تواصل الكتل السياسية مشاوراتها لتشكيل الحكومة المقبلة ، ويتم التركيزعلى تعيين وزراء تكنوقراط لإدارة الوزارات التي عانت من الفساد ، وخاصة أن العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة هو الإصلاح الذي جرى الحديث عنه مطولا خلال السنوات الماضية التي شهدت تظاهرات وإحتجاجات متصاعدة للمطالبة بالإصلاح وإحالة المفسدين للقضاء ، وإستعادة الأموال المنهوبة التي سيطرت عليها مافيات متنفذة محسوبة على قوى مهيمنة ومتمكنة وتمارس أنواعا من الترهيب والترغيب لصناعة مافيات سياسية وإقتصادية ، وهنا يكمن الخلل في منظومة الدولة كاملة حين لا يتم إختيار الأكفأ والأنزه والأقدر لإدارة الوزارات ذات الأهمية القصوى ومن بينها وزارة الخارجية التي شهدت تراجعا خطيرا في أدائها ، خاصة وإن أهم وأخطر أزمة واجهت العراق تمثلت في علاقاته الخارجية ومحاولة الإختراق للعمق العربي المتردد والقلق والباحث عن توضيحات أكثر واقعية وعلمية لطبيعة ما جرى ويجري في العراق ، وكيف تسير الأمور وماهو نوع التحرك العراقي نحو جيرانه العرب ، وما هي طبيعة العلاقات وكيف يمكن للعرب أن يؤدوا دورهم في هذا المجال .
من أهم الأسماء المتداولة والتي طرحت بقوة ضمن المرشحين لشغل منصب وزير الخارجية هو الأستاذ مؤيد اللامي رئيس إتحاد الصحفيين العرب وعضوا في اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي للصحفيين ونقيب الصحفيين العراقيين المعروف بدبلوماسيته الرائعة و مواقفه الوطنية وتحركاته المثمرة على صعيد الإعلام والسياسة وتواصله المستمر مع القوى والفعاليات الرسمية والشعبية في البلدان العربية والدولية ، إضافة إلى علاقاته الوطيدة مع الرؤساء والقادة والملوك العرب ، وإنفتاحه على المنظمات الدولية والإتحادات القارية والعالمية في مجال الثقافة والإعلام والسياسة ، ونقله لوجهة نظر العراق في كيفية تطوير العلاقات العربية مع العراق ، ورؤيته الثاقبة لطبيعة الوضع العراقي وماهية الآليات التي يمكن أن تتبع لتوطيد العلاقات الخارجية ، وإستعادة الحضور العراقي في الجامعة العربية ومؤسساتها ومنظماتها المختلفة ، بما يعود على العراق بالنفع الكبير بإختيار شخصية تكنوقراط محترفة وواعية وقادرة على التعامل مع المستجدات في الأحداث بعمق ودون إنفعالات ، ووضع الأمور في نصابها الصحيح للإنتقال بالعراق من حال الى آخر أكثر حيوية وإنفتاحا وتطورا في المجالات كافة وعلى الصعد الإعلامية و السياسية والإقتصادية والثقافية والعلمية ، ليكون للعراق حضوره ووجوده الذي يستحقه كبلد حضارة وتأريخ عظيمين يعرفهما العالم ويكن لهما كل التقدير والإحترام .
ما من شك إن إختيار الأستاذ مؤيد اللامي كوزير للخارجية يعد إنتصار للعراق ولشعبه حيث يلقى ذلك ترحيبا في الأوساط الدبلوماسية العربية التي رحبت بالأمر وعدته مكسبا للعرب وللعراق ، ولمستقبل العلاقة بين بغداد ومحيطها العربي الأخوي الذي تحتاجه وتعمل عليه لأنه الضمانة الأساس لوجودها ودوامها ، ولن يكون هناك من هو أجدر بوزارة الخارجية العراقية بعد سنوات طويلة من العطاء والعلاقات الفاعلة والنجاحات المبهرة التي تكللت بهذا الترشيح الذي نريده أن ينعكس على واقع التعاون العربي المشترك وليعود على العراق وشعبه بالخير والتوفيق ، لأن العراق يستحق الرجال الصادقين والمخلصين ليقودوه الى مرافيء الأمن والأمان والرفاهية والإستقرار .