خاص / واشنطن – كتابات
“لم يحدد وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو استراتيجية معينة حيال إيران، بل هي مجموعة أفكار لا يمكن تفسيرها إلا على أنها دعوة لتغيير النظام في إيران“، يقول المعلق والكاتب جيك جونسون، في مقالة نشرها الأثنين، تناول فيها خطاب بومبيو في “مؤسسةهيريتيج اليمينية“، صباح الاثنين بتوقيت واشنطن، واعتبرها خطابا مليئا بـ”كل الأوهامالعالقة التي يريدها ترامب في البيت الأبيض والتي يأمل فيها تغيير النظام في إيران“.
و أوضح الكاتب جونسون إن وزير الخارجية مايك بومبيو بدا “غير واقعي إلى حد كبير“، حين قدم “قائمة بالمطالب التي يجب على إيران تلبيتها إذا أرادت إجراء محادثات نووية مع أمريكا” وحذر فيها من أن الولايات المتحدة “ستسحق“ طهران بفرض عقوبات قوية إذا لم تمتثلللمطالب الأمريكية.
لم يوضح بومبيو استراتيجية محددة، فيما وصفت سوزان مالوني، الباحثة البارزة في مركز“بروكينغز“ لسياسات الشرق الأوسط، خطاب وزير الخارجية، بأنه كان خطابا مناسبا لمستشار الأمن القومي جون بولتون، وليس لأرفع شخصية في الدبلوماسية الأمريكية.
وفي تفسير الخطاب فإنه يبدو بمثابة “خطة ب” حول المفاوضات النووية – التي تأتي بعدأسبوعين من رفض الرئيس دونالد ترامب للاتفاقية النووية الإيرانية ووضع الولايات المتحدة علىالطريق إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط –.
من جهته يعتبر رئيس “المجلس الوطني الإيراني الأمريكي“ تريتا بارسي أن مطالب إدارةترامب غير واقعية عمدا و “مصممة بشكل واضح لضمان عدم وجود أي مفاوضات جديدة.”
وكتب بارسي “إذا قمت بزيادة الضغط إلى أقصى حد وقمت بوضع مطالب غير قابلة للتحقيق، فأنت فقط تمهد الطريق للحرب“. “هذا هو هدف ترامب ، وهذا هو هدف المصفقين فيالسعودية وإسرائيل.”
وإذا رفضت إيران الالتزام بقائمة المطالب الأمريكية هذه، والتي تشمل التوقف التام لتخصيباليورانيوم ، فقد هدد بومبيو بأن الولايات المتحدة ستتحرك بسرعة لفرض “أقوى عقوبات فيالتاريخ“.
وكانت إيران قد صرّحت مرارًا وتكرارًا إن تخصيبها لليورانيوم مخصص فقط لأغراض الطاقةالمحلية السلمية وليس لديها مصلحة في السعي إلى امتلاك الأسلحة النووية، سواء بوجودالاتفاق النووي الدولي أم لا.
وثمة من قال في واشنطن تعليقا على خطاب بومبيو بكونه يشبه “أخذ صفحة مباشرة من دليلالحرب في العراق“، عبر توجيها إتهامات عدة لإيران من بينها إنها تعمل “كملاذ للقاعدة” وغيرها من المنظمات الإرهابية“.
في ضوء الأخطاء غير الواضحة والمطالب الغريبة للخطاب، وصف ديفيد روثكوف، محللالسياسة الخارجية، تصريحات بومبيو بكونها “نوبة غضب أكثر مما هي عمل يتعلق السياسة“.
وفي ردها على تصريحات بومبيو يوم الاثنين، قالت سوزان ديماجيو، وهي زميلة بارزة فيمعهد “نيو أمريكا“، أنه بالإضافة إلى زيادة احتمال الصراع العسكري مع إيران بشكل كبير،فإن الخطاب “لن يستقبله الكوريون الشماليون بشكل جيد“.
وأشار ديماجيو إلى أن “التراجع عن صفقة تلتزم بها إيران هو عمل سيء بما فيه الكفاية“. ون الإصرار الأمريكي على استسلام إيران الكامل سيؤدي إلى إطلاق أجراس إنذار” تغييرالنظام “في بيونغ يانغ، مما قد يدفعها إلى وقف مفاوضاتها مع واشنطن.