطقة الكرادة وبالتحديد قرب ساحة كهرمانة في بغداد.
وللانتقال الى الفقرة الثانية التي تتحدث تفاصيلها بترغيب وارشاء وسائل الاعلام الرخيصة او تهديد ما صعب منها, فالحاج قبيل الانتخابات باسابيع بعث الى برنامج (س) التابع للفضائية (ص) مبلغ وقدره خمسة عشر الف دولار لعدم ذكر اسمه وحزبه في احدى الحلقات الساخنة سلبا او ايجابا. وارسل الحاج ملبغا وقدره سبعين الف دولار قابل للزيادة الى برنامج ……. الاكثر مشاهدة عراقياً يلتمسهم التوقف عن ذكر اسمه في البرنامج لمدة اسبوعين فقط من تأريخ الانتخابات العراقية التي اجريت في الثاني عشر من الشهر الجاري.
وخلال هذا الشهر ايضاً وصلتني رسالة من احد المسوقين الفاشلين يعلمني بها ان جناب الحاج اشترى ضمائر 180 موظف تابع للمفوضية العليا للانتخابات بمبلغ قدرهُ خمسمائة دولار قابل للزيادة حسب نشاط الموظف في عملية التزويرلصالح الحاج المرشح الذي فاز في الانتخابات العراقية “المستقلة”.