مهما صنعت العملية السياسية عناصر شطرنجية لترسيخ دور الديمقراطية في العراق تبقى مفتقرة الى حلقتها الاساسية المتمثّلة بغياب المرجعية السياسية الرشيدة الصانعة للقرار الجامع والواضح والنافع في الساحة الوطنية التي تكاد تكون سلم النجاة لبناء الدولة
وان غياب المرجعية السياسية الرشيدة جعلت من العملية السياسية هشة في كتابة مستقبلها خصوصا وان القوى السياسية عمدت الى تثبت جذورها في أوتاد الدولة بدلا من بناء الدولة ذاتها وجعل مؤسساتها مريضة تحتاج الى عملية جراحية كبرى من اجل إنقاذها من أفيون المحاصصة وغياب تطور اقطاب الدولة
وللاسف الشديد ان العملية السياسية انجبت على مدى السنوات الماضية قوى سياسية هشة تحاول تكيف نفسها مع كل مرحلة تمر بها البلد من فساد وفشل في إدارة الدولة لغرض بقاءها في قبان السلطة من دون الرجوع الى مرجعية سياسية حكيمة تستطيع النهوض بواقع البنى التحتية وترسم الخطط المستقبلية وبناء جيل حديث يتربى على تطوير المؤسسات لا انشاء احزاب اسفنجية
ان تجارب دول الجوار المتمثّلة بحملة لاعمار التي حصلت في عهد المرحوم الشيخ زايد ابن سلطان في دولة الإمارات وفِي جانب اخر حملة الصناعة الوطنية للأمام الخميني في ايران تجعلنا نمر بمرحلة من الوعي السياسي والاقتصادي الذي جعل من هاتين الدوليتين عنوان لصناعة الحياة وترسيخ حب بناء المؤسسات فهمًا اختلافت عقديتهما ومبدائهما بقيا على هدف وأحد هو حب بناء الدولة وجعلها صامدة امام التحديات المختلفة
وهنا للابد من المنطق ان نقول على القوى السياسية إنجاب مرجعية سياسية متزنة تستطيع السير في المسار الصحيح لغرض معالجة شلل العملية الدمقراطية وجنودها والصعود الى سلم النجاة بدلا من الذهب دائما في تنفيذ اجندتها المتمثّلة بمبداء المحاصصة بمختلف مفراداتها في كل مرحلة لغرض تقسيم كعكة السلطة والتي هي بمثابة أفعى تحاول الالتفاف حول ميزانية الدولة وإشباع رغبتها دون النظر الى جرعات السم التي تبثها في جسد ألوطن والمواطن.